نواكشوط –«القدس العربي»: قال الجنرال استفين تون سيند، قائد القوات الأمريكية في إفريقيا «أفريكوم»، إن الولايات المتحدة حذرت حكومة مالي العسكرية من الشراكة مع مرتزقة شركة فاغنر الروسية، قبل أن تتخذ قرارها بذلك».
ووافقت حكومة باماكو العسكرية الانتقالية في شهر ديسمبر الماضي على استقدام ألف عنصر من مرتزقة فاغنر الروسية إلى مالي، وهو ما يؤكد انتقال الصراع التقليدي بين الولايات المتحدة وروسيا إلى منطقة الساحل.
وزرعت المخابرات الأمريكية ضابطاً روسياً له علاقات جيدة مع الكرملين، داخل شركة فاغنر الروسية ليضمن لها نقل المعلومات المتعلقة بهذه الشركة المثيرة للجدل.
وخلال جلسة مساءلة أمام لجنة المصالح العسكرية في الكونغرس، أوضح قائد قوات أفريكوم: «إن الحكومة الانتقالية في مالي استقدمت عناصر فاغنر لاعتقادها بأنها ستقوم بدور أفضل من الفرنسيين ضد المجموعات المسلحة التي تنشط في الشمال المالي».
وقال: «عندما بلغني ذلك، سافرت إلى مالي حيث التقيت برئيس الطغمة العسكرية الحاكمة في مالي العقيد عاصيمي اغويتا، وقلت له بأن استقدام عناصر فاغنر فكرة سيئة جداً، لأننا جربناهم في سوريا وفي عدة مناطق إفريقية».
وأضاف: «مرتزقة فاغنر غير متقيدين بأي شيء، ولا يقبلون التنسيق مع الحكومات، ومن الصعب عليهم الانسجام مع المجتمعات التي يعملون فيها، ولذا فإنهم لن يأتوا إلا بالشر».
وأوضح الجنرال استفين تون سيند «أن رئيس مالي أكد له أنه لا يتعامل إلا مع وزارة الدفاع الروسية، وهو ما يتناقض مع تصريحات سابقة للرئيس الروسي بوتين، ذكر فيها أن روسيا غير معنية بالاتفاق الأمني بين حكومة باماكو ومرتزقة فاغنر».
وقال: «إذا كانت شركة فاغنر قد حققت بعض الأرباح فإن عناصرها المنتشرين في مالي قد تلقوا ضربات موجعة من طرف المسلحين الجهاديين في مالي».
وقال: «عناصر فاغنر يقدمون خدماتهم بمقابل مالي، فهم يستنزفون موارد مالي مقابل حماية النظام العسكري الحاكم».
وأضاف: «مجموعة فاغنر حاولت تأجير بعد وحداتها الموجودة في إفريقيا للقتال في أوروبا»، مشيراً «أن هذه الوحدات سيجري نقلها من ليبيا حيث ينتشر المئات من المرتزقة الروس الداعمين للمارشال حفتر الموجود شرق ليبيا».