بغداد ـ «القدس العربي»: أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين الاتحادية نقل 450 عائلة عراقية مهجّرة من مخيم الهول السوري إلى العراق، كاشفة عن مراكز لتأهيل العائدين تمهيداً لنقلهم إلى مناطقهم الأصلية.
وقال مدير دائرة الفروع في وزارة الهجرة، علي عباس، للوكالة الرسمية، إن «مركز الجدعة للتأهيل النفسي والمجتمعي، خصص للعائدين من مخيم الهول برامج تأهيل ومن ثم إدماجهم في المجتمع من خلال سلسلة من الإجراءات التي تتخذها الوزارة والمنظمات الشريكة».
وأضاف أنه «تم نقل 450 عائلة وتمت إعادة وتأهيل 170 منهم ونقلهم إلى مناطق سكناهم، من بينها محافظة الأنبار بحدود 120 عائلة تمت إعادتها على دفعات»، مشيراً إلى أنه في «الأيام القليلة المقبلة ستتم إعادة المتبقين بعد أن تنتهي البرامج التي استهدفت هذه العوائل في مجال الاندماج والتأهيل النفسي».
ولفت إلى أن «هناك تحديات نعمل على إزالتها بالتنسيق مع الشركاء والأجهزة الأمنية وخاصة جهاز الأمن الوطني ومستشارية الأمن القومي والعشائر والسلطة المحلية».
وفي مطلع آذار/ مارس الماضي، عقدت مستشارية الأمن القومي، ندوة حول الجهد الحكومي في نقل عوائل مخيم الهول إلى مركز الجدعة.
وذكرت المستشارية في بيان، حينها أنه «بناءً على توجيه رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، عقدت مستشارية الأمن القومي ندوة نقاشية استعرضت بموجبها أهم النجاحات المتحققة والجهد الحكومي بشأن العوائل التي تم نقلها من مخيم الهول السوري إلى مركز الجدعة للتأهيل النفسي والاجتماعي، بحضور مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي ورئيس جهاز الأمن الوطني، حميد الشطري ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق الأول الركن عبد الأمير الشمري، وحضور ممثلي (الداخلية، الهجرة، التربية، وزارة العمل، الصحة، جهاز المخابرات)».
وأضاف البيان أن «الندوة شهدت تقديم شرح مفصل عن العوائل التي تم نقلها إلى مركز الجدعة للتأهيل النفسي والاجتماعي ودور وزارة الهجرة الكبير والمؤسسات الحكومية ذات العلاقة في هذا الملف الإنساني والأمني والمجتمعي، واستعرضت الندوة التقارير التي من شأنها تقويم العمل ووضع الحلول الناجعة، من أجل العمل على إعادة اندماج العوائل بالمجتمع».
وقدم مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، حسب البيان، «شرحاً عن دور مؤسسات الدولة في عملية نقل العوائل وتدقيقهم أمنياً واستخبارياً والجهد الحكومي الكبير المتمثل بمشاركة مؤسسات الدولة المختلفة، من أجل العمل على تأهيلهم نفسياً واجتماعياً، للعودة إلى مناطق سكناهم الأصلية وبالتالي اندماجهم بشكل طبيعي في المجتمع، فضلاً عن الدور الذي تلعبه المستشارية في اصطحاب السفراء والمنظمات الدولية في زيارات ميدانية إلى مركز الجدعة، للاطلاع عن كثب على دور العراق في احتضان أبنائه ونقل صورة عن الواقع الذي تعيشه هذه العوائل جراء العمليات الإرهابية التي قام بها أصحاب الفكر المتطرف».
واختتمت الندوة بـ «عرض أهم الفقرات الأساسية التي تدعم الجهد الحكومي في هذا المجال مع وزارات الدولة المختلفة التي بينت دورها على أرض الواقع، ووضع الحلول المناسبة للعوائل القاطنة في مركز الجدعة للتأهيل النفسي والاجتماعي».
وبالإضافة إلى المشكلات النفسية، يعاني المهجّرون في مخيمات النزوح من ظروف إنسانية صعبة، فضلاً عن تكرار حوادث «الحرائق» التي تتكرر بين فترة وأخرى.
ودعت النائبة فيان دخيل إلى إيجاد حلول جذرية تنهي سلسلة الحرائق التي تتعرض لها مخيمات النازحين بين وقت وآخر.
وقالت في بيان صحافي إن «معاناة أهلنا من أبناء سنجار من النازحين في المخيمات والذين لا يمكنهم العودة لديارهم لأسباب بات الجميع يعرفها.. أما مسألة الحرائق التي تشتعل بين فترة وأخرى في تلك المخيمات، هي واحدة من أسوأ التحديات التي تضاعف من معاناة أهلنا الذين هم في غنى عن أية معاناة فوق آلام النزوح والتهجير المريرة».
وأضافت: «لا توجد إحصائية دقيقة عن عدد تلك الحرائق لكنها دائماً تخلّف خسائر مادية مؤسفة وأحياناً بشرية وقبل يومين، في مخيم جم مشكو خسرنا (صلاح) ذلك الشاب اليافع والبالغ 26 ربيعاً، بسبب الحريق الذي أضاف أوجاعاً جديدة لأهلنا من النازحين».
وتابع النائبة: «سبق أن كتبنا عن مسلسل هذه الحرائق المؤسفة، والتي جميعها تحدث بسبب تماس كهربائي أو بسبب إهمال غير متعمد (لأن الحرائق تندلع أيضاً في البيوت في كل زمان ومكان لأسباب متشابهة)، لكننا هنا نبحث عن حلول جذرية لتحجيم هذه الحرائق التي تلتهم تلك الخيام في سرعة البرق لأنها خيام متهالكة بسبب تعرضها المستمر للأحوال الجوية كالشمس والمطر طوال 8 سنوات مضت تقريباً، وبالتالي لا بد من وضع حلول جذرية لهذه الحرائق، من قبيل توفير مطافئ يدوية، التوعية المستمرة لربات البيوت حول أسس السلامة العامة لتجنب الحرائق، مع مضاعفة آليات وإعداد عناصر الدفاع المدني في تلك المخيمات، ونصب مضخات إطفاء الحرائق بشكل مدروس يتناسب وحجم كل مخيم».
وأكدت أن «الأهم من كل ذلك عودة النازحين إلى ديارهم سالمين آمنين».