رحيل رونالدو عن الريال كان ضارة نافعة لبنزيمة!

خميس, 21/04/2022 - 01:12

ما يفعله كريم بنزيمة مع ريال مدريد هذه الأيام، ومنذ أكثر من موسمين أمر ملفت، جعله محط أنظار واعجاب عشاق الكرة العالمية الذين يشيدون به كل أسبوع ويعتبرونه أفضل مهاجم في العالم حاليا، رغم اقترابه من سن الرابعة والثلاثين، خاصة بعدما تصدر ترتيب هدافي الليغا وقاد فريقه للإطاحة بالبياسجي وتشلسي في دوري الأبطال بتسجيله لهاتريك مزدوج، وقيادته للريال منذ بداية الموسم إلى صدارة الدوري الاسباني بفارق خمس عشرة نقطة عن الملاحق الأول، وهو الأمر الذي يتحقق لأول مرة منذ رحيل رونالدو الذي خطف الأضواء لسنوات من كل نجوم الريال، قبل أن ينتبه الناس لما يفعله الكرواتي مودريش، والبرازيلي فينيسيوس جونيور، والحارس تيبو كورتوا، وخاصة كريم بنزيمة منذ عودته للمنتخب الفرنسي، حيث صار النجم الأول في الريال والأكثر تميزا وتألقا وفعالية.

ومنذ 2009 وعلى مدى عشر سنوات كان بنزيمة ظلا لكريستيانو رونالدو الذي كان يحصد الألقاب والجوائز الفردية ويتحول الى الهداف التاريخي للريال، ويخطف الأنظار عن باقي زملائه ومنافسيه رغم تميزهم أيضا، لكن بمجرد رحيله المفاجئ الى اليوفي في صيف 2018، تغيرت المعطيات وتحرر بنزيمة ليصبح في نظر المتابعين أفضل لاعب في العالم حاليا، متفوقا على رونالدو وميسي ونيمار ومبابي، والمرشح الأول للفوز بجائزة الكرة الذهبية لهذه السنة، وقيادة منتخب بلاده للفوز بكأس العالم 2022 بعدما تميز معه في بطولة كأس أمم أوروبا الأخيرة، عندما فرض على المدرب ديدييه ديشان استدعاءه مجددا بعد غياب دام خمس سنوات، وهو الأمر الذي دفعه للثأر من الزمن وكل من تسبب في غيابه عن المنتخب الفرنسي، وأثر على معنوياته ومشواره الكروي اثر حملات التشويه التي تعرض لها، لكن مهاراته وشخصيته القوية ساعدته على تجاوز كل الظروف.

الجميع عاد اليوم ليذكر بأرقام بنزيمة التهديفية والانضباطية التي لعب فيها عشر سنوات مع الريال بدون أن يتلقى أي إنذار من أصل 18 موسما لم يطرد فيه في أي مباراة، وكان فيها متميزا فنيا وملتزما أخلاقيا مع الزملاء والخصوم والحكام والجماهير رغم كل الضغوطات التي عاشها، وحرمانه من التتويج بجائزة أفضل لاعب في مناسبتين كان فيها أحسن من ميسي ورونالدو عندما توجا، لكن غيابه لسنوات عن المنتخب الفرنسي وتراجع الريال أوروبيا أثر عليه، الا أنه لم يثن فلورنتينو بيريز عن تجديد عقده الى غاية 2023 بتخفيض راتبه بنسبة 15%، والتمسك به حتى وإن قام باستقدام مبابي الذي سيشكل معه ثنائياً من ذهب لو حدث فعلا، ويسمح له من دون شك بمواصلة التميز والتألق لتحقيق جوائز فردية أوروبية وعالمية غابت عن سجله الذي بلغ 20 لقبا محليا وأوروبيا مع الريال، من بينها أربعة كؤوس عالمية للأندية، وثلاثة دوريات أبطال أوروبا، وثلاث دوريات محلية.

هذا الموسم يتوجه بنزيمة نحو قيادة الريال لاستعادة تاجه المحلي، والتتويج بلقب هداف الفريق وهداف الليغا بعشرين هدفا لحد الآن، بعد أن أصبح ثالث هداف في تاريخ الريال خلف رونالدو وراؤول بـ217 هدفا، ويسعى لقيادة الملكي نحو التتويج بدوري الأبطال بعد إطاحته بالبياسجي وتشلسي في الدورين ثمن النهائي وربع النهائي، في انتظار مواجهة السيتي في نصف النهائي وربما ليفربول في النهائي ليزيد من حظوظه في نيل جائزة أفضل لاعب في العالم بجدارة واستحقاق في حالة تتويجه، في وقت كان الكثير يعتقد أن الفرانكو جزائري فاق الثلاثين، ولن يكون بمقدوره التألق بعد رحيل رونالدو، ليتأكد الجميع مع الوقت أن البرتغالي شكل حاجزا لبنزيمة الذي تحرر وانفجر وتميز في قيادة الريال برفقة فينيسيوس جونيور الذي تحول بدوره الى لاعب آخر مع بنزيمة.

صحيح أنه سابق لأوانه الحديث عن تتويج بنزيمة بجائزة أفضل لاعب في العالم، وكل شيء متوقف على استمرار تألقه في دوري الأبطال، لكن الأكيد أن رحيل رونالدو كان بمثابة ضارة نافعة لبنزيمة والريال على حد سواء.

 

حفيظ دراجي إعلامي جزائري

 

 

تابعنا على فيسبوك