طرابلس – «القدس العربي»: ردود فعل تصاعدت ولم تتوقف منذ تعيين البرلمان الليبي لرئيس حكومة جديد من الغرب الليبي وسط مباركة وتأييد من حفتر، ردود فعل تنوعت بين شعبية ودولية ومحلية قابلتها مخاوف من سيناريوهات خطيرة قد تعصف باستقرار البلاد سياسياً وتنسف المحاولات السابقة لإيجاد حلول جذرية للصراع الليبي.
وكما توقع عدد من المتتبعين فقد كانت دولة مصر أول المرحبين، حيث قال السفير أحمد حافظ، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إن مصر “تثمن دور المؤسسات الليبية واضطلاعها بمسؤولياتها بما في ذلك ما اتخذه مجلس النواب من إجراءات اليوم بالتشاور مع مجلس الدولة وفقاً لاتفاق الصخيرات”.
وفي بيان جديد، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن الأخير يتابع عن كثب الوضع في ليبيا وقد أُحيط علماً بالتصويت الذي جرى يوم الخميس، في مجلس النواب بالتشاور مع المجلس الأعلى للدولة لاعتماد التعديل الدستوري كما أُحيط علماً بتصويت مجلس النواب لتعيين رئيس وزراء جديد.
ودعا الأمين العام، حسب البيان، جميع الأطراف والمؤسسات إلى مواصلة ضمان أن يتم اتخاذ مثل هذه القرارات الحاسمة بطريقة شفافة وتوافقية، كما طالب الأمين العام جميع الأطراف بالاستمرار في المحافظة على الاستقرار في ليبيا كأولوية أولى، مذكراً جميع المؤسسات بالهدف الأساسي المتمثل في إجراء الانتخابات الوطنية في أسرع وقت ممكن من أجل ضمان احترام الإرادة السياسية لـ 2.8 مليون مواطن ليبي سجلوا للتصويت.
ورأت نائبة وزير الخارجية في الحكومة الإيطالية، مارينا سيريني، أن تأجيل الانتخابات في ليبيا فتح مرحلة سياسية معقدة تفتقر حالياً إلى منظور انتخابي واضح، مشيرة إلى أن الحكومة الموقتة الحالية تواجه ضغوطاً متزايدة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيطالية آكي.
ووصل رئيس الحكومة المكلف من البرلمان حديثاً فتحي باشاغا إلى مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة طرابلس مساء يوم اختياره من قبل البرلمان وسط تواجد أمني مكثف وحضور لمجموعة من قيادات الكتائب المسلحة.
وفي وقت سابق من اليوم نفسه، أعلن مجلس النواب الليبي في جلسة رسمية الخميس، عن اختيار فتحي باشاغا رئيساً للحكومة الجديدة بالتصويت بالإجماع من قبل أعضاء المجلس، بحضور أكثر من 140 نائباً.
وعقب وصول باشاغا إلى مطار طرابلس، قال في مؤتمر صحافي إن الحكومة القادمة ستكون للجميع بلا استثناء، قائلاً إنه سيبقى في تعاون دائم مع مجلسي النواب والدولة.
وأضاف باشاغا في مؤتمره الذي عقده من مطار معيتيقة بطرابلس أن حكومته تفتح صفحة جديدة أساسها المصالحة والمشاركة والعمل الجماعي.
وتوجه رئيس الحكومة المكلف من البرلمان بالشكر للبعثة الأممية ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة قائلاً إنه يقدر الجهود التي بذلها الأخير طيلة فترة عمله الأشهر الماضية.
إلا أن الدبيبة لم يلتزم الصمت هو الآخر، بل ظهر في لقاء قال فيه إنه لا يزال يمارس عمله وفقاً للمدد الزمنية المنصوص عليها في خريطة الطريق المعتمدة من قبل ملتقى الحوار في تونس. وأضاف الدبيبة، في لقاء مع قناة ليبيا الأحرار، أن المجلس الرئاسي هو من يحق له تغيير حكومة الوحدة الوطنية وفقاً لخريطة الطريق في جنيف، معتبراً أن ما حدث في مجلس النواب هو تعدٍ صريح على اختصاص المجلس الرئاسي.
وجدد الدبيبة تأكيده السابق بأنه سيسلم السلطة لجهة منتخبة من الشعب الليبي، مضيفاً أن الهدف من الاتفاق السياسي وخريطة الطريق هو الوصول إلى الانتخابات، وخريطة الطريق المعتمدة تنص على أن الحكومة تنتهي مع المجلس الرئاسي بالوصول للانتخابات .
وتسلم باشاغا، من مدير مكتب شؤون الرئاسة في المجلس، عوض الفيتوري، قرار تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة، ونوه بليحق في تصريح صحافي إلى أنه على باشاغا تشكيل حكومته في غضون 15 يوماً من تاريخه.
والجمعة، تظاهر في طرابلس المئات من المواطنين المطالبين باسقاط البرلمان والرافضين لتسلم باشاغا لرئاسة الحكومة، داعين إلى وضع حد لتصرفات البرلمان متهمين باشاغا بدعم حفتر.
وتصاعدت المخاوف بمحاولات البرلمان إعادة ليبيا إلى المربع الأول خاصة بعد تصريح نقلته إحدى القنوات الإعلامية عن عقيلة صالح قال فيه إن التعديل الدستوري أعاد للبرلمان صفة القائد الأعلى للجيش الليبي.
وفي وقت سابق، كشف الناطق باسم قوات حفتر أو ما يعرف بالقيادة العامة، أحمد المسماري، عن ترحيب القيادة وتأييدها قرار البرلمان الليبي الصادر يوم الخميس بتكليف فتحي باشاغا تشكيل حكومة جديدة تتولى قيادة البلاد.
وتابع أن الحكومة الجديدة يجب أن تعمل مع الجهات النظامية العسكرية والأمنية من أجل فرض هيبة الدولة وحماية مؤسسات الدولة السيادية من ابتزاز وهيمنة الخارجين عن القانون، وأن تدعم مجهودات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5).