الحكيم يدعو الأحزاب الكردية والسنية لإنقاذ العراق من الفتنة

جمعة, 04/02/2022 - 19:15

بغداد ـ «القدس العربي»: جدد رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية العراقي، عمار الحكيم، الجمعة، موقفه بعدم المشاركة في الحكومة المقبلة والاكتفاء بالعمل في البرلمان والأدوار الاجتماعية والسياسية،

داعياً، الأحزاب السياسية الكردية والسنية إلى أن يعملوا على إنقاذ البلاد من براثن الفتنة والفرقة والتقاطع.

وقال الحكيم في خطاب أمام آلاف من أتباعه في مدينة النجف لمناسبة إحياء ذكرى مقتل أية الله العظمي محمد باقر الحكيم عام 2003 « لقد أعلنّا سابقا ونعلنها مرة أخرى أننا سوف نكتفي بأدوارنا البرلمانية والاجتماعية والسياسية في خدمة أبناء مناطقنا وشعبنا ولا نشترك في الحكومة المقبلة، ولكننا نعلنها صراحة أننا سندعم إخوتنا المتصدين للمسؤولية، آملين في تحقيق الإنجازات والنجاحات الكبرى على أيديهم، وسوف نكون أول الداعمين والمساندين لهم».

وحذر من أنَّ «الدم العراقي حرام على الجميع، وإنَّ الدم الشيعي حرامٌ على الجميع، وإنَّ الأمن والاستقرار خطوط حمراء لا يجوز تجاوزها أو التعدي عليها أو التلاعب بها، فعلى الجميع ضبط النفس وسعة الصدر والاحتكام للأدوات السلمية والقانونية في حل الإشكاليات والاختلافات».

وخاطب الحكيم، أنصار تياره الحاضرين: «إننا نعلم جيدا أن النتائج الانتخابية لم تكن منصفة معكم، بل نعلم جيدا أن هناك أيادي أرادت تقويض حضوركم وحجمكم الحقيقيين وإبعادكم عن سيادة القرار في المرحلة المقبلة» مردفا أن «لولا حرصنا الشديد على دعم العملية الديمقراطية في العراق وتمسكنا بمنهجنا الوطني الذي يقدم مصالح العراق على أي مصلحة أخرى، لكان لدينا موقف مغاير من العملية الانتخابية برمتها، لكننا آلينا على أنفسنا إلا أن نكون أول المباركين لمسار العملية الانتخابية حفظا لمصالح العباد والبلاد». وأوضح أن «الوطنية الشيعية التي رفعنا شعارها ورايتها ودافعنا عنها بقوة، تعني مكافحة الفرقة والتشتت في البيت الداخلي أولاً، تمهيدا لاحتواء المكونات الكريمة الأخرى بعيدا عن الطائفية والعنصرية والتهميش والإقصاء» مبينا أن «وحدة المكون الاجتماعي الأكبر يجب أن تكون الهدف الأول لنا جميعا وللمكونات الأخرى الباحثة عن الاستقرار والحقوق والشراكة والتوازن والتعاون والتعايش».

الحكيم، أكد: «نحن أول الداعمين لوحدة الصف السياسي الكردي والصف السياسي السني في البلاد، ونحترم الخصوصيات الاجتماعية المطروحة من قبل أعزائنا وإخوتنا الأحبة، ولكننا نريدها وحدة تمهد للوحدة الوطنية الكبرى، لا أن تكون على حساب وحدة المكون الأكبر وحقوقه ووجوده وأدواره وامتداداته» مضيفاً: «أخاطب الأحزاب السياسية الكردية والسنية الكريمة في العراق، وأناشدهم أن يعملوا على ما عملنا به معاً لإنقاذ البلاد من براثن الفتنة والفرقة والتقاطع نحو الاستقرار والأمن والازدهار، وأن لا يبعثوا برسائل خاطئة تجرح مشاعر شركائهم في البلاد من أبناء المكون الاجتماعي الأكبر».

وزاد: «لا معنى لأغلبية وطنية ضيقة أو واسعة من دون أن تنتج حكومة خدمية ناجحة تضع على عاتقها أولويات واقعية محددة بأسقف زمنية واضحة» لافتا إلى أن «الأغلبية الضيقة أو الواسعة ليست غاية في حد ذاتها، بل هي وسيلة للحكم من أجل تأمين مصالح الشعب وحقوقهم، فإن كانت الأغلبية الوطنية الضيقة راعية لذلك بلا تهديد لحق المكون الأكبر من الشعب فلنمض بها، وإن كانت الأغلبية الواسعة راعية لمسار الخدمة الحكومية المطلوبة والنجاح المنشود وتقديمه على المصالح الخاصة فأهلا بها».

ودعا «المجتمع الدولي والأشقاء والأصدقاء كافة إلى اتخاذ موقف الحياد والتفهم لمسار الحوار الداخلي ومآلاته وعدم التلاعب باستراتيجية العراق الواحد الموحد القوي، على حساب تكتيكات مكشوفة وآنية وغير مجدية» مردفاً: «أعلنّا سابقا ونعلنها مرة أخرى، أننا سوف نكتفي بأدوارنا البرلمانية والاجتماعية والسياسية في خدمة أبناء مناطقنا وشعبنا ولا نشترك في الحكومة المقبلة، ولكننا نعلنها صراحة أننا سندعم إخوتنا المتصدين للمسؤولية، آملين الإنجازات والنجاحات الكبرى على أيديهم، وسوف نكون أول الداعمين والمساندين لهم ولكل خدمة تنتشل مناطقنا من أزماتها واحتياجاتها».

ونوه إلى أن «السيادة الوطنية تمثل أولوية قصوى في كل الظروف، واليوم نمتلك من الخبرات الأمنية والعسكرية ما يمكننا من الاعتماد على أنفسنا دون الحاجة إلى قوات عسكرية أجنبية، وكل ما نحتاجه هو الإرادة الحقيقية لتفعيل عناصر القوة المتاحة لبناء منظومة عسكرية متكاملة ومحترفة وغير مخترقة» مطالباً الحكومة المقبلة أن «تكون جادة في بناء هذه المنظومة والاستفادة من تنوع مفاصل المؤسسة العسكرية من الجيش والشرطة ومكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والبيشمركه في تكوين عقيدة عسكرية وطنية موحدة وجامعة».

 

 

 

تابعنا على فيسبوك