لندن ـ «القدس العربي» ـ وكالات: تبدأ وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم الأربعاء، جولة تستغرق ثلاثة أيام تشمل دول البلطيق الثلاثة، لاتفيا وإستونيا وليتوانيا، حيث سيكون على رأس جدول أعمالها مسألة الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية في برلين إن محور محادثات بيربوك سيكون رد فعل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) والمجتمع الدولي على الحرب الروسية ضد أوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، سيُجرى مناقشة قضايا متعلقة بالسياسة الدولية والأوروبية الراهنة وأخرى ثنائية.
وتعتزم بيربوك أن تلتقي أولا نظيرها اللاتفي إدجارز رينكيفيكس في العاصمة ريجا. ومن المقرر أيضا عقد اجتماع مع رئيس الوزراء كريسجيانيس كارينز. وعقب ظهر اليوم نفسه، تعتزم الوزيرة بجانب نظيرها اللاتفي المشاركة في مناقشات مع نظيريهما الإستوني إيفا ماريا ليميتس، والليتواني جابريليوس لاندسبيرجيس.
الوضع الأمني
بالإضافة إلى الحرب الروسية في أوكرانيا، من المرجح أن يكون الوضع الأمني في المنطقة هو الموضوع الرئيسي للمناقشات. كما تخطط بيربوك لزيارة مركز «التميز للاتصالات الاستراتيجية» التابع للناتو ولقاء ممثلين عن المجتمع المدني في ريجا.
كما تلتقي الوزيرة في إستونيا يوم الخميس نظيرتها ليميتس في العاصمة تالين، ومن المقرر أيضًا عقد اجتماع مع رئيسة الوزراء كاجا كالاس.
وتعتزم بيربوك لاحقا التحدث إلى طلاب في مدرسة ألمانية شريكة وزيارة نصب تذكاري لضحايا الشيوعية. وتتوجه بيربوك إلى ليتوانيا مساء الخميس، حيث تلتقي الرئيس جيتاناس نوسيدا ووزير الخارجية لاندسبيرجيس يوم الجمعة.
كما تعتزم الوزيرة زيارة مجموعة الناتو القتالية في روكلا يوم الجمعة، والتي يقودها الألماني الكولونيل ليفتنانت دانيل أندرا. وتم زيادة الوحدة متعددة الجنسيات من حوالي 1200 جندي إلى حوالي 1600 جندي بقوات إضافية من ألمانيا والنرويج ودول أخرى. وتشارك القوات الألمانية بأكبر عدد في الوحدة بحوالي 1000 جندي. علاوة على ذلك يقود الجيش الألماني منذ عام 2017 «مجموعة المعارك ذات التواجد الأمامي المعزز» (EFP) كما يُطلق على الوحدة في مصطلحات الناتو.
في الموازاة، كشفت نتائج استطلاع للرأي في ألمانيا نُشِرَتْ أمس الثلاثاء أن أغلبية بسيطة من الألمان تؤيد توريد أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا.
وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد «فورزا» لصالح محطتي «آر تي إل» و«إن تي في» أن 51٪ ممن شملهم الاستطلاع يؤيدون توريد أسلحة هجومية ومعدات ثقيلة إلى أوكرانيا مقابل اعتراض 37٪.
أغلبية بسيطة تؤيد دعم كييف بأسلحة هجومية… وتواصل بين حزب شولتس والسفير الأوكراني
في الوقت نفسه، أظهرت النتائج اختلافا في الرأي حول ما إذا كان على الحكومة الألمانية أن تبذل المزيد من أجل دعم أوكرانيا، حيث رأى 38 ممن شملهم الاستطلاع والبالغ عددهم 1007 أشخاص أن ما تفعله الحكومة أقل من اللازم في دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، فيما أعرب 34٪ عن اعتقادهم أن ما تفعله الحكومة صواب، وفي المقابل، رأى 16٪ أن ألمانيا تبذل أكثر من اللازم لدعم أوكرانيا.
وتصدر أنصار حزب الخضر (44٪) وأنصار التحالف المسيحي (46٪) المطالبين بأن تقدم ألمانيا المزيد من الدعم لأوكرانيا، وفي المقابل تصدر أنصار حزب البديل من أجل ألمانيا (51٪) الأشخاص الذين يرون أن الحكومة الألمانية تبذل أكثر من اللازم لدعم أوكرانيا.
وأعرب 42٪ فقط ممن شملهم الاستطلاع عن رضاهم عن أداء المستشار أولاف شولتس، فيما أبدى 52٪ قدرا أقل من الرضا أو لم يبدوا أي رضا على الإطلاق عن أداء شولتس.
في المقابل، أعرب 61٪ عن رضاهم عن أداء وزيرة الخارجية انالينا بيربوك، وأعرب 58٪ عن رضاهم عن أداء وزير الاقتصاد روبرت هابيك (وكلاهما من حزب الخضر).
وحظى أداء وزيرة الدفاع كريستينه لامبرشت برضى 21٪ فقط ممن شملهم الاستطلاع، وحظي أداء وزيرة الداخلية نانسي فيزر بأداء 23٪ فقط، وكلتاهما تنتميان إلى حزب شولتس الاشتراكي الديمقراطي.
انتقادات حادة
ويتعرض الحزب، لانتقادات حادة السفير الأوكراني في ألمانيا أندري ميلنيك، لاسيما بما يتعلق بسياسة الحزب تجاه روسيا، ما دفع زعيمة الحزب، ساسكيا إسكين، لاتخاذ قرار بمقابلة السفير مجددا.
وكان السفير الأوكراني أجرى مع زعيمي الحزب، إيسكن ولارس كلينجبايل، محادثات في 6 نيسان/أبريل الجاري، حسبما أعلن ميلنيك الثلاثاء.
وقال السفير ردا على استفسار من وكالة الأنباء الألمانية، في برلين إنه تم الترتيب لعقد اجتماع آخر الأربعاء.
وحسب مصادر من الحزب، فإن إيسكن فقط هي التي ستشارك في الاجتماع هذه المرة. واتفق ميلنيك ورئيسا الحزب على هذا معا.
وكتبت إيسكن صباح أمس على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «في هذه الأوقات التي تكون فيها قلوبنا ثقيلة والمناقشات محتدمة في بعض الأحيان، تزداد قيمة الحفاظ على المحادثات المفتوحة والثقة». وأرفقت إيسكن صورة تظهرها مع كلينجبايل إلى جانب ميلنيك. وحسب ميلنيك، فإن الصورة تعود إلى السادس من نيسان/أبريل.
في الأسابيع الماضية، أدان السفير الأوكراني مرارا بعبارات حادة السياسة السابقة التي كان ينتجها الحزب تجاه روسيا، وطالب بتوريد المزيد من الأسلحة الألمانية إلى أوكرانيا. واحتدم الجدل نهاية الأسبوع عندما انتقد وزير الخارجية الألماني الأسبق زيجمار جابريل في مقال بمجلة «دير شبيغل» الألمانية «الهجمات المستهدفة» على الرئيس الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير واتهم ميلنيك بتبني «نظريات مؤامرة».
وكتب أن ادعاء ميلنيك بأن شتاينماير خلال سنوات نشاطه كسياسي «أنشأ منذ عقود شبكة عنكبوتية من الاتصالات مع روسيا» والتي امتد تأثيرها إلى الحكومة الحالية، يلمح إلى أن رئيس ديوان المستشارية الأسبق ووزير الخارجية الأسبق (شتاينماير) ساعد في تنظيم تمثيل مصالح روسيا في ألمانيا. وأضاف جابريل: «هذا عار عن الحقيقة وخبيث».
ورد ميلنيك على مقال جابريل على «تويتر» بالكلمات التالية: «الخبيث هو على وجه الخصوص سياستك أنت ورفقاك في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الصديقة لبوتين على مدار سنوات، والتي أدت إلى حرب الإبادة البربرية ضد الدولة والأمة والثقافة والنساء والأطفال في المقام الأول».