لندن- “القدس العربي”: أسقط سلاح سوفييتي قديم تمتلكه أوكرانيا أهم طائرة مقاتلة في سلاح الجو الروسي، سوخوي 35، ويتعلق الأمر بالمنظومة المضادة للطيران إس 125، التي كانت وراء إسقاط طائرة الشبح الأمريكية إف 117 ووراء إسقاط الجيش المصري لمقاتلات إسرائيلية في حرب 1973.
ونجحت القوات الروسية في ضرب أهم القواعد الجوية والمنظومات المضادة للطيران الأوكرانية منذ بداية الحرب يوم 24 فبراير/شباط الماضي وخاصة نظام إس 300 المتطور، الأمر الذي سمح لها بالسيطرة الجوية شبه المطلقة. وكانت المفاجأة مع نجاح الجيش الأوكراني في إسقاط مقاتلة سوخوي 35، يوم الأحد الماضي، وهو الخبر الذي أصبح شبه مؤكد ونشرته مواقع متخصصة في الشؤون العسكرية منها الموقع الأمريكي ميليتاري ووتش.
واعتمد سلاح الجو الروسي على سوخوي 35 لتنفيذ العمليات المعقدة في أوكرانيا. وتعد سوخوي أهم مقاتلة حتى الآن لدى القوات الجوية الروسية، لأنها تعتبر من المقاتلات الثقيلة التي تقوم بمهام متعددة. ولا تتفوق عليها سوى المقنبلات مثل تو 160.
تعد سوخوي أهم مقاتلة حتى الآن لدى القوات الجوية الروسية، لأنها تعتبر من المقاتلات الثقيلة التي تقوم بمهام متعددة. ولا تتفوق عليها سوى المقنبلات مثل تو 160
ونجحت منظومة دفاع سوفييتية قديمة وهي إس 125، تمتلكها أوكرانيا وقامت بتحديثها، في إسقاط سوخوي 35 في منطقة خاركيف، وهو ما شكل مفاجأة حقيقية وسط المهتمين بالسلاح. ويمكن تفسير إسقاط سوخوي 35 إما بالثقة الفائقة لدى الربان الحربي الذي اعتقد في عدم وجود صواريخ مضادة أو أنها قد لا تصيبه اعتقادا في التفوق الذي تتمتع به المقاتلة، وإما نجاح أوكرانيا في تحديث المنظومة بحيث تجاوزت التشويش الإلكتروني للمقاتلة. وتبقى الفرضية الأولى هي المرجحة. ومن المحتمل أن يكون كوماندو روسي خاص قد قام بتدمير بقايا المقاتلة وحمل محركيها حتى لا يسقطان في يد الغرب، وبالتالي فك شفرة الطائرة، ما سيشكل خسارة كبيرة بتحييدها من الخدمة لاحقا.
وتعود هذه المنظومة إلى سنة 1956 ودخلت الخدمة سنة 1960، واقتنتها عشرات الدول ومنها العربية مثل مصر وليبيا واليمن وسوريا الجزائر والعراق. وقام عدد من الدول بسحبها من الخدمة العسكرية نهاية القرن الماضي وبداية الجاري، بعدما ظهرت نسخ متطورة وأساسا روسية منها إس 200 وإس 300 ثم إس 400 التي تملكها روسيا والصين وتركيا والجزائر.
ويحجز هذا النظام السوفييتي القديم موقعا خاصا في سلاح الطيران، فقد كان وراء إسقاط إحدى أهم المقاتلات في تاريخ السلاح الجوي الأمريكي، الطائرة الشبح إف 177، التي أسقطتها هذه المنظومة يوم 27 مارس/آذار 1999 إبان حرب يوغوسلافيا سابقا، وقرر بعدها البنتاغون بدء سحب المقاتلة من الخدمة لأن روسيا والصين نجحتا في تفكيك شفرتها وطريقة عملها بعد جمع بقاياها.
كما ساعدت هذه المنظومة القوات الجوية المصرية في حرب أكتوبر 1973 في إسقاط عدد من الطائرات المقاتلة إف 4 فانتوم، التي كانت وقتها أهم مقاتلة قبل ظهور جيل إف 15 وإف 16 وإف 18. في الوقت ذاته، كانت المقاتلات الأمريكية في حرب العراق 2003 قد بدأت بتحييد هذه المنظومة بصواريخ كروز قبل القصف الشامل خوفا من تكرار حادثة 1999.