القلق يهيمن على الفلسطينيين مع ارتفاع منحنى “كورونا” بشكل خطير.. ونسية إشغال المشافي تصل لـ85%

خميس, 03/02/2022 - 14:57

غزة- “القدس العربي”: بدأت مناطق الضفة الغربية بتطبيق إجراءات “الإغلاق الجزئي” بأن أوقفت العمل في المدارس، لمدة عشرة أيام، وألزمت الطلبة بمنازلهم، في خطوة تهدف إلى كسر “المنحنى الوبائي” لفيروس كورونا، الذي يسجل أرقاما لم تعهد في الموجات السابقة، فيما لم يجري تطبيق أمر إغلاق المدارس في قطاع غزة، الذي يعاني هو الآخر من ارتفاع حاد في عدد الإصابات.

 

والتزم الطلبة من كافة المراحل الإبتدائية والإعدادية والثانوية منازلهم، بناء على قرار وزارة التربية والتعليم، فرض إجراء الإغلاق لمدة عشرة أيام، في عملية استخدمت سابقا في إطار سياسة إغلاقات أوسع نفذتها الحكومة، للتعامل مع الموجة الأولى والثانية لفيروس “كورونا”.

 

وفي هذه الأوقات اقتصر الإغلاق على المدارس، دون دور العبادة أو الأسواق الشعبية وصالات الأفراح ومناطق التجمعات الكبيرة، كما كان الأمر سابقا، ما يجعل أمر الإغلاق الجزئي غير مجدي لمواجهة عدد الإصابات الكبير الذي يسجل يوميا في المناطق الفلسطينية، والمتوقع أن يتصاعد بشكل أكبر خلال الأيام القادمة.

 

وقد أعلنت وزارة التربية والتعليم، أنه سيتم تعليق الدوام المدرسي الوجاهي في جميع المدارس ورياض الأطفال، اعتباراً من صباح الخميس وحتى مساء السبت الموافق 12 نوفمبر الجاري، مع التحول إلى التعلم عن بُعد، وقالت إنه سيتم وبالتنسيق مع وزارة الصحة، استكمال الحملة الوطنية لتطعيم الطلبة والكوادر التربوية، وذلك في ضوء التصاعد اللافت في المنحنى الوبائي وتزايد أعداد المخالطين، وحفاظاً على سلامة الطلبة وكوادرها التعليمية.

 

وأشارت كذلك إلى أنه سيتم استثمار فترة الإغلاق، من أجل تنظيم حملة التطعيم في المدارس وفق ترتيبات سيعلن عنها بعد التنسيق بين مديريات التربية ومديريات الصحة في المحافظات.

 

ويخشى سكان المناطق الفلسطينية، من الأسوأ في الأيام القادمة، في ظل تأكيدات المسؤولين عن القطاع الصحي، أن المنحنى الوبائي سيشهد ارتفاعا خطيرا، مع بلوغ ذروة الموجة الحالية.

 

وتنبع هذه الخشية من أرقام الإصابات التي لم تسجل خلال الموجات السابقة، حيث كان يصل عدد الإصابات المعلن عنها يوميا إلى ستة آلاف حالة، كحد أعلى، فيما يسجل حاليا أكثر من 11 ألف حالة، وهو ما يؤكد أن المناطق الفلسطينيية تفشى فيها بشكل كبير المتحور “أوميكرون” سريع الانتشار والعدوى.

 

وبالعادة يقوم ما نسبته ثلث المواطنون أو أقل، بالتوجه إلى مراكز الفحص، حسب ما يؤكد المسؤولين عن قطاع الصحة، ما يعني أن عدد الحالات المصابة بشكل يومي يصل إلى 30 ألف حالة في المناطق الفلسطينية.

 

وبشكل خطير أثرت نسبة الإصابات على الإشغالات في المشافي، وهو أمر طالما تحذر منه وزارة الصحة، إذ يقوض عدد الإصابات الخطرة المصابة بالفيروس التي تحتاج للعناية في المشافي، قدرة وزارة الصحة على تقديم خدماتها لهذه الأعداد المرتفعة.

 

وفي هذا السياق، كان مدير عام المشافي في وزارة الصّحة ناجي نزال، قال إن نسبة الإشغال في المشافي في ارتفاع غير مسبوق حيث وصلت في عموم المشافي الفلسطينية لأكثر من 85% غالبيتهم من غير المطعمين، لافتا إلى أنه بسبب الموجة الحالية، جرى فتح كافة المراكز المخصصة والمجهزة لعلاج المصابين بفيروس “كورونا”، وذلك بسبب التزايد المضطرد بأعداد الحالات المصابة بالفيروس.

 

وأوضح أنه في حال عدم السيطرة على أعداد الإصابات سيتم التوجه لافتتاح أقسام أخرى من المشافي لعلاج “كورونا”، مشددا في ذات الوقت على ضرورة قيام كافة المواطنين الذين لم يتلقوا المطاعيم بالتوجه مباشرة للحصول على اللقاح اللازم تجنبا للإصابة بالفيروس أو أعراضه الخطيرة.

 

وكان المسؤول في وزارة الصحة سامر الأسعد، أكد حصول ارتفاع كبير في المنحنى الوبائي لإصابات فيروس كورونا في الضفة الغربية وقال إن الحالة الوبائية في هذه المرحلة في حالة تزايد، متوقعًا أن تستمر وتكون ذروتها خلال الأيام المقبلة، مشيرا إلى أنه في الوقت الحاضر يتم تسجيل أعداد إصابات لم تعهد من قبل، وهو ما أثر على الإدخال للمستشفيات.

 

الضفة شرعت بتطبيق إغلاق المدارس وغزة تقرر فتح مراكز الفحص خلال الإجازة

 

وفي غزة، تتواصل عملية تسجيل إصابات بأعداد كبيرة، حيث ترتفع نسبة الخطوة على المواطنين كما الضفة، فيما لم تقم الجهات المختصة باتخاذ قرارات حتى اللحظة تشمل “الإغلاق الجزئي”.

 

والخميس أعلنت وزارة الصحة في غزة، تسجيل 3 وفيات و3321 إصابة جديدة بـ”كورونا” بعد إجراء 7641 فحصا خلال الـ24 ساعة الماضية وتعافي 250 مصاباً، وقالت إن إجمالي الحالات الخطيرة من بين المصابين بلغت 63 إصابة.

 

وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن تشغيل بعض المراكز الصحية خلال الفترة المسائية، من أجل تقديم خدمات سحب عينات المشتبه بهم بإصابات “كورونا”، وتقديم المطعومات للمواطنين، كما قررت الوزارة تشغيل هذه المراكز خلال أيام الاجازة الرسمية (يومي الجمعة والسبت) من الساعة العاشرة صباحاً حتى الساعة السادسة مساءً.

 

وسبق وأن أعلنت وزارة الصحة في غزة، عن معاناتها من وجود نقص في الأجهزة الطبية، وبينها الخاصة بعلاج مصابي “كورونا” بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال هذه الأجهزة الضرورية.

 

ومن جانبه، سلم وكيل وزارة الصحة في غز الدكتور يوسف أبو الريش رسالة خطية للمنسقة الأممية للشؤون الإنسانية السيدة لين هاستينغز للضغط على الاحتلال لإدخال هذه الأجهزة الطبية التشخيصية وقطع الغيار اللازمة لصيانة الأجهزة بشكل عاجل ودون تأخير، لتمكين الوزارة من تعزيز جهوزية مواجهة الموجة الحالية من جائحة “كورونا”.

 

وجاء ذلك خلال استقبال أبو الريش للمنسقة الأممية، حيث وضعها في صورة الاحتياج العاجل للعديد من الأجهزة الطبية التشخيصية وقطع الغيار اللازمة للمشافي.

 

 

تابعنا على فيسبوك