بغداد ـ «القدس العربي»: أعلنت نقابة الأكاديميين العراقيين دعوة أساتذة الجامعات العراقية كافة إلى وقفة جادة وشجاعة تعبر عن الغضب الأكاديمي من خلال الامتناع عن التدريس، على خلفية قمّع قوات الأمن العراقية لاحتجاجاتهم المطالبة بشمولهم بقــطع الأراضي.
وقالت في بيان صحافي، إن «أحداث هذا اليوم أثارت عاصفةَ غضبٍ شعبيٍ وأكاديميٍ وشكل صدمة لنا ولشرائح المجتمع الأخرى لما شهدناه من اعتداء صارخ على أعضاء هيئات التدريس من أساتذة جامعة بغداد وموظفيها وموظفي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم المشروعة في توزيع قطع أراض سكنية لهم ضمن الأراضي العائدة لجامعتهم والتي يراد الاستيلاء عليها من قبل قوى الفساد التي تعبث بأرض الرافدين غير آبهة بحقوق الـشعب بــكافة أطيافه وشـــرائحه».
وأضافت أن «ما ارتكب اليوم من قبل القوة الأمنية المتواجدة في مكان التظاهرة يعد اعتداء غاشماً وإساءة صريحة للأستاذ الجامعي واستخفافاً بالعلم والعلماء وطعناً في حقوقهم المكتسبة التي نصت عليها القوانين النافذة، مما يستدعي موقفاً أكاديمياً وشعبياً رافضاً غير مهادن ولا مساوم لإيقاف التجاوز الخطير على كرامة ومكانة علماء البلد وعنوان نهضته وازدهاره وبما ينعكس سلباً على التعليم ومسيرته في العراق والمراد لها أن تتعثر تنفيذاً لمخططات مشبوهة تتعارض ومصالح العراق وشعبه العليا».
ودعت نقابة الأكاديميين العراقيين «كافة أساتذة الجامعات العراقية إلى وقفة جادة وشجاعة تعبر عن الغضب الأكاديمي والرفض والاستهجان لهذا الاعتداء الهمجي غير المبرر، وذلك من خلال الامتناع عن التدريس إلى حين تحقق (مطالبهم)».
وتضمّنت المطالب، حسب البيان، «الاعتذار الرسمي من قبل الحكومة عن ما حصل من اعتداء همجي وغير مبرر على علماء العراق، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق مطالب أساتذة جامعة بغداد والجامعات العراقية كافة في نيل حقهم الطبيعي المشروع في الحصول على قطع أراض سكنية تليق بهم وبعوائلهم الكريمة، وفتح تحقيق عادل وشفاف حول كافة الإجراءات المتخذة بصدد الاستيلاء على أراضي جامعة بغداد وإحالة الفاسدين إلى المحاكم المختصة وإرجاع الحقوق إلى أصحابها».
واختتمت: «نقول أاصحاب القرار نحن علماء العراق ومن رحم شعب عظيم لن يخضع ولا ينام على ضيم».
وأظهرت مقاطع مصورة تعرض أساتذة جامعة بغداد وسط العاصمة الاتحادية، إلى الاعتداء من قبل مكافحة الشغب، وذلك أثناء وقفة احتجاجية نظموها أمام الجامعة للمطالبة بحقوقهم في السكن.
إلى ذلك، طالب رئيس تحالف «الفتح»، هادي العامري، بتشكيل لجنة تحقيقية بشأن الاعتداء على أساتذة جامعة بغداد.
وقال في بيان صحافي: «ندين وبشدة ما تعرض له نخب وأساتذة ومنتسبو جامعة بغداد من إهانة وتعدٍ عليهم من قوات مكافحة الشغب أثناء قيامهم بوقفة احتجاجية سلمية للمطالبة بحقوقهم بقطع الأراضي السكنية شأنهم شأن أقرانهم في الوزارات الأخرى».
وتابع: «وإننا نؤكد أن المطالبة بالحقوق مكفولٌ دستورياً، وأنه من المعيب حقاً أن تتعرض النخب والكفاءات العلمية إلى مثل هذه الإهانات والممارسات التعسفية، لذا نطالب رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة تحقيقية بالموضوع ومحاسبة المقصرين أياً كانوا، كما نطالب رئيس مجلس الوزراء بالاستجابة لمطالبهم العادلة».
كذلك، طالب عضو مجلس النواب، أحمد طه الربيعي، الحكومة ببيان موقفها إزاء الاعتداء على أساتذة ومنتسبي جامعة بغداد. وقال الربيعي في بيان إن «ما تعرض له أساتذة جامعة بغداد أمرٌ لا يمكن قبوله ولا تبريره بأي شكل من الأشكال».
وأضاف أن «التعدي والضرب الذي طال الأستاذ الجامعي من قوات الشغب أمرٌ مهين وتعدٍ صارخ على مكانة الأستاذ الجامعي»، مشدداً على «ضرورة تكريم هذه النخبة العلمية ونيل ما يستحقون من تقدير وليس الإهانة بهذه الطريقة المعيبة».
وتابع الربيعي: «إنهم خرجوا للمطالبة بحقوقهم المشروعة للحصول على والإنصات لصوت أبناء الوطن فضلاً عن تلبية مطالبهم».
فيما شدد الربيعي على ضرورة أن «تبين الحكومة وهي ترفع عنوان حقوق الإنسان، موقفها ممّا جرى، وعليها الكشف عن إجراءاتها تجاه هذا الاعتداء وتقديم المسيئين إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل».