أنطاكيا- «القدس العربي» : أكد وزير الصحة في «الحكومة السورية المؤقتة» التابعة للمعارضة، الطبيب مرام الشيخ ارتفاع نسبة النوبات القلبية بين فئة الشباب في سوريا، مرجعاً ذلك في حديثه لـ»القدس العربي» إلى زيادة الضغوط النفسية الناجمة عن تردي الوضع المعيشي والاقتصادي.
وأضاف الشيخ أن الحالة المعيشية السيئة تنعكس بشكل دائم على متوسط عمر الإنسان، بحيث تؤدي زيادة الشدة النفسية إلى انخفاض معدل العمر الوسطي للسكان في المجتمع.
وتابع الوزير أن تدني الأوضاع المعيشية والظروف السيئة تتسبب بالأمراض الإكليلية وأمراض القلب، ما يؤدي فعلاً إلى زيادة نسبة حدوث النوبات القلبية. وانتقالاً إلى مناطق سيطرة النظام، أكدت وسائل إعلام سورية زيادة ظاهرة النوبات القلبية بنسبة 10 إلى 15 في المئة مؤخراً، مع ازدياد ملحوظ في نسبة الإصابات ضمن فئة الشباب.
ونقلت صحيفة «تشرين» الرسمية للنظام عن أطباء أن السبب الرئيسي لذلك يعود إلى الضغوطات النفسية التي يعيشها الشباب نتيجة الظروف القاسية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
وحسب الطبيب محمد أبو الريش، وهو اختصاصي جراحة أوعية دموية ورئيس قسم الإسعاف في الهيئة العامة لمشفى المجتهد بدمشق، فقد وصل إلى قسم الإسعاف بالمشفى منذ بداية العام الحالي 2022 وحتى الأسبوع الأول من شهر آذار/مارس 108 حالات احتشاء عضلة قلبية، وهي نسبة كبيرة حسب وصفه، معظمها بأعمار شبابية تتراوح بين 30- 50 سنة، بينها وفيات لكن بنسب قليلة.
وأضاف الطبيب في حديثه لصحيفة «تشرين» المقربة من السلطات أن النوبات القلبية كانت تصيب سابقاً من هم فوق 60 سنة، مشيراً إلى وجود عوامل خطورة تؤدي إلى الاحتشاء، أهمها ارتفاع الشحوم والكولسترول وارتفاع الضغط الشرياني وداء السكري، لكن إذا ما تمت مقارنة أسباب حدوث النوبات القلبية سابقاً مع أسبابها في الوقت الراهن فسنصل إلى نتيجة أن الشدة النفسية هي من تلعب الدور الأكبر في حدوث الاحتشاءات وخاصة بين الشباب.
أما رئيس الشعبة القلبية في مشفى المواساة الجامعي الطبيب محمد المبارك، فأكد أن الإجهاد النفسي نتيجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية، من أبرز أسباب حدوث احتشاء العضلة القلبية عند الشباب.
وأشار الطبيب حسام الشحاذة إلى ما يعرف بـ «نوبات القلب النفسية» التي تشير إلى اضطرابات نفسية أو انفعالية أو صدمات أو كروب، تؤثر سلباً في أداء القلب والدورة الدموية، ومنها تأثير الاكتئاب، القلق، الحزن، الخوف الشديد أو الفزع، الأسى، اضطراب ما بعد الصدمة.
وقال وزير الصحة في «المؤقتة» مرام الشيخ، إن علاج ذلك هو رهن تحسن الأوضاع الاقتصادية وظروف العمل في البلاد، مختتماً حديثه لـ»القدس العربي» بدعوة كل من يعاني من السوريين نتيجة الضغوطات إلى البحث عن طرق لتخفيف الضغط النفسي، وكذلك إلى مراجعة الأطباء النفسيين، في حال كان ذلك متوفراً.
وتعاني سوريا على اختلاف مناطق السيطرة من نقص في الأطباء بسبب الهجرة، وكذلك من ارتفاع أسعار الأدوية، وسط انعدام القدرة الشرائية، وانخفاض مستوى الدخل الشهري إلى ما دون الـ30 دولاراً أمريكياً. وحسب «الأمم المتحدة» يحتاج 14,6 مليون شخص في سوريا الى مساعدات إنسانية خلال العام 2022.
ووصف نائب المنسق الإقليمي لسوريا في مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة مارك كاتس في تغريدة «المعاناة في سوريا في أعلى مستوياتها منذ بدء الأزمة»، وأضاف «تصل مساعدات الأمم المتحدة وشركائها إلى 7 ملايين شخص في كل شهر، لكن ثمة حاجة إلى مزيد من الدعم». وطبقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإن 76 في المئة من العائلات السورية غير قادرة على تلبية احتياجاتها الأساسية، بزيادة قدرها عشرة في المئة عن العام الماضي.