بيروت- “القدس العربي”:
فيما عمت احتفالات عيد الشعانين مختلف المناطق اللبنانية بعد سنتين من الاعتكاف بسبب كورونا، اشتعل المشهد الانتخابي في عطلة نهاية الأسبوع بإعلان اللوائح وإطلاق الخطابات السياسية، وفي زحمة هذا المشهد بدأ السفير السعودي العائد إلى لبنان وليد البخاري إقامة إفطارات رمضانية بدءا بإفطار على شرف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان حيث ستكون مناسبة للحث على المشاركة في الانتخابات النيابية.
ورأى الرئيس فؤاد السنيورة “أن الهواء المنعش عاد إلى بيروت مع عودة السفيرين السعودي والكويتي وليد البخاري وعبد العال القناعي، بعدما كاد النفَس أن ينقطع”. وخلال سحور رمضاني لاتحاد “جمعيات العائلات البيروتية”، أقامته لائحة “بيروت تواجه”، أكد السنيورة “أن لبنان العربي يواجه حملة متصاعدة لتغيير هويته العربية واستتباع دولته واختطافه وهذا ما ترفضه بيروت ويرفضه اللبنانيون”، وأضاف “نحن اليوم على أعتاب انتخابات نيابية، وفي هذه الانتخابات ضرورة كبرى من أجل أن نمارس هذا الحق والواجب الانتخابي حتى لا يصادرن أحد قرار بيروت أو قرار لبنان، ولا يستولي على القرار هذا مجموعة من الطامعين والمغامرين”. ورفض “التذرع والقول إن لا فائدة من الانتخاب لأنه لن يتغير شيء”، قائلا “هذا الكلام غير صحيح، بإمكاننا أن نغير، وماذا سنفعل في 16 أيار/مايو إذا لم نشارك؟ هل نذهب للنق؟”.
واللافت في المشهد الانتخابي هو جمع أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله حليفيه اللدودين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية بهدف ترتيب جبهة فريق 8 آذار في مواجهة الفريق السيادي الذي يرفع شعار مواجهة الهيمنة الإيرانية وسلاح حزب الله، خصوصا أن الحزب كما عبر رئيس المجلس السياسي إبراهيم أمين السيد يعتبر الانتخابات النيابية “معركة سياسية ومعنوية لها علاقة بصورة المقاومة وبيئتها وحتى لا يفكر أحد بأن ينال من سلاح المقاومة تحت أي عنوان”.
وجاء هذا اللقاء ثمرة اتصالات منذ نحو 3 أشهر قادها حزب الله في محاولة لإقامة تحالف بين التيار والمردة، إلا أن فرنجية كان يرفض مثل هذا التحالف في دائرة الشمال الثالثة قبل الانتخابات الرئاسية رغم عدم ممانعته لأي لقاء مع خصمه. وأوضح فرنجية أنه “كان هناك حديث عن فتح صفحة جديدة وإمكانية استتباع اللقاء بجلسات تنسيقية”، مشيرا إلى “أن اللقاء جرى بدعوة من السيد نصر الله، الذي هو ضمانة لأي لقاء، وكنا لنلبي أيضا لو وجهت إلينا الدعوة من غبطة البطريرك أو من رئيس الجمهورية”، مشددا على أنه “لا بديل للحوار ولتوحيد الجهود في مرحلة دقيقة وحساسة دوليا وإقليميا وداخليا”.
وقرأ ناشطون في قوى 14 آذار/مارس خطوة نصر الله على أنها “استدعاء للمتظللين بعباءته الطامحين بكرسي بعبدا، واستعادة لسيناريو زمن الوصاية السورية عندما كان غازي كنعان ورستم غزالة يستدعيان أركان الحكم أو الطامحين إلى نيابة أو وزارة أو رئاسة مع تبديل في العنوان من عنجر إلى حارة حريك”.
وكان باسيل شن هجوما على خصومه السياسيين وعلى المجتمع المدني في احتفال لإعلان مرشحيه في مختلف الدوائر، وحملهم مسؤولية فشل العهد، وقال “كنا في بداية عهد متأملين فيه ومدركين لصعوباته ولكن اليوم بدنا نعتذر لأنو تأملنا وما قدرنا نبني دولة نحنا وياكن ونعتذر لأن اللبنانيين محرومون من الكهرباء حتى لو مش نحنا السبب”.
وبعد تأكده من تصويت حزب الله لمرشحي التيار في أكثر من دائرة، رد باسيل على خصومه بالقول “اعتقدوا أنهم قضوا علينا وجاء وقت الانتخابات لدفننا. حاصرونا وخنقونا بالعقوبات وبالمال والإعلام والتحالفات. حاولوا تطويقنا… رشحنا وتحالفنا وألفنا لوائح في كل لبنان وسيكون لدينا نواب في كل لبنان”.
وفي اشارة إلى النواب ميشال معوض ونعمت افرام وميشال ضاهر قال “سنُحاسب الذين ركبوا على أكتافنا حتى وصلوا وغدروا بنا وقفزوا من المركب وشاركوا في جريمة إغراق البلد”، وفي إشارة إلى القوات اللبنانية قال “نُريد أن نُحاسب مَن فتحنا لهم باب المسامحة وعقدنا معهم مصالحة على أساس أن نكون فريقا واحدا داعما للعهد أما هم فانتخبوا الرئيس ليفشلوه ويسقطوه و”بيتباهوا بهالشي”. نحنا بدنا وفينا نفوت على الحكومة بعد الانتخابات.. هني بالـ91 قبلوا بوزير واحد بزمن الوصاية ومن بعدها بالـ 2005 قبلوا كمان بوزير واحد ونحنا لما دخلنا الحكومات رفعنا لهم عدد وزرائهم. نحنا بعهدنا ما قبلنا إلا بـ15 وزيرا على 15. ورح نبقى نقاتل لحقوقنا. في الحرب كانوا أصحاب الاقدام التهجيرية واليوم أصحاب الأيادي التمويلية!”.
ولم ير باسيل مبررا للحديث عن احتلال ايراني بقوله “معركتنا مع حامِلي كذبة الاحتلال الايراني للبنان ويخوفون الناس في الانتشار من التصويت لنا في الانتخابات”.
وسأل “ما كان في احتلال إيراني لما تحالفوا مع حزب الله في عام 2005 بالتحالف الرباعي والسداسي؟”، معتبرا في رد ضمني على المرشح ضد في البترون مجد بطرس حرب والنائب السابق فارس سعيد والنائبين المستقيلين ميشال معوض وسامي الجميل أن “دعسات اجريهم معلمة على طريق الشام، وهداياهم مُعيبة لاسترضاء الحاكم العسكري- ولما خرج، صاروا ينخوا اكتر للسفراء! استحوا! ما تحكوا عن السيادة! نحنا السيادة! ما كان في احتلال ايراني لما بعض النواب المستقيلين تحالفوا معنا بانتخابات 2018؟ هلق فاقوا؟ ما كان في احتلال ايراني لما كتار زحفوا للمال النظيف؟ وبس انفقد بالعقوبات، ركضوا على مال السفارات والـ NGO’s؟ هالمقاطعجية الزغار ما عندهم يخبروا إلا عن ماضي بياتهم السيئ وقال شو شعارهم؟ أفعال مش وعود! يا حبيبي والأربعين سنة تبع بيك بالنيابة؟ أو سنين الوزارة تبع بيك أو أمك أو جدك؟ أو سنين الرئاسة تبع بيك او قريبك؟ هول بدك تمسحهم بخطاب تلفزيوني ممكيج وممنتج؟”.
وكان رئيس الكتائب سامي الجميل في خلال اطلاق لائحة “متن التغيير” تعهد بمواجهة وضع يد حزب الله على لبنان وبتطبيق الحياد الكامل عن كل صراعات المنطقة”، كما تعهد “بألا نصوت للإتيان برئيس حكومة يغطي الفاسدين ويكون تحت رحمة حزب الله، وسنبقى أوفياء ولن نساوم”.
أما الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية فأعلنا لائحة “الشراكة والارادة” في دائرة الشوف وعاليه حيث تم التأكيد على مصالحة الجبل ورفض محاصرة أي فريق لأنها محاولة لمحاصرة كل الجبل”. وأكد رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط “عدم الاستسلام وإكمال معركة السيادة وتثبيت عروبة لبنان”.
وعلى خط عودة الحرارة إلى العلاقة بين لبنان والسعودية ودول الخليج، تلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالا من وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح الذي أكد “أن دول الخليج تتطلع إلى استقرار لبنان الشقيق الحبيب وأمنه واستعادة عافيته، وأن الكويت لن تدخر أي جهد لدعم لبنان ومساعدته على النهوض من جديد”، فيما شكر ميقاتي الكويت أميرا وحكومة على وقوفها الدائم إلى جانب لبنان، ومساعيها وجهودها لعودة العلاقات اللبنانية الخليجية إلى صفائها وحيويتها”.