محادثات “صريحة” بين بايدن ومودي لم تسفر عن تقارب بملف أوكرانيا

اثنين, 11/04/2022 - 21:45

واشنطن:  أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الإثنين، محادثات “صريحة” عبر الفيديو، لم تنجح على ما يبدو في التقريب بين مواقف البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا والتي تزعزع استقرار العلاقة بينهما.

 

وقالت مسؤولة كبيرة في البيت الأبيض إن الزعيمين أجريا محادثة “دافئة” و”صريحة” استمرت حوالي ساعة، والعبارة الأخيرة التي استخدمتها المسؤولة مرّات عدة تعكس في العُرف الدبلوماسي قدراً من التوتر.

 

من جهتها، قالت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية جين ساكي في وقت لاحق إنّ “الرئيس أوضح أنه لا يعتقد أن من مصلحة الهند تسريع أو زيادة وارداتها من الطاقة الروسية” التي تمثّل حتى الآن جزءا صغيرا جدا من مشترياتها، “أو مواد خام أخرى”.

 

وأكدت ساكي أن واشنطن مستعدة لمساعدة الهند على “تنويع” مصادر الطاقة.

 

ويخشى الأمريكيون من أن تساعد الهند روسيا من خلال تعويض بعض خسائرها الناتجة عن العقوبات الغربية المفروضة على خلفية غزوها أوكرانيا والتي شملت إنهاء أو تقليص واردات الغاز والنفط والفحم الروسي.

 

وتريد إدارة بايدن تعزيز التحالفات الأمريكية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لمواجهة الصين، لاسيما إعادة إطلاق ما يسمى تحالف كواد الرباعي بين الولايات المتحدة والهند وأستراليا واليابان، وهي محرجة بسبب موقف نيودلهي منذ بداية الحرب في أوكرانيا.

 

وعلى خلفية العلاقات الثنائية الوثيقة الموروثة من فترة الحرب الباردة، تصف حكومة ناريندرا مودي موسكو بأنها “ركيزة أساسية” لسياستها الخارجية بسبب “الشراكة الاستراتيجية” بينها لضمان أمنها القومي.

 

 أسلحة روسية

 

ولا تزال روسيا المورد الرئيسي للأسلحة للهند، لكنّ نيودلهي تستورد منها أيضا النفط والأسمدة والماس الخام. في المقابل، تصدّر الهند إلى السوق الروسية منتجات صيدلانية والشاي والقهوة.

 

وتدرك الإدارة الأمريكية جيدا اعتماد الهند على روسيا في الميدان العسكري، لذلك تعلم واشنطن أنه لا يمكنها توجيه انتقادات علنيّة حادة لحليفها الآسيوي المهم.

 

ونتيجة لذلك، فإنّها بعد التأكيد في بداية الحرب على ضرورة أن تتّخذ كلّ الدول موقفاً واضحاً من النزاع، أبدت الحكومة الأمريكية تفهما حذرا للهند، رغم أنها رفعت نبرتها بوضوح تجاه الصين.

 

وقالت المسؤولة الأمريكية الكبيرة ردا على أسئلة حول مشتريات نيودلهي من الطاقة الروسية، إن “الهند تتخذ قراراتها بنفسها”.

 

ومن هنا يبدو أنّ الإستراتيجية الأمريكية تهدف إلى تعزيز إبراز علامات الصداقة لمنع الهند من الانزلاق تدريجيا إلى المعسكر المقابل.

 

وأشاد الرئيس الأمريكي في بداية الاجتماع الافتراضي ب”العلاقة العميقة” بين البلدين وأعرب عن رغبته في “مواصلة المشاورات الوثيقة” في ظل الحرب في أوكرانيا.

 

من جانبه، وصف رئيس الوزراء الهندي الوضع في أوكرانيا بأنه “مقلق للغاية”، مشيرا إلى أن الهند تدعم المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا التي تنظر لها واشنطن بكثير من التشاؤم.

 

وبعيد لقاء بايدن ومودي، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مستهل اجتماع حضوري في واشنطن مع نظيره الهندي ووزيري دفاع البلدين “هذه لحظة مهمة في الشؤون الدولية، وأعتقد نتيجة لذلك أن هذه الشراكة أكثر أهمية وحيوية”.

 

وفي مؤشرات تعكس التنافس الأمريكي الروسي للحصول على دعم نيودلهي، تزامنت عمليا الزيارة الأخيرة إلى العاصمة الهندية لأحد كبار مستشاري جو بايدن الأمنيين داليب سينغ، مع زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أشاد بما اعتبره مقاربة الهند المتوازنة إزاء الحرب في أوكرانيا.

وتبذل الولايات المتحدة جهودا لإقناع الهند بأن الرهان على روسيا سيؤدي في النهاية إلى إضعافها ضد الصين التي يثير نفوذها المتزايد في منطقة آسيا والمحيط الهادئ قلق واشنطن ونيودلهي.

 

 (أ ف ب)

 

 

 

تابعنا على فيسبوك