زيلينسكي يطلب “ردا عالميا شديدا” بعد مجزرة كراماتورسك

سبت, 09/04/2022 - 10:16

كرامتورسك (أوكرانيا): طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “ردا عالميا شديدا” بعد القصف الذي طال محطة في كراماتورسك حيث كان يتجمع مدنيون هربا من المنطقة خشية وقوع هجوم روسي ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى وأثار موجة تنديد غربية.

 

وقال زيلينسكي في رسالة مصورة متحدثا عن الهجوم الصاروخي الذي أسفر الجمعة عن سقوط 52 قتيلا بينهم خمسة أطفال وفق حصيلة أوردتها السلطات المحلية “هذه جريمة حرب أخرى ترتكبها روسيا سيحاسب عليها كل شخص ضالع فيها”.

 

وأضاف “نددت القوى العظمى بهجوم روسيا على كراماتورسك. ننتظر الآن ردا عالميا شديدا على جريمة الحرب هذه”.

 

واتّهم الرئيس الأمريكي جو بايدن موسكو بارتكاب “فظاعة مروعة” بينما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أنها “جريمة ضد الإنسانية”.

 

إلا أن موسكو نفت مسؤوليتها عنها مؤكدة أنها لا تملك نوع الصواريخ المستخدمة. ونددت بحصول “استفزاز” أوكراني.

 

ورفض مسؤول أمريكي رفيع المستوى في وزارة الدفاع الموقف الروسي.

 

وقال المسؤول “أشير إلى أنهم في البداية تحدثوا عن ضربة ناجحة ثم تراجعوا فقط بعد ورود معلومات عن سقوط ضحايا مدنيين”.

 

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت بالفعل في وقات سابق الجمعة أن الجيش الروسي دمر بواسطة صواريخ دقيقة “أسلحة وعتادا عسكريا آخر في محطات بوكروفسك وسلوفيانسك وبارفينكوف” وهي بلدات تقع قرب كراماتورسك “عاصمة” الجزء الخاضع لسيطرة أوكرانيا في منطقة دونباس.

 

وسقط الصاروخ عند الساعة 10,30 (07,30 ت غ) في الوقت الذي تجمع فيه الراغبون بالمغادرة منذ أيام بالمئات للهرب من دونباس التي باتت الهدف الرئيسي للجيش الروسي.

 

وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس ما لا يقل عن 30 قتيلا في أكياس دفن أو تحت شوادر. وكانت الأرصفة ملطخة بالدماء فيما الحقائب مهجورة.

 

عند مدخل المحطة، بقايا صاروخ كتب عليها عبارة “من أجل اطفالنا”. وهي عبارة غالبا ما يستخدمها الانفصاليون الموالون لروسيا في إشارة إلى الأطفال الذين قتلوا منذ حرب دونباس الأولى التي بدأت في العام 2014.

 

في المحطة، راحت امرأة مصدومة تبحث عن جواز سفرها بين المقتنيات المبعثرة. وقالت “سمعت دويا مزدوجا احتميت بالحائط. ورأيت أشخاصا مضرجين بالدماء يدخلون المحطة مع جثث منتشرة أينما كان لم أعرف إن كانوا جرحى أو موتى. وقد أتى العسكريون ليطلبوا منا إخلاء المحطة. تركت كل شيء هنا”.

 

وزارت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين برفقة وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أوكرانيا، حيث نددت بـ”هجوم مقيت”.

 

وتوجه المسؤولان الأوروبيان إلى بوتشا قرب كييف التي باتت رمزا للفظائع التي تتهم روسيا بارتكابها.

 

وعثر على جثث عشرات الأشخاص بلباس مدني أيادي بعضهم مقيدة في الظهر في هذه المدينة الواقعة على بعد 30 كيلومترا من العاصمة الأوكرانية مطلع نيسان/ أبريل بعد انسحاب القوات الروسية منها.

 

وقالت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع زيلينسكي “أنا على ثقة عميقة بأن أوكرانيا ستنتصر في هذه الحرب وأن الديموقراطية ستنتصر في هذه الحرب”.

 

ويتوجه المستشار النمساوي كارل نيهامر إلى بوتشا السبت فضلا عن كييف.

 

إجلاء

 

وبعدما سحبت قواتها من منطقة كييف وشمال أوكرانيا، جعلت روسيا من الهيمنة على كامل منطقة دونباس التي يسيطر على أجزاء منها انفصاليون موالون لموسكو منذ 2014، أولوية لها.

 

ويريد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحقيق هذا الهدف قبل العرض العسكري بمناسبة التاسع من أيار/ مايو في ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية وهو أهم عيد وطني في روسيا على ما يفيد مراقبون.

 

وتحسبا لهجوم واسع النطاق، تعكف السلطات المحلية في شرق أوكرانيا على إجلاء المدنيين.

 

في لوزوفا على بعد حوالى مئة كيلومتر غرب كراماتورسك، غادر نحو 15 ألف شخص هذه البلدة فيما لا يزال فيها 50 ألفا على ما قال قائد الإدارة العسكرية المحلية أوليغ سينيغوبوف مساء الجمعة عبر تلغرام.

 

وأوضح أن عمليات الإجلاء تنظم عبر القطارات والسيارات مشيرا إلى معارك تجري “في الجوار”.

 

وسيفرض حظر تجول في مدينة أوديسا الساحلية الكبيرة المطلة على البحر الأسود في جنوب البلاد، من مساء السبت إلى صباح الاثنين.

 

عقوبات جديدة

 

على أثر ما كشف من ممارسات في أوكرانيا، علقت عضوية روسيا الخميس في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بموجب عملية تصويت وتعرضت لعقوبات اقتصادية غربية جديدة لم تحل دون استعادة الروبل بعضا من عافيته منذ شهر.

 

وأعلن المصرف المركزي الروسي الجمعة أنه سيسمح مجددا اعتبارا من 18 نيسان/ أبريل ببيع العملات الأجنبية الذي كان علق مطلع آذار/ مارس.

 

وقررت لندن فرض عقوبات على ابنتي الرئيس الروسي وابنة وزير الخارجية سيرغي لافروف مشددة على أنها تريد الاقتصاص “من نمط الحياة الباذخ للأوساط المقربة من الكرملين”.

 

وأدرج الاتحاد الأوروبي كذلك ابنتي بوتين على قائمته السوداء.

 

وسبق له أن أقر مساء الخميس دفعة جديدة من العقوبات مع وقف واردات الفحم الروسي قريبا. وهي المرة الأولى التي يستهدف فيها الأوروبيون قطاع الطاقة الروسي الذي يعتمدون عليه كثيرا.

 

وتنوي المفوضية الأوروبية فرض عقوبات جديدة على المصارف الروسية فضلا عن إغلاق الموانئ الأوروبية أمام السفن الروسية.

 

وتطالب كييف بتزويدها “فورا” أسلحة لمواجهة الهجوم الروسي الجديد في الشرق.

 

وأعلنت المملكة المتحدة إرسال صواريخ مضادة للدروع ودفاعات جوية جديدة فيما “قدمت” سلوفاكيا إلى كييف أنظمة للدفاع الجوي من طراز “أس-300 سوفياتية الصنع.

 

وفي روسيا قررت وزارة العدل الجمعة إغلاق مكاتب منظمات غير حكومية عدة معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان من بينها منظمة العفو وهيومن رايتس ووتش.

 

وباتت تداعيات النزاع غير المباشرة تظهر في العالم.

 

فقد أشارت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) الجمعة إلى أن الأسعار العالمية للمواد الغذائية بلغت في آذار/ مارس “أعلى مستوى لها” على الإطلاق إذ أن الحرب في أوكرانيا أحدثت اضطرابا في سوق الحبوب والزيوت النباتية.

 

(أ ف ب)

 

 

 

 

تابعنا على فيسبوك