بيروت- “القدس العربي”: عودة رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري إلى بيروت فجر الخميس، ستمهّد لحسم قراره النهائي بالترشّح إلى الانتخابات النيابية من عدمه، وذلك بعد سلسلة من المشاورات السياسية التي سيجريها مع مسؤولين داخل “تيار المستقبل” ومع رؤساء الحكومات السابقين، إضافة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يتهيّب أي عزوف للحريري عن الترشح نظراً لما يمثله على الساحة السنية، ولما يمكن أن يخلّفه مثل هذا القرار من خلل في التمثيل السني وفي الحسابات السياسية.
وقد استهل الحريري جولته بزيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ثم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
وتزامناً مع عودة الحريري، أعلن الرئيس تمام سلام عزوفه عن الترشح للانتخابات، وهو كان قراراً متوقعاً منذ أشهر.
تمام سلام سبقه بعدم الترشّح… فمن سيرأس لائحة المستقبل في بيروت؟
وجاء قرار عزوف سلام ابن البيت البيروتي العريق، ونجل الرئيس صائب سلام، في بيان قال فيه: “أعلن عزوفي عن الترشيح للانتخابات النيابية، وبقائي في قلب مدينتي بيروت مع أهلها الطيبين، والمساهمة في كل ما يؤدي إلى إعادة بناء الوطن، انطلاقاً من وثيقة الوفاق الوطني اتفاق الطائف والدستور اللبناني وضمانة السيادة والاستقلال”.
أما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فلم يحسم لغاية تاريخه قراره بالترشح والذي سيتركه للحظة المناسبة كي لا يُفسّر أي موقف الآن في غير سياقه.
ميقاتي لا يقدر على نصحه لعدم معرفته بوضعه.. وبري يتهيّب أي خلل في التمثيل السني
وفي حديث إلى “نداء الوطن” أكد ميقاتي أنه لا يستطيع أن ينصح سعد الحريري بالترشح أو لا، وقال: “لا أقدر أن أنصحه ولا أعرف وضعه ولكن أتمنى عليه بما يملك من مشروعية سياسية في لبنان ألا يغيب عن الساحة السياسية”.
يبقى الرئيس فؤاد السنيورة الذي عزف عن الترشح في استحقاق 2018 عن دائرة صيدا جزين مفسحاً المجال للنائبة بهية الحريري التي ترأس حالياً “كتلة المستقبل”. وفي حال عزوف سعد الحريري عن الترشح، قد يكون البديل ترشيح السنيورة في بيروت على رأس لائحة “المستقبل” أو نقل ترشيح بهية الحريري من صيدا إلى العاصمة، في وقت لم يحسم الشقيق الأكبر لسعد، بهاء الحريري ترشحه في بيروت على الرغم من قراره ترشيح عدد من الوجوه في عدد من الدوائر تحت إطار حركة “سوا للبنان”.