بغداد ـ «القدس العربي»: جدد العراق موقفه الرافض للحرب الروسية ـ الأوكرانية، وتداعياتها الاقتصادية على جميع شعوب العالم، وفيما حثّ البلدين على أهمية اللجوء إلى الحوار لإنهاء الحرب، عبّر عن استمرار جهوده للتقريب بين البلدين.
وقالت الخارجية العراقية في بيان، إن «وزير الخارجيَّة فؤاد حسين استقبل القائم بأعمال السفارة الأوكرانيَّة في بغداد إليكسندر بورفجينكوف، وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائيَّة بين البلدين، وتأثيرات العمليات العسكريّة الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وتداعياتها على المُستوى الإنسانيّ وعلى السلم والأمن الدوليين، وكذلك في آثارها الاقتصاديّة الكبيرة على دول العالم ومنها العراق».
وأعرب حسين عن «قلق العراق إزاء التطورات بين روسيا وأوكرانيا، وتدهور الأوضاع الإنسانيَّة هناك، وأهميَّة الاحتكام إلى المزيد من الحوارات التي من شأنها نزع فتيل الأزمة، وبما يحفظ أمن الشعب الأوكرانيّ وسلامته، وباقي شعوب المنطقة».
وبيّن أن «العراق قد عانى الكثير بسبب ويلات الحروب، وعليه فإنَّ العراق ضد الحروب وسياسة فرض الحصار الاقتصاديّ، لأنه يستهدف الشعوب، لذا فإن العراق يؤيد كل الجُهُود التي تسعى إلى تخفيف حدة التوتر، وإنهاء العمليات العسكريّة، والعمل على التهدئة وضبط النفس، واحترام مبادئ القانون الدوليّ وميثاق الأمم المتحدة، وسيادة الدول على أراضيها»، مُشيراً إلى «جُهُود العراق مع المجموعة العربيَّة للإتصال هي محاولة لتقــريب الـــجانبين».
وثمن القائم بالأعمال الأوكرانيّ حسب البيان «عمل السفارة العراقيَّة في أوكرانيا»، مُعرباً عن «شكر وتقدير بلاده لنوع وحجم المساعدات المقدمة إلى أوكرانيا ويرحبون بأي مساعدة إضافيّة من أية جهة».
كذلك، بحث وزير الخارجيَّة فؤاد حسين، مع السفير الروسيّ لدى العراق ايلبروس كوتراشيف، ملف الحرب الروسية على أوكرانية، وآفاق وقف إطلاق النار.
وفي بيان ثانٍ لوزارة الخارجية العراقية، ذكر أن «الوزير أكد أن العراق قد عانى الكثير بسبب ويلات الحروب، وعليه فإنَّ العراق ضد الحروب وسياسة فرض الحصار الاقتصاديّ لأنه يستهدف الشعوب، وإنَّ الاستمرار في الحرب في أوكرانيا سيؤديّ إلى المزيد من ارتفاع أسعار المواد الغذائيَّة، ولاسيما في المجتمعات المستهلكة والدول غير النفطية».
وأضافت أن «الوزير أشار إلى حوارات مجموعة الاتصال العربيَّة التي جرت في موسكو واللقاء بوزير الخارجيَّة الروسيّ سيرغي لافروف، وما أعقبها من حوارات في وارسو مع وزير خارجيَّة أوكرانيا دميتري كوليبا، والعمل من أجل وقف إطلاق النار والبدء بالمفاوضات للوصول إلى السلام».
إلى ذلك، أطلع السفير الروسيّ الوزير على «آخر تطورات الحرب الروسيَّة-الأوكرانيَّة، وأكّد أنَّ «العقوبات الاقتصاديّة تؤثر على الشعب الروسيّ»، مُضيفاً أنَّ «الحرب هي دفاعيّة بالنسبة لروسيا».
وفي أيار/ مايو الماضي، عقد وزراء مجموعة «الاتصال الوزاريَّة العربيَّة» المعنيّة بالأزمة في أوكرانيا برئاسة وزير خارجيَّة جُمهوريَّة مصر العربيَّة، وعضوية الأمين العام لجامعة الدول العربيَّة د. أحمد أبو الغيط، ووزراء خارجيَّة جُمهوريَّة العراق فؤاد حسين، والمملكة الأردنيَّة الهاشميَّة أيمن الصفديّ، والجُمهوريَّة الجزائريَّة الديمقراطيَّة رمطان لعمامرة، وجُمهوريَّة السودان علي الصادق، اجتماعاً مع وزير خارجيَّة روسيا الاتحاديّة سيرغي لافروف، في موسكو، في سياق مسعى عربي أقره المجلس الوزاريّ للجامعة قبل شهر من اللقاء، للإسهام في جُهُود حل الأزمة الأوكرانيَّة-الروسيَّة.
وأجرى الجانبان محادثات معمقة حول الجُهُود المبذولة لوقف النار والتوصل لاتفاق لحل الأزمة واستعادة السلم والأمن.
وأكّد الوفد العربيُّ، حسب بيان لوزارة الخارجية العراقية حينها، أنَّه يقوم بهذا المسعى حرصاً على الأمن والسلام، وانطلاقاً من العلاقات المتميزة التي تربط الدول العربيَّة مع روسيا وأوكرانيا.
وناقش الجانبان حوارات موسعة وصريحة حول الجُهُود المبذولة لإنهاء الأزمة وانعكاساتها الأمنيَّة والسياسيَّة والإنسانيَّة والاقتصاديَّة. وعبرّ الوفد
العربيّ عن «القلق من تبعات الأزمة وخطورة استمرارها». وشدد على دعمه لمسار المفاوضات المباشرة بين الجانبين الروسيّ والأوكرانيّ، واستعداده للقيام بجُهُود وساطة لدعم هذا المسار بهدف التوصل إلى «وقف العمليات العسكريَّة، تمهيداً لحل سياسيّ مستدام للأزمة، على أساس القانون الدوليّ وميثاق الأمم المتحدة ومبادئ حسن الجوار وسيادة الدول وسلامتها الإقليميَّة، وبما يضمن المصالح المشروعة لجميع الأطراف».
وأطلع وزير الخارجيَّة الروسيّ سيرغي لافروف، الوفد العربيّ على صورة التطورات في المحادثات الجارية لتحقيق اتفاق روسيّ-أوكرانيّ، وعرض الموقف الروسيّ إزاء الأزمة وتطوراتها وآفاق حلها.
كما أكّد الوفد العربيّ أهميَّة «استمرار التنسيق للحفاظ على أمن وسلامة الجاليات العربيَّة الموجودة في منطقة النزاع حالياً، وتسهيل عبور الراغبين منهم إلى الدول المجاورة».
وفي العاصمة الاتحادية بغداد، التقى رئيس دائرة المنظمات والمؤتمرات الدوليَّة في وزارة الخارجية عباس كاظم عبيد، القائم بالأعمال الأوكرانيّ في العراق الكسندر بورفجينكوف.
وناقش الجانبان القضايا الدوليَّة والإقليميَّة الراهنة والمعروضة في المنظمات الدوليَّة، وأثرها على السلم والأمن الإقليميّ والدوليّ.
وأكَّد رئيس دائرة المنظمات الدوليَّة، حسب بيان، «موقف العراق المستند إلى مبادئ وثوابت سياسته الخارجيَّة، وفق ما أقره دستوره الدائم، في التعامل مع تلك القضايا، استناداً إلى قواعد القانون الدوليّ ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وأهميَّة معالجة الأزمات من خلال الحلول السلميّة المستدامة وتغليب لغة الحوار والمفاوضات وتشجيع جميع الأطراف بوقف إطلاق النار بغية استعادة السلم والأمن الدوليّ والإقليميّ».
وأضاف: «العراق، ومن منطلق العلاقات المتميزة التي تربطه مع روسيا وأوكرانيا، حريص على إنهاء هذه الأزمة وإيقاف التصعيد والأعمال العسكريّة لتجنب تبعاتها الأمنيَّة والاقتصاديّة والإنسانيَّة».