الدوري الاسباني: هذا موسم ليالي الأنس الكروي في إشبيلية

أربعاء, 23/03/2022 - 15:47

تونس-«القدس العربي»: يظل كلاسيكو الأرض بين ريال مدريد وبرشلونة العنوان الرئيس للدوري الاسباني، رغم رحيل اثنين من “صناع” بريقه لمواسم عدة، وهما رونالدو وميسي، لكن احتكار الكلاسيكو للأضواء لا يعني ان “الليغا” لا تفرز قصصا أخرى في ثناياها التي تحكي عن المتعة والابداع.

في جنوب اسبانيا، حدثت صياغة جديدة لمسار الدوري. الصياغة مفرداتها أندلسية، سننسى معها فيينا وأسمهان قليلاً، فليالي الأنس اختارت لها مكاناً آخر هذا الموسم، لكنه الأنس الكروي والمتعة المتجددة في الملاعب الخضراء. وإذا كانت مدن كرة القدم وعواصمها معروفة في أوروبا من لندن إلى مانشستر ومن ليفربول إلى ميلانو ومن مدريد إلى برشلونة ومن أمستردام إلى ميونيخ، فإن ثمة مدينة تقاتل منذ زمن على مزاحمة هؤلاء في فرض نفسها إلى جانبهم، إنها مدينة إشبيلية الإسبانية، الأندلسية بفريقيها المميزين، إشبيلية وريال بيتيس.

نادي إشبيلية الذي تأسس عام 1890 يعتبر ثاني أعرق أندية اسبانيا بعد ريكرياتيفو دي هويلفا (وهو أيضا ناد أندلسي تأسس قبله بشهر ويومين) ويمتلك ملعباً أطلق عليه اسم رئيسه الراحل رامون سانشيز بيزخوان ويتسع لحوالي 45 ألف متفرج، هو أنجح أندية الأندلس وجنوب إسبانيا، حيث فاز بكأس الأندلس 18 مرة، كما اختير كأفضل ناد أوروبي عامي 2006 و2007 وفاز بلقب الدوري الأوروبي ست مرات وهو رقم قياسي، كما أحرز الكأس السوبر الأوروبي مرة واحدة، بينما فاز الفريق الأندلسي الأبيض بلقب الدوري الإسباني مرة واحدة وبكأس إسبانيا خمس مرات والكأس السوبر الاسباني مرة واحدة. وبعيداً عن الألقاب اشتهر النادي بحسن تعاقداته وتخريجه للنجوم من أمثال سيرخيو راموس وإيفان راكيتيتش وخيسوس نافاس وداني ألفيش وفريدريك كانوتيه وغيرهم، ويتميز إشبيلية بأنه مملوك من طرف الجمعية العمومية لجماهيره، ويمتلك محطة تلفزيونية وإذاعة ذات شعبية كبرى في الأندلس، وفي الموسم الحالي بات شبه ضامن للمشاركة مجدداً في دوري الأبطال وهي الجائزة الأهم للأندية التي ليست في حجم ريال مدريد وبرشلونة، وهو حالياً يحتل بقيادة مدربه المجتهد جولين لوبتيغي مدرب منتخب إسبانيا الأسبق المرتبة الثانية في الليغا بفارق تسع نقاط وراء عملاق مدريد الأبيض قبل تسع جولات من نهاية الموسم .

أما الجار الآخر فهو الأخضر والأبيض والأسود ريال بيتيس الذي نفض عن نفسه غبار الدرجة الثانية التي سقط إليها قبل سبع سنوات ونجح في العودة منها سريعاً، كما تمكن هذا الموسم مع مدربه التشيلي المخضرم مانويل بيلغريني الذي تولى المسؤولية سنة 2020 من المنافسة على المقاعد الأوروبية حيث يحتل حالياً المرتبة الخامسة في الدوري الإسباني بفارق أربع نقاط خلف برشلونة وأتلتيكو مدريد صاحبي المرتبتين الثالثة والرابعة على التوالي. بيتيس الذي تأسس عام 1907 يلعب في ملعبه “بينيتو فيامارين” الذي تربو سعته على ستين ألف متفرج ويعتبر الملعب الأكبر في الأندلس، ومن أبرز نجومه في الموسم الحالي الحارس التشيلي كلاوديو برافو، والمدافع الإسباني المعار من آرسنال بيليرين ولاعبو الوسط الإسبان كاناليس وخواكين ورودري، والبرتغالي كارفايو والمهاجم البرازيلي ويليان والجزائري الأصل الفرنسي الجنسية نبيل فقير وآخرون. وهو يتمنى أن يجدد أمجاد الماضي عندما فاز بلقب الدوري مرة وبكأس الملك مرتين في سنوات متباعدة، وربما مع منافسة أقل حدة عما هي عليه في السنوات الأخيرة.

قد يكون بيتيس أقل نجاحاً من إشبيلية على مر التاريخ الكروي للمدينة الأندلسية، لكنهما تبادلا الفوز هذا الموسم في دربي الأندلس الذي شهد نتيجة متماثلة بهدفين مقابل هدف، حققها كلٌ منهما في ملعبه، لقد اجتهدا معاً لوضع مدينتهما الجميلة على الخريطة الأوروبية، لكن المشوار توقف عند محطة ثمن نهائي الدوري الأوروبي رغم العرض القوي لاشبيلية ضد وستهام (0/1 ثم 2/0 بعد تمديد الوقت الأصلي) وبيتيس ضد فرانكفورت (2/1 ثم 1/1)، و يبقى الأمل قائما في حجز مقعد أوروبي في احدى البطولتين وتجديد الموعد مع المنافسة القارية من خلال النجاح على مستوى الخريطة الاسبانية (وهو ما وفّقا فيه حتى الآن) وترسيخ اشبيلية كمدينة مجتهدة في اللعبة الشعبية الاولى و قادرة على “تأمين” الأنس الكروي رغم عدم تصنيفها بين كبار أو أغنياء أوروبا.

تابعنا على فيسبوك