الضفة الغربية- “القدس العربي”: هدمت آليات الاحتلال خلال الأسبوعين الماضييْن، 19 منشأة سكنية وتجارية وزراعية في مدينة القدس المحتلة وضواحيها، من بينها 8 منشآت أُجبر أصحابها على هدمها قسراً.
ووثّقت شبكة “القسطل” الإعلامية عمليات هدم آليات بلدية الاحتلال لـ11 مُنشأة في حي الشيخ جراح، الولجة، العيساوية، أم طوبا، منذ تاريخ 9 حتى 22 كانون ثاني/ يناير الجاري.
ووفقاً للتقرير دمرت آليات الاحتلال منزلين و5 منشآت تجارية لعائلة المقدسي محمود صالحية في حي الشيخ جراح، كما هدمت جدارين استناديين في الولجة، ومغسلة قيد الإنشاء لعائلة مصطفى في العيساوية، ومقبرة قيد الإنشاء في أم طوبا.
وجرّفت آليات الاحتلال أرضاً لعائلة حارس المسجد الأقصى فادي عليان في العيساوية، فيما نفذ مستوطنون برفقة عناصر شرطة الاحتلال أعمالاً تخريبية في أرض عائلة سالم في الشيخ جراح؛ في محاولةٍ للاستيلاء عليها.
ولم تتوقف انتهاكات الاحتلال هُنا، بل أجبرت بلدية الاحتلال عائلة فيصل الجعبري في واد الجوز، عائلة جلال الرجبي في بيت حنينا، وعائلة إبراهيم أبو كف في صور باهر، على هدم منازلهم قسراً، لتغرق ذكرياتهم وأحلامهم بالتُراب.
وأُجبرت عائلة خلايلة في جبل المكبر على هدم محالها التجارية الثلاثة، وعائلة عليان على هدم حظيرةٍ للخيل في العيساوية.
وحتى المنشآت التي لا زالت قيد الإنشاء لم تسلم من انتهاكات الاحتلال وطالها الهدم والدمار، وقد وثّقت “القسطل” إجبار عائلة المقدسي محمد جمال محمد علي على هدم منشأة سكنية قسراً، في مخيم شعفاط.
ومن جهة أخرى، أصدرت سلطات الاحتلال قراراً يقضي بهدم وإزالة “كرفان” خدمات عامة، في ملعب جبل الزيتون في القدس المحتلة.
يشار إلى أن آليات الاحتلال منذ بداية العام الجاري وحتى 9 كانون ثاني/ يناير الجاري، هدمت عشر منشآت سكنية وتجارية وزراعية في مدينة القدس المحتلة وضواحيها، كما أجبرت بلدية الاحتلال على هدم منشأة قسرياً.
تجريف 50 دونما
وفي الخليل، جرفت آليات الاحتلال الأحد، نحو 50 دونما من أراض تعود ملكيتها لعائلة أبو شرار بالقرب من مستوطنة “نوجهوت” المقامة في منطقة الفقيقيس في بلدة دورا جنوب الخليل.
وقال وليد أبو شرار وهو أحد المتضررين في حديث صحافي إن التجريف يأتي تمهيدا للاستيلاء على الأرض لصالح التوسع الاستيطاني، مبينا أن المستوطنين حاولوا الاستيلاء على أراضي مواطنين من عائلتي أبو شرار، ونصر عدة مرات.
وأوضح أنه يوجد في المنطقة بئر مياه كان يستعمل للشرب وسقي المواشي، والآن يستخدمه المستوطنون في ري مزروعاتهم وتعبئة مسابحهم، مشيرا إلى أن مستوطنة “نوجهوت” مقامة في معظمها على أراضي عائلة أبو شرار.
وفي مدينة سلفيت شن المستوطنون هجمات متفرقة من بينها إعطاب إطارات سبع مركبات، حيث خطوا عليها شعارات عنصرية في قرية قيرة شمال سلفيت.
وقال رئيس مجلس قروي قيرة أشرف زيادة: “إن مستوطنين اقتحموا القرية فجر اليوم وأعطبوا إطارات سبع مركبات تعود ملكيتها لكل من: فهد عواد، ووهيب عرباسي، وزكريا عرباسي، ونافز عرباسي، وعايد عرباسي. وأضاف أن المستوطنين خطوا شعارات عنصرية على المركبات برسم “نجمة داوود”، وأطلقوا تهديدات بقتل المواطنين.
بدوره شدد محافظ سلفيت اللواء عبد الله كميل على ضرورة تفعيل لجان الحماية في بلدات وقرى المحافظة والتفاف الأهالي حول هذه اللجان لصد أية محاولة اعتداء من قبل قطعان المستوطنين، محذرا من خطورة تصاعد وتيرة اعتداءاتهم في المحافظة.
واستولت قوات الاحتلال الإسرائيلي على مركبة لجمع النفايات، تابعة لمجلس الخدمات المشتركة، تعمل لصالح بلدتي الزاوية ومسحة غرب سلفيت.
