السيتي يفوز على ليفربول بهدفين لهدفين!

خميس, 14/04/2022 - 05:38

قمة السيتي وليفربول التي كانت موعدا آخر للمتعة الكروية الأحد الماضي انتهت بدون فائز وأبقت الصراع على لقب البريميرليغ قائما الى غاية نهاية الموسم بين المدربين غوارديولا وكلوب، ونجوم الفريقين الذين كانوا في الموعد، وأكدوا أحقيتهم في التتويج بلقب الدوري الأجمل والأكثر اثارة في العالم بالنظر للمستوى الذي أظهروه، والذي يرشحهم للتتويج بدوري الأبطال، وكذا كأس الاتحاد الانكليزي، في مواجهات أخرى متوقعة بين الفريقين، يصعب التكهن بمصيرها بسبب الندية الكبيرة وتقارب المستوى بينهما، ولو أن الكثير من المتابعين يعتقدون أن تعادل السيتي كان بمثابة فوز يبقي الفريق في الريادة قبل سبع جولات من نهاية الموسم سيكون فيها كلوب على موعد مع رزنامة صعبة يواجه فيها المان يونايتد وتوتنهام وفرق المؤخرة، في وقت تنتظر السيتي مواجهة واحدة صعبة ضد وستهام.

نتيجة المباراة كانت مهمة للفريقين، لكنها لم تكن حاسمة، والتعادل سيطيل من عمر الإثارة الى غاية نهاية الموسم، ويجعل مصير اللقب بين أيدي منافسي الفريقين في الجولات القادمة التي سيكون فيها التعثر ممنوعا لمن يريد التتويج باللقب، ويكون فيها العامل البدني مهما في ظل كثرة المباريات على عدة جبهات لكلا الفريقين، اضافة الى حنكة غوارديولا وكلوب التي تصنع الفارق من دون شك بين اثنين من أفضل المدربين في أوروبا والعالم، لم يرفضا اللعب في المباراة، بل ضغطا على بعضهما بعضا واستحوذ على الكرة، وكانت نزعتهما الهجومية واحدة من أسرار المتعة في المباراة، رغم أنها كانت مصيرية ومهمة لمن يفوز أو يخسر فيها، وهو الأمر الذي يميز مباريات الدوري الانكليزي مقارنة بدوريات أخرى، وفرق أخرى، ومدربين آخرين.

السيتي كان قريبا من الفوز وتعميق الفارق الى أربع نقاط بعد تقدمه مرتين في النتيجة، وكان بإمكانه أن يحسم اللقاء في اللحظات الأخيرة بفضل رياض محرز الذي كاد يسجل الهدف الثالث عند انفراده بالحارس أليسون، فكان التعادل بالنسبة إليه فوزا لأنه بقي رائداً ولو بفارق نقطة واحدة، مؤكدا استحقاقه في الحفاظ على لقبه، ومحتفظا بمصيره بين يديه وليس بيد منافسي ليفربول في بقية المشوار، ما يساعده على التركيز أيضا على مسابقة دوري الأبطال معتمدا على ثراء تشكيلته والخيارات الفنية الكثيرة التي يحوز عليها غوارديولا مقارنة بيورغن كلوب الذي يعتمد كل أسبوع على نفس العناصر تقريبا لدرجة أثرت على مستويات ولياقة ساديو ماني ومحمد صلاح الذي لم يسجل طيلة الجولات الخمسة الماضية متأثرا بمشاركته في نهائيات كأس أمم أفريقيا، واقصائه من مونديال قطر.

رغم كل ذلك أظهر ليفربول من جهته شخصيته القوية خلال المباراة بعودته في النتيجة مرتين، مثلما عاد خلال الشهور الماضية ليقلص الفارق من 10 نقاط الى نقطة واحدة، وكاد أن يخرج منتصرا من المواجهة، مثلما كان بإمكانه أن يخسر لأنه لم يرفض اللعب مثلما تفعل كل الأندية التي تنزل ضيفة على ملعب “الاتحاد” في مانشستر، بل بالعكس بادر وغامر وهاجم بروح عالية وإصرار كبير، وقاوم الى غاية الأنفاس الأخيرة من المباراة التي تبقى واحدة من أحسن المواجهات الكروية هذا الموسم ان لم تكن الأحسن على الاطلاق، بين أحسن الفرق وأفضل المدربين في العالم، تستمر سيطرتهم على الكرة الانكليزية في ظل تراجع المان يونايتد وأرسنال وتوتنهام، وحتى تشلسي حامل اللقب الأوروبي الذي ينتظر أن يدخل في دوامة جديدة بسبب بيع النادي خلال الأيام القليلة المقبلة.

الفريقان سيلتقيان السبت المقبل في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي، وربما في نهائي دوري الأبطال نهاية مايو المقبل اذا وافق ريال مدريد على ذلك، لتستمر المتعة والاثارة في إنكلترا وأوروبا على حد سواء الى اشعار آخر.

 

 حفيظ دراجي ٭ إعلامي جزائري 

 

 

تابعنا على فيسبوك