لندن- “القدس العربي”: ارتبط إعلان القوات المسلحة الأردنية عن مقتل 27 مهربا سوريا في نقاط التماس الحدودي فجر الخميس بالعبارة التي أثارت الكثير من ميول المراقبين في التحليل والقراءة والتكهن وهي “تغيير قواعد الاشتباك العسكرية” بمعنى مطاردة المهربين المُصرين بطريقة غريبة وغامضة وبخلفية غير مسبوقة على الاختراق والتسلل إلى عمق الأراضي الأردنية ولكن هذه المرة بمطاردتهم إلى العمق السوري.
وأعلن بيان رسمي عسكري عن تصدى القوات المسلحة الأردنية وحرس الحدود لعملية تهريب وصفت أردنيا بأنها ضخمة جدا بالمخدرات، ومن الواضح أن هذه العملية كانت تضم عشرات المهربين المسلحين بأسلحة أوتوماتيكية وبالتالي حاولوا الاختراق باتجاه الحدود الأردنية مجددا وللمرة الخامسة على التوالي في أقل من اسبوعين بعدد كبير من الأسلحة والرجال وأيضا بكمية وصفت بأنها ضخمة من المخدرات التي نشرت القوات المسلحة الأردنية صورة جزء منها بعد مصادرتها.
عدد القتلى من الجانب السوري حسب البيان الرسمي الأردني كان 27 قتيلا من محاولي الاختراق وهو أكبر وأضخم عدد أو رقم يتم الإعلان عنه في سياق الصدام العسكري الأردني المباشر على سلامة الحدود الأردنية حيث اشتبكت فيما وصف عملياتيا بأنه مواجهة أقرب إلى معركة تصدت لغزوة مهربي مخدرات في سلوك عنيف.
ولم يدلي الجانب الأردني بأي إيضاحات أو شروحات إضافية لكن الواضح أن السؤال حول ما يجري في خاصرة حدود البادية الشمالية الأردنية ومواجهات مسلحة مستمرة مع عصابات متخصصة بتهريب المخدرات ومحاولات التسلل والاختراق يبدو أنه أصبح سؤالاً سياسيا وليس أمنيا فقط بامتياز حيث لا تقوم الفرقة العسكرية السورية الرابعة في الطرف الآخر من نقاط التماس التي تشهد عمليات تسلل بواجباتها الحقيقية مما يدفع القوات الأردنية للتصدي والمراقبة الحديثة ولإستخدام قواعد اشتباك جديدة.
ويبدو أن محاولة الإختراق الأخيرة المعلن عنها فجر الخميس حاول عبرها المهربون المتسللون الاستثمار في عاصفة ثلجية ضربت المنطقة إلا أن قوات حرس الحدود الأردنية كانت بالمرصاد والنتيجة ٢٧ قتيلا من الجانب السوري إضافة إلى تطبيق قواعد الاشتباك الجديدة بمعنى الاشتباك أيضا في المنطقة الحدودية الحرام بين دولتين.
وليس فقط انتظار المتسللين لعبور الأرض الأردنية وهو ما جرى على الأرجح رغم أن الجيش العربي الأردني الذي يقوم بواجبه لم يعلن عن تفاصيل في هذا السياق.