وأفادت مصادر محلية بأن الاحتلال استولى على المركبة في منطقة “خلة الرميلة” غرب بلدة الزاوية حيث مكب النفايات الرئيسي، وأجبر سائق المركبة طه أبو حمدة على قيادتها إلى داخل إحدى المستوطنات المقامة على أراضي المحافظة، ولم يتم الإفراج عنه حتى اللحظة.
في مدينة نابلس، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، طرقا فرعية في محيط بلدة سبسطية شمال غرب نابلس.
وقال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم لمراسلنا، إن قوات الاحتلال أغلقت عددا من الطرق بالسواتر الترابية، والتي تصل ببلدة برقة وأراضي منطقة المسعودية.
وأضاف عازم، أن قوات الاحتلال تفرض حصارا على المنطقة منذ منتصف كانون الأول الماضي، وتعيق حركة المواطنين على الطريق الواصلة بين جنين ونابلس، في ظل الاستمرار في إغلاق بوابة “شافي شمرون”، التي تعتبر المنفذ الرئيسي للمواطنين باتجاه مدينة نابلس.
يأت ذلك في ظل اقتحام عشرات المستوطنين، مساء لقرية برقة جنوب شرق رام الله. حيث أفادت مصادر محلية أن عشرات المستوطنين بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، اقتحموا المنطقة الشرقية من القرية.
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع تجاه المواطنين الذين خرجوا للتصدي لاقتحام المستوطنين، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وتتعرض قرية برقة لاعتداءات متكررة من قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، حيث أقام الاحتلال على أراضي القرية والقرى المجاورة مستوطنات “بسجوت” و”كوخاف يعقوب” و”جفعات أساف” و”مجرون”.
إدعاءات جديدة
وفي ملف الشهيد المسن (أمريكي الجنسية) عمر أسعد (80 عاما)، سرّبت الشرطة العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي الأحد إدعاءات من التحقيق الذي أجرته مع الجنود الذين أوقفوا الشهيد (80 عاما)، في قرية جلجليا شمالي مدينة رام الله بتاريخ 12 كانون الثاني/ يناير الحالي.
وبحسب إدعاءات نشرها موقع “واينت” الإلكتروني، فإن الشهيد أسعد اعترض على توقيفه بشكل مفاجئ في ساعة متأخرة من الليل وصرخ على الجنود، الذين نقلوه بالقوة من النقطة التي أوقفوا فيها سيارته وأخرجوه منها إلى بيت مهجور يبعد 80 مترا، وغطوا فمه كي لا يسمع أحد صراخه ويكشف أمر وجود القوة العسكرية في القرية.
ونكّل الجنود بالشهيد أسعد، فقد أجلسوه على كرسي في ساحة البيت المهجور، وجرى تكبيل يديه وتغطية عينيه بقطعة قماش.
وقال الجنود خلال التحقيق معهم إنه عندما اقتربوا من ساحة البيت المهجور “بدأ أسعد يبدو مسطولا قليلا، أو مرتبكا”، ثم “بدا للجندي الذي يحرسه أنه بدأ يغط في النوم”.
وخلال ذلك، أوقف جنود الاحتلال ثلاث سيارات فلسطينية، ونقلوا ركابها إلى البيت المهجور. وقرر الجنود إخلاء سبيلهم بعد استجواب قصير، كما ترك الجنود أسعد “وهو لا يزال يغط بالنوم” ويجلس على الكرسي.
وكشف التحقيق أنه تواجد مسعف في القوة العسكرية، لكن لم يتم استدعاؤه من أجل فحص الشهيد أسعد، وفقا للموقع العبري.
وزعم الجنود في التحقيق معهم أنه “لم نشخص علامات لديه بأنه يعاني من ضائقة أو استدعاء مساعدة أو أنه وضع يده على صدره”. وبحسب التقرير، فإنه لا توجد علامات على أن الشهيد أسعد تعرض للضرب أو للتنكيل. كذلك زعم الجنود أن الشهيد بدا أصغر من سنه بعشرين عاما.
وقال الجنود في التحقيق إنه “لم تكن لديه (لدى أسعد) بطاقة هوية، ونقلناه، مثل باقي الفلسطينيين الذين أوقفناهم في “تشيك بوست” (حاجز سريع)، إلى بيت مهجور وجانبي كي لا نُكتشف في وسط القرية”.
وزعم الدفاع العام العسكري، الذي يمثل الجنود، أنه “تم إخلاء سبيله في نهاية العملية وفيما كان وضعه سليما ولا يحتاج إلى تدخل طبي. وظروف وفاته ليست مرتبطة بأداء القوة العسكرية”.
ومما سرّبه الموقع عبر جيش الاحتلال أنه لا يعتزم تقديم لائحة اتهام ضد جنوده، كما أنه لم يتم إبعاد الجنود عن وحدتهم. وهم يخدمون في كتيبة “نيتساح يهودا”، التي يخدم فيها جنود متدينون.
وذكر الموقع أنه وقبل عدة أشهر جرى التحقيق مع جنود من هذه الكتيبة واتهموا بالتنكيل بفلسطيني بعد اعتقاله.
وجرى التحقيق حتى الآن مع خمسة جنود من هذه الوحدة في أعقاب استشهاد أسعد، بينهم ضابطان.