بغداد ـ «القدس العربي: أطلقت تركيا، أمس الاثنين، عملية «قفل المخلب» في مناطق متينا وزاب وأفشين- باسيان شمالي العراق، مستهدفة مسلحي حزب «العمال الكردستاني»، الذي تعدّه أنقرة منظمة «إرهابية»، مشيرة إلى استهداف مواقع المسلحين ومستودعات ذخيرته.
خلوصي أكار: نحترم سيادة ووحدة الأراضي العراقية… وهدفنا «الإرهابيين»
وجاء ذلك على لسان وزير الدفاع خلوصي أكار خلال اتصال مرئي بمركز عمليات القوات الجوية، خلال زيارة أجراها مع رئيس هيئة الأركان، يشار غولر، وقادة الجيش لقيادة القوات الجوية، حسب وسائل إعلام تركية.
وتلقى أكار معلومات حول الوضع الأخير للعمليات الجوية، وقال: «اعتبارًا من هذه الليلة، بدأت قواتنا المسلحة البطلة عملية مخلب القفل ضد الأهداف الإرهابية بغية منع الهجمات الإرهابية على شعبنا وقوات أمننا من شمالي العراق، وضمان أمن حدودنا».
وأكد: «وفقًا للخطة استهدفت القوات الجوية بشكل مكثف مواقع الإرهابيين في مناطق متينا وزاب وأفشين- باسيان، حيث نجح طيارونا الأبطال في إصابة أهداف كمخابئ وكهوف وأنفاق ومستودعات ذخيرة وما يسمى بمقار تابعة للتنظيم الإرهابي».
وتابع وزير الدفاع التركي: «استهداف المواقع الإرهابية بنيران المدفعية أيضاً»، مشيرًا إلى «انتقال قوات النخبة والخاصة إلى المنطقة بدعم جوي من مروحيات أتاك والمسيرات العادية والمسلحة».
وزعم أن «العملية تسير بنجاح وفق المخطط، وأن القوات التركية حققت الأهداف المحددة في المرحلة الأولى للعملية». وأكد أن «تركيا تنفذ جميع هذه العمليات بشكل يحترم سيادة العراق الصديق والشقيق ووحدة أراضيه».
وأردف: «أريد التأكيد مجددًا أن هدفنا الوحيد هم الإرهابيون ويتم إظهار الاهتمام الأقصى لمنع إلحاق الضرر بالمدنيين، والبيئة، والمباني الثقافية والدينية».
وصرحت وزارة الدفاع التركية، في وقت لاحق من أمس، بأنه تم إطلاق العملية بعد أن تأكد لديها استعداد المسلحين لشن «هجوم واسع النطاق». وقالت الوزارة إن الهجوم تم بالتنسيق مع «أصدقاء تركيا وحلفائها» دون إعطاء المزيد من التوضيحات.
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، التقى الأسبوع الماضي مع مسرور بارزاني، رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، الذي تقع تحت سيطرته المناطق التي استهدفها الهجوم التركي.
إلى ذلك، أظهرت مشاهد نشرتها وزارة الدفاع التركية إقلاع المقاتلات والمروحيات وإصابتها أهداف التنظيمات «الإرهابية» بدقة عالية.
كما تظهر في المشاهد نفسها عمليات الإنزال التي نفذتها قوات الكوماندوز والقوات الخاصة التركيتين.
إلى ذلك، أعلن المركز الإعلامي لقوات «حماية الشعب»، الجناح العسكري لـ(بي كا كا)، أن الجيش التركي يشن باستخدام الطيران الحربي والمدفعية حملة جوية وبرية على منطقة الزاب. وأضافت قوات «حماية الشعب» أن «الجيش التركي نفذ عملية إنزال لقواته في منطقة الجبل الأسود وخرلخلي ومنطقة الزاب، وهناك معارك ومواجهات في المنطقتين، ولم نسمح بتقدم الجيش التركي».
وحتى وقت إعداد التقرير، لم تُفصح السلطات العراقية (حكومية أو عسكرية) عن معلومات أو تعليق بشأن العملية التركية الجديدة في الشمال العراقي.
وتأتي العملية بعد أقل من 24 ساعة على اجتماع رئيس الجمهورية برهم صالح، بمستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي.
وبحث الجانبان، حسب بيان رئاسي، «ضرورة تعزيز الجهد الأمني والاستخباراتي لمكافحة خلايا داعش»، فيما جرى التأكيد على أهمية «الحفاظ على المكتسبات الأمنية وتعزيزها».
ووفقاً للبيان، فإنه تم التأكيد أيضاً ضرورة «تعزيز الجهد الأمني والاستخباراتي لمكافحة خلايا داعش وقطع الطريق أمام أي محاولة للتعرض لأمن واستقرار المواطنين».
وشدد رئيس الجمهورية على ضرورة أهمية «الحفاظ على المكتسبات الأمنية وتعزيزها ومواصلة الضغط على خلايا الإرهاب وإغلاق الثغرات الأمنية»، مشيداً بـ»نجاح قوات الأمن العراقية في مكافحة خلايا إرهابية واعتقال عدد من قادة وعناصر التنظيم مؤخراً»، مؤكداً ضرورة «عدم التهاون في محاربة الإرهاب والتطرف».
وميدانياً، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية، أمس الاثنين، ضبط منصة إطلاق صواريخ وأعتدة مختلفة في قرى في غربي نينوى، شمال العراق.
وذكرت المديرية في بيان صحافي، إنه «سعياً منها في الوصول إلى مخابئ أسلحة وأعتدة داعش الإرهابي وبمعلومات دقيقة لشعبة استخبارات الفرقة 15وبالتعاون الفوجين الثاني لألوية المشاة 21 و73 أسفرت عن ضبط منصة لإطلاق الصواريخ، وصاروخ كراد، و27 قنبرة هاون، 21 مقذوفاً مختلفاً، مختلفة العيارات، وعبوتين ناسفتين في قرى سهل حمد والعبرة في أقضية الحضر وتلعفر والعياضية، غربي نينوى».
ولفت إلى أن «مفارز الجهد الهندسي للفرقة تكفلت برفع المواد وتفجيرها موقعياً».
في حين، أعلنت خلية الإعلام الأمني (حكومية)، أمس، الإطاحة بـ»إرهابي» يعمل بما يسمى ولاية شمال بغداد، في تنظيم «الدولة الإسلامية».
وقالت الخلية في بيان صحافي، إنه «نتيجةً لتكثيف الجهد الاستخباري بعد ورود معلومات دقيقة، تمكنت المديرية العامة للأمن والانضباط (هيئة التحقيقات والأمن الوقائي) التابعة إلى هيئة الحشد الشعبي في العاصمة بغداد، وبعملية نوعية خاصة وبعد استحصال الموافقات القضائية، من إلقاء القبض على أحد عناصر عصابات داعش الإرهابية».
وأضاف أن «الإرهابي يعمل بما يسمى ولاية شمال بغداد/عامل، ويتولى منصب المسؤول الإداري، وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه وإصدار الحكم عليه بالسجن المؤبد وفق المادة 1/4 إرهاب».
ورغم مرور 5 أعوام على إعلان الحكومة العراقية انتهاء الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، غير أن التنظيم لا يزال يشكل تحدياً أمنياً لقوات الأمن العراقية، التي تنفذ بين الحين والآخر عمليات عسكرية لاستهداف الجهاديين.