4 شهداء فلسطينيين في الضفة الغربية برصاص الاحتلال

جمعة, 15/04/2022 - 04:01

جنين: استشهد ثلاثة فلسطينيين الخميس ورابع فجر الجمعة، فيما شنت القوات الإسرائيلية عمليات جديدة في منطقة جنين في الضفة الغربية المحتلة، في أعقاب هجوم مميت نفذّه فلسطيني في تل أبيب الأسبوع الماضي.

 

وأرسلت إسرائيل تعزيزات إلى الضفة الغربية وعززت الجدار الفاصل معها بعد أربع هجمات أدت إلى سقوط 14 قتيلاً في الدولة العبرية، غالبيتهم من المدنيين في الأسابيع الثلاثة الأخيرة.

 

في المقابل استشهد 21 فلسطينياً من بينهم عدد من منفذي هجمات في أعمال عنف متفرقة منذ ذلك الحين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس، يضاف إليهم الشهيد الفتى شوكت كمال عابد (17 عاما).

 

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان “استشهاد شابين متأثرين بإصابتهما نتيجة العدوان الإسرائيلي على محافظة جنين” صباح الخميس.

 

وبعد ساعات على ذلك أعلنت الوزارة وفاة فلسطيني يبلغ الخامسة والأربعين، وهو أب لستة أبناء، متأثراً بجروح خطرة أصيب بها برصاص الجيش الإسرائيلي الأربعاء في بيتا جنوب نابلس. وقالت مصادر محلية إن الرجل يدعى فواز حمايل.

 

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان، فجر الجمعة، أن الفتى شوكت كمال عابد (17 عاما)، من بلدة كفر دان بمحافظة جنين، “استشهد متأثرا بجروح حرجة أصيب بها أمس الخميس، ونُقل على إثرها إلى المستشفى”.

 

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه ينفذ “عمليات مكافحة إرهاب” في الضفة الغربية المحتلة، وقال إنه تعرّض لهجوم عنيف من قبل حشد في قرية كفر دان شمال غرب جنين.

 

وأضاف الجيش أن جنوده “ردّوا بالذخيرة الحية” على “عشرات الفلسطينيين الذين هاجموهم بعنف وأطلقوا النار عليهم وألقوا عبوات ناسفة ما عرض سلامتهم للخطر”.

 

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن جنودا إسرائيليين قتلوا بالرصاص ثلاثة فلسطينيين بالضفة الغربية الأربعاء، من بينهم صبي ومحام، مع تكثيف قوات الجيش تمشيط المنطقة بعد هجمات مميتة نفذها عرب في إسرائيل.

 

“لا حدود للحرب”

 

بعد هجوم تل أبيب، أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قوات الأمن “الحرية الكاملة للتحرك” في الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967. وحذر بينيت من أنه “لن تكون هناك حدود” لهذه الحرب.

 

وبحسب مصادر محلية، فإن مصطفى أبو الرب وشأس الكممجي قتلا خلال اشتباكات في قرى واقعة في محيط مدينة جنين، معقل الحركات المسلحة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية.

 

والكممجي هو شقيق الأسير الفلسطيني أيهم الكممجي، الذي كان من بين الأسرى الستة الذين فروا في أيلول/سبتمبر الماضي من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد الحراسة عبر نفق حفروه أسفل السجن، قبل أن يعاد اعتقالهم لاحقا.

 

وشيّع آلاف الفلسطينيين الشابين اللذين لفّ جثمان أحدهما بالعلم الفلسطيني، بينما لف جثمان الثاني بوشاح حركة “الجهاد الإسلامي”.

 

وشيعت حشود من الفلسطينيين جثمان الشاب عمر عليان البالغ عشرين عاماً، الذي قتل الأربعاء برصاصة في الصدر أطلقها الجيش الإسرائيلي. وقال الجيش إن عليان ألقى زجاجة حارقة على جنوده خلال عملية مداهمة.

 

ورفع بعض المشاركين علم حركة “حماس” الأخضر، فيما حمل رجال مقنعون السلاح.

 

وقال محمد عليان والد الضحية لوكالة فرنس برس “أمنية ابني الوحيدة أن يصبح شهيداً مثل أبناء جيله، لأنهم لا يرون مستقبلاً ولا أفقاً سياسياً”.

 

وبدأ الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية الواسعة السبت في الضفة الغربية المحتلة قائلاً إنه يتعقّب مشتبهاً بهم على صلة، وفقاً له، بالهجمات ضد

إسرائيل خصوصاً الهجوم الذي أودى بحياة ثلاثة أشخاص الخميس الماضي في وسط تل أبيب.

 

وأكد نادي الأسير الفلسطيني الخميس أن القوات الإسرائيلية اعتقلت أكثر من مئتي فلسطيني من أنحاء متفرقة في الضفة الغربية المحتلة منذ الأول من نيسان/أبريل الحالي.

 

ومنذ 22 آذار/مارس، تعرضت إسرائيل لأربع هجمات.

 

والأربعاء، قتل محام وشابان جميعهم فلسطينيون في حوادث متفرقة في الضفة الغربية.

 

 اجتماع طارئ

 

ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى اجتماع للقيادة يعقد مساء الأحد المقبل، على ما أكدت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا).

 

من جهتها، نعت حركتا “حماس” الإسلامية الحاكمة في قطاع غزة، و”الجهاد الإسلامي” “الشهداء الأبطال” الذي قضوا يومي الأربعاء والخميس.

 

ووصفت حركة “حماس”، في بيان، العملية العسكرية الإسرائيلية بأنها “محاولة يائسة لفرض الردع المزعوم بعد (…) سلسلة عمليات نوعية”.

 

من جهتها قالت حركة “الجهاد الإسلامي” إن “استمرار الإجرام الصهيوني (…) لن يوفر له الأمن المزعوم على حساب دماء أبنائنا، وأنه لن ينجو من ثأر المقاومين الأحرار”.

 

وفي تصريحات للإذاعة الرسمية الفلسطينية “صوت فلسطين”، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ إن اجتماع القيادة المزمع عقده “سيكون فيه موقف واضح تجاه ما يجري … القيادة بدأت تدرس جدياً اتخاذ قرارات استراتيجية في ما يتعلق بما يجري على الأرض”.

 

قبل عشرين عاماً، وبعد سلسلة من الهجمات الدامية ضد الإسرائيليين، شن الجيش هجوماً كبيراً في جنين قتل خلاله 53 فلسطينيا، أكثر من نصفهم من المدنيين، و23 جندياً إسرائيلياً، في قتال عنيف استمر عشرة أيام.

 

من جانبه، قال وزير الأمن العام الإسرائيلي عومر بارليف خلال جولة له قرب جزء من الجدار الأمني العازل معلقاً على العملية العسكرية في جنين، إنها “ستزداد كثافة”.

 

وقال بارليف “ما يحدث حاليا في جنين، وتحديداً في مخيم اللاجئين لافت للنظر”.

 

من جهته، اتهم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الأربعاء إسرائيل بارتكاب “جرائم القتل لأجل القتل، وبرخصة ممنوحة من نفتالي بينيت”. وأعلنت مدينتا رام الله وبيت لحم إضراباً عاماً الخميس حداداً.

 

ويأتي تصاعد العنف بين الجانبين خلال شهر رمضان، وقبل احتفالات عيدي الفصح اليهودي والفصح المسيحي.

 

العام الماضي، شهدت القدس الشرقية توترات عنيفة امتدت إلى باحات المسجد، بعد تظاهرات احتجاجاً على تهديد عائلات فلسطينية بالإخلاء في حي الشيخ جراح من قبل المستوطنين الإسرائيليين.

 

وتطورت الاحتجاجات وأدت إلى تصعيد دام مع قطاع غزة استمر 11 يوماً.

 

يقطن الضفة الغربية حوالى ثلاثة ملايين فلسطيني، بالإضافة إلى نحو 475 ألف إسرائيلي في مستوطنات يعتبرها المجتمع الدولي غير قانونية.

 

(وكالات)

 

 

 

تابعنا على فيسبوك