غزة- “القدس العربي”: في الوقت الذي تواصل فيه فعاليات غزة، الوقفات المناصرة لسكان النقب، ضد الهجمة الإسرائيلية الرامية لاقتلاعهم من أراضهم، توعد مسؤول كبير في حركة حماس، بأن المقاومة ستصل إلى الاحتلال، في حال استمرت هجماته ضد سكان الداخل المحتل.
وفي تصريحات أدلى بها هارون ناصر الدين، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، لـ”المركز الإعلامي الفلسطيني” التابع للحركة، قال “إن حماس تتابع عن كثب الأحداث في النقب المحتل“، مشيدا في ذات الوقت ببطولة وصمود الأهالي في الداخل المحتل والالتفاف الجماهيري حول قضيتهم وقضية الشعب الفلسطيني العادلة.
وقال منذرا “في حال استمرت انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق أهلنا في الداخل المحتل، فإن يد المقاومة ستصل إلى الاحتلال كما عوّدتنا”، وتابع “المقاومة التي ألجمت الاحتلال الإسرائيلي في معركة سيف القدس، دفاعاً عن أهالي حي الشيخ جراح وأحياء القدس، قادرة على اتخاذ التقدير المناسب مع ما يتناسب واحتياج أهلنا في النقب المحتل”.
وأكد في ذات الوقت أن زيادة الاعتداءات الإسرائيلية والانتهاكات بحق المقدسيين واستنجاد أهالي القدس المحتلة بالمقاومة الفلسطينية ورسالتهم إلى القائد العام لكتائب القسام محمد ضيف، “أدت إلى الوصول إلى معركة سيف القدس التي ألجمت العدو”.
وكانت حركة حماس قررت الرد على اعتداءات الاحتلال في شهر مايو الماضي ضد مدينة القدس المحتلة، وتحديدا على المصلين في المسجد الأقصى وعلى سكان حي الشيخ جراح المهدد بالهدم، بإطلاق صواريخ تجاه مدن وسط إسرائيل، ضمن معركة أطلقت عليها اسم “سيف القدس”، وهو ما فجر وقتها الحرب الرابعة ضد غزة التي دامت 11 يوما.
وقد أشار القيادي في حماس ناصر الدين، إلى تشابه الظروف القائمة حاليا في النقب، وبين تلك الأوضاع التي كانت تعايشها مدينة القدس المحتلة.
وكان الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، قال هو الآخر إن الشعب الفلسطيني “في معركة مفتوحة مع الاحتلال الصهيوني في كل المناطق والمدن والساحات”، وأضاف وهو يعقب على أحداث النقب “سيف القدس لم يغمد، ولن تتوقف ثورة شعبنا المتصاعدة إلا بكنس الاحