هل سيرحل بلماضي عن المنتخب الجزائري؟ حفيظ‭ ‬دراجي حجم الخط

أربعاء, 06/04/2022 - 20:55

لا يزال الشارع الكروي في الجزائر يترقب قرار المدرب جمال بلماضي بالبقاء أو الرحيل عن المنتخب الجزائري بعد إخفاقه في التأهل إلى مونديال قطر، وفشله من قبل في الحفاظ على لقبه القاري في الكاميرون، ليبقى السؤال مطروحا إلى حين حول استمرار الرجل أو رحيله ، رغم أن عقده ما زال ساري المفعول، مما فسح المجال أمام كل التأويلات والتكهنات والاحتمالات، في ظل الدعم الكبير الذي يحظى به من السلطات والجماهير وطيف كبير من وسائل الإعلام التي تعتقد بأن مسؤولية الإخفاق يتحملها الجميع، واستمرار بلماضي ضروري في الظرف الراهن لمواصلة العمل الكبير الذي يقوم به منذ أكثر من ثلاث سنوات، بينما تعتبر فئة أخرى قليلة من الإعلاميين والمحللين أنه فشل في تحقيق أحد أهدافه، وعليه أن يستقيل ويؤسس لثقافة الرحيل عند الفشل، ويفسح المجال لفتح صفحة جديدة وإعطاء نفس جديد للمنتخب الجزائري.

دعاة رحيل بلماضي يعتقدون بأن الرجل يتحمل مسؤولية تراجع نتائج وأداء اللاعبين خلال الفترة الماضية بسبب إصراره على خياراته الخاطئة من الناحيتين الفنية والتكتيكية والتي كلفته الخروج في الدور الأول من نهائيات كأس أمم أفريقيا، والخروج في الثواني الأخيرة من التأهل الى مونديال قطر، أيضا بسبب خياراته التي لم تكن موفقة في تقدير بعض المتتبعين الذين يعتقدون بأن صلاحيات جمال بلماضي على رأس الخضر انتهت بعد حوالى أربع سنوات وحان موعد تغيير الإطار الفني وتجديد النفس في المنتخب بلاعبين شباب لخلافة مبولحي، بلعمري، قديورة، فيغولي، براهيمي، سليماني وغيرهم من اللاعبين الذين كتبوا واحدة من أجمل المحطات التاريخية للمنتخب الجزائري وحان وقت رحيلهم رفقة مدربهم الذي تأثر بالإقصاء نفسيا ومعنويا ، ولن يكون بمقدوره إيجاد محفزات جديدة لمواصلة مهامه بعد ضياع حلم المشاركة في مونديال قطر.

من يدعون ويدعمون بقاء بلماضي يعتقدون من جهتهم بأن الرجل قام بعمل كبير لحد الأن ويستحق فرصة أخرى لأن صلاحياته لم تنته، ولو صمد دفاع المنتخب الجزائري لعشر ثوان أخرى في مواجهة الكاميرون دون أن يتلقى هدفا قاتلا، لما تحدث الناس عن فشل بلماضي وضرورة رحيله، وهو الذي أخرج المنتخب من غرفة الإنعاش سنة 2018 وقاده إلى التتويج بكأس أمم أفريقيا في مصر، وتحقيق 35 مباراة دون خسارة، لذلك يجب التأسيس لثقافة العرفان والتقدير وتجديد الثقة في الكفاءات عند التعثر، خاصة وأن تصفيات كأس أمم أفريقيا 2023 ستبدأ في شهر حزيران/ يونيو المقبل ، ومن الصعب إيجاد مدرب جديد في مستوى المنتخب الجزائري، وفي ظل المشاكل التي يتخبط فيها الاتحاد الجزائري بعد استقالة رئيسه وأعضاء مكتبه نتيجة الضغوطات التي فرضت عليهم.

جمال بلماضي لم يتحدث منذ الندوة الصحافية التي أعقبت مواجهة الكاميرون، لكن بعض المقربين أشاروا الى أن الرجل تجرع الصدمة وقرر الاستجابة لنداءات السلطات والجماهير وحتى اللاعبين التي تدعوه الى مواصلة مهامه على رأس المنتخب الجزائري ورفع تحديات جديدة رغم كل العروض التي تتهاطل عليه من نواد ومنتخبات عربية كثيرة، وهو الأمر الذي يقتضي منه إعادة النظر في بعض خياراته وتدارك بعض الأخطاء التي ارتكبها سواء من الناحية الفنية أو بخصوص تعامله مع رجال الإعلام الذين اغتنموا الفرصة للانتقام منه رفقة منظري البلاتوهات التلفزيونية من المحللين والمدربين السابقين الذين يرون في نجاح بلماضي فشلا لهم، ويرون في رحيله انتصارا للرداءة على الكفاءة ، بغض النظر عن كل الاعتبارات الأخرى الفنية والكروية.

إذا رحل بلماضي​ ​سيؤسس لثقافة الرحيل عند الاخفاق، واذا استمر في منصبه فإنه يؤسس لثقافة الإصرار على المواجهة ورفع تحديات جديدة عند الاخفاق، وفي كلتا الحالتين يجب أن يشكر حتى نكرس ثقافة تقدير الناس على جهودها واجتهادها سواء نجحت أو أخفقت.

 

إعلامي جزائري

 

 

تابعنا على فيسبوك