نيويورك (الأمم المتحدة) “القدس العربي”: بدعوة من خمس دول أعضاء في مجلس الأمن، يعقد مجلس الأمن الدولي الثلاثاء الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت نيويورك، جلسة مشاورات مغلقة حول الأوضاع في مدينة القدس المحتلة على إثر الاقتحمات الأخيرة التي قامت بها قوات شرطة الاحتلال والمستوطنون المحميون من قوات الأمن للحرم الشريف والمسجد الأقصى، والتي أدت إلى إصابة أكثر من 160 فلسطينيين واعتقال نحو 400 آخرين.
وقد علمت “القدس العربي” أن الدول الخمس التي دعت للاجتماع هي الإمارات العربية المتحدة، نيابة عن المجموعة العربية، والصين وإيرلندا وفرنسا والنرويج. وسيقدم تور وينيسلاند، منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط وممثل الأمين العام لدى السلطة الفلسطينية، إحاطة حول آخر التطورات في المدينة المقدسة عن طريق الفيديو من مكتبه في القدس المحتلة. ومن المتوقع أن لا يصدر عن مجلس الأمن لا بيان رئاسي ولا بيان صحفي، لأن كليهما بحاجة إلى إجماع، وهو ما لا يمكن للولايات المتحدة أن تسمح به.
رسائل
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد أصدر بيانين متتالين حول التوترات الأخيرة في المسجد الأقصى والقدس، أعرب فيهما عن القلق البالغ إزاء تدهور الوضع الأمني في القدس ودعا القادة من جميع الأطراف إلى ضبط النفس والمساعدة في تهدئة الوضع. وأضاف: “يجب أن تتوقف الاستفزازات في الحرم الشريف الآن لمنع المزيد من التصعيد”. وكرّر الأمين العام دعوته إلى الحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة في القدس واحترامه. وأضاف البيان أن المنسق الخاص للأمين العام لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينيسلاند، على اتصال وثيق مع الشركاء الإقليميين الرئيسيين والأطراف المعنية لتهدئة الوضع. وجدد الأمين العام في بيانه “التزامه بدعم الفلسطينيين والإسرائيليين لحل النزاع على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية”.
وكانت بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة، قد بعثت بثلاث رسائل متتالية وعاجلة، وصل “القدس العربي” نسخاً منها، لرئيسة مجلس الأمن الدولي، السفيرة البريطانية، باربرة وودوارد، والأمين العام للأمم المتحدة، تطالب فيها مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في حماية الشعب الفلسطيني. وقد أرسلت الرسائل الثلاث، تباعاً أيام 12 و 14 و 15 من الشهر الحالي وطالب السفير الفلسطيني، رياض منصور، بتوزيعها على أعضاء مجلس الأمن والتحرك فوراً لمناقشة آخر التطورات في الأرض الفلسطينية المحتلة وخاصة في القدس وجنين. ثم بدأت البعثة الفلسطينية التحرك ضم المجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجموعة ال 77 زائد الصين، لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة القدس، على ضوء الاقتحامات المتتالية للمسجد الأقصى، وهو ما سيتم صباح الثلاثاء، لكن في جلسة مغلقة.
هجمات المستوطنين
واتهمت الرسالة الأخيرة إسرائيل، القائمة على الاحتلال، بتأجيج مشاعر الفلسطينيين في شهر رمضان المبارك، بقيامها باقتحام باحات الحرم الشريف بما في ذلك المسجد الأقصى. وجاء في رسالة الخامس عشر من الشهر الحالي: “مرة أخرى نحذر من الآثار بعيدة المدى لهذا التصرف وتصعيد حالات الاستفزاز للمصلين، التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اليهود المتطرفون، ما قد يشعل حرباً دينية في القدس، إذا لم يتم لجمهم”. وأضافت الرسالة “أن هجمات المستوطنين وقوات الأمن الإسرائيلية قد أدت إلى إصابة ما يزيد عن 150 جريحاً، من بينهم 60 أدخلوا المستشفيات للعلاج، بينما اعتُقل أكثر من 400 فلسطيني.
وطالب الوفد الفلسطيني، كما جاء في الرسائل الثلاث، مجلس الأمن بإلزام إسرائيل باحترام التزاماتها حسب ما تنص عليه اتفاقية جنيف الرابعة (1949) وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وعلى وجه الخصوص القرارات 476 (1980) و 478 (1980) و 2334 (2016) والمتعلقة بالقدس والأراضي المحتلة والاستيطان: “‘إننا نلتمس من جميع الدول أن تتحمل مسؤولياتها في ما يتعلق بالقانون الدولي. إنه لأمر حيوي أن يتم ضمان حماية الفلسطينيين العزّل، والتأكد من إخضاع إسرائيل، الدولة القائمة بالاحتلال، للمساءلة وحشد الضغط عليها للتوقف عن ارتكاب مثل هذه الجرائم وإنهاء احتلالها غير الشرعي وغير الإنساني للشعب الفلسطيني وأرضه وأماكنه المقدسة”.