لندن ـ «القدس العربي» ـ وكالات: عُثر على مقبرة تضم جثث عشرات المدنيين في قرية بوزوفا، بالقرب من كييف، حسب ما أعلنت السلطات الأوكرانية، الأحد، وذلك في أحدث مقبرة جماعية يتم اكتشافها بعد انسحاب القوات الروسية من مناطق شمال العاصمة لتركز هجومها على الشرق.
وقال تاراس ديديتش رئيس منطقة دميتريفكا التي تضم بوزوفا أنه تم العثور على الجثث في حفرة بالقرب من محطة للوقود.
وزاد «الآن نعود إلى ممارسة الحياة، لكن خلال الاحتلال كانت لدينا مناطق ساخنة قُتل العديد من المدنيين».
وحسب النائبة العامة الأوكرانية إيرينا فينيديكتوفا فقد تمّ العثور على 1222 جثة في منطقة كييف حتى الآن.
وبينت في مقابلة مع قناة «سكاي نيوز» البريطانية «لدينا الآن، حتى هذا الصباح فقط، 1222 جثة في منطقة كييف وحدها».
وفجر تزايد الضحايا المدنيين إدانات دولية واسعة النطاق وأدى لفرض عقوبات جديدة، لا سيما بسبب مئات القتلى في بلدة بوتشا شمال غربي كييف والتي كانت حتى ما يزيد قليلا على أسبوع في قبضة القوات الروسية.
ورفضت روسيا مزاعم أوكرانيا والدول الغربية بارتكاب جرائم حرب. ونفت استهداف مدنيين فيما تسميه «عملية خاصة» لنزع السلاح و«القضاء على النازيين» في جارتها الجنوبية. ورفضت أوكرانيا والدول الغربية ذلك باعتباره ذريعة لا أساس لها لشن حرب.
وقبل أسبوع، أعلنت فينيديكتوفا العثور على جثث 410 مدنيين في مناطق استرجعتها القوات الأوكرانية في منطقة كييف.
ولفتت حينها إلى احتمال وجود جثث أخرى لم تجمع بعد ولم تتم معاينتها.
في مدينة بوتشا وحدها، في شمال غرب كييف، دُفن نحو 300 شخص في مقابر جماعية، حسب حصيلة السلطات الأوكرانية في 2 نيسان/أبريل.
فتحت أوكرانيا 5.600 تحقيق في جرائم حرب مزعومة على أراضيها منذ بداية الغزو حسبما أكدت فينيديكتوفا.
«دعم كبير لنا»
ووصفت، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه «مجرم الحرب الأبرز في القرن الحادي والعشرين» مؤكّدة أنها حددت 5.600 جريمة حرب مزعومة بالإضافة إلى 500 مجرم حرب روسي.
ولفتت أيضاً إلى الهجوم الذي استهدف محطة كراماتورسك في شرق أوكرانيا حيث قُتل 52 مدنيًا بينهم خمسة أطفال في ضربة نُسبت إلىوقالت فينيديكتوفا «بالتأكيد، إنها جريمة حرب» مؤكّدة أن لديها «دلائل» على أن روسيا تقف خلف الهجوم.
وأضافت «هؤلاء الأشخاص كانوا يريدون فقط إنقاذ حياتهم، كانوا يريدون أن يتمّ إجلاؤهم».
وشكرت، رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي توجه السبت إلى كييف في زيارة غير متوقعة التقى خلالها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووعد بتزويد أوكرانيا بأسلحة جديدة.
أوكرانيا فتحت 5.600 تحقيق في جرائم حرب مزعومة على أراضيها
وقال إثر لقائه زيلينسكي «ما فعله بوتين في بوتشا وإيربين هو جرائم حرب، وقد شوهت في شكل دائم سمعته وسمعة حكومته».
واعتبرت فينيديكتوفا أن زيارة جونسون «هي فعلادعم كبير لنا».
تأثيرات الدعاية
في الموازاة، دعا وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا إلى درس تأثيرات الدعاية السياسية الروسية، معتبرا أنها مهّدت لارتكاب فظائع في بوتشا، المدينة القريبة من كييف والتي كانت القوات الروسية قد احتلّتها.
وجاء في تغريدة للوزير الأوكراني أن الفظائع التي شهدناها في «بوتشا لم تحصل بين ليلة وضحاها. فمدى سنوات حرّضت النخب السياسية والدعاية الروسية على الكراهية، وعمدت إلى تصوير الأوكرانيين على أنهم بلا إنسانية، وعزّزت نظرية تفوّق الروس ومهدّت لهذه الفظائع».
وتابع «أحض باحثي العالم أجمع على درس الأسباب التي أدت إلى ما شهدناه في بوتشا». ويأتي هذا، تزامنا مع توقع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أن يعمد الجنرال الروسي ألكسندر دفورنيكوف المعين حديثا للإشراف على العمليات في أوكرانيا إلى تدبير جرائم وأعمال وحشية بحق المدنيين الأوكرانيين. وقال في مقابلة مع برنامج «حالة الاتحاد» الذي تبثه شبكة (سي.إن.إن) إن «الكرملين مسؤول» عن استهداف المدنيين. وأكد أن الولايات المتحدة ملتزمة بتزويد أوكرانيا «بالأسلحة التي تحتاجها» للدفاع عن نفسها ضد روسيا.
وزاد أن إدارة بايدن سترسل المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا لمنع روسيا من الاستيلاء على المزيد من الأراضي واستهداف المدنيين في هجمات وصفتها واشنطن أنها جرائم حرب.
وقال «سنزود أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاجها لصد الروس ومنعهم من الاستيلاء على المزيد من المدن والبلدات التي يرتكبون فيها هذه الجرائم».
ورفضت موسكو اتهامات أوكرانيا ودول غربية بارتكاب جرائم حرب.
وفي حديثه لاحقا على قناة إن.بي.سي نيوز قال سوليفان إن الولايات المتحدة «تعمل على مدار الساعة لتسليم أسلحتنا… وتنظم وتنسق تسليم أسلحة من العديد من البلدان الأخرى».
وأضاف «تصل الأسلحة يوميا، بما في ذلك اليوم الحالي».
وحسب ما قال البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة أرسلت مساعدات عسكرية بقيمة 1.7 مليار دولار لأوكرانيا منذ أن شنت روسيا غزوها في 24 فبراير/ شباط.
وعلى صعيد التسليح أيضاً، تتفاوض سلوفاكيا العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) مع الحكومة الأوكرانية على بيع مدافع هاوتزر بعجلات طراز زوزانا. وفي تصريحات لمحطة «آر تي في إس» العامة، أعلن وزير الدفاع السلوفاكي ياروسلاف ناد الأحد إجراء محادثات حول هذا الموضوع.
يذكر أن المدفع بعد تطويره في سلوفاكيا من عيار 155 مليمتر.
وأضح الوزير أن المحادثات تضمنت أيضا إصلاح مركبات عسكرية أوكرانية معطوبة مثل دبابات تي72 ـ القتالية في سلوفاكيا.
صاروخ روسي.
وهناك تكهنات منذ فترة طويلة حول تسليم مقاتلات ميج 29 ـ سلوفاكية لأوكرانيا، غير أن وزير الداخلية السلوفاكي رومان ميكوليتش قال لمحطة «تي ايه3» الإخبارية إن مثل هذه الموضوع «غير وارد» في الوقت الراهن.
وأشار وزير الدفاع السلوفاكي إلى تزايد صعوبة الحفاظ على الطائرات السوفيتية الصنع صالحة للعمليات مشيرا إلى أن السبب في ذلك هو عودة الفنيين الروس إلى بلادهم.
كانت الحكومة السلوفاكية سلمت قبل وقت قصير نظام الدفاع الصاروخي «اس300-» إلى أوكرانيا، وفي المقابل تم نشر وحدات من نظام باتريوت من ألمانيا وهولندا في المنطقة الواقعة تحت جبال تاترا في سلوفاكيا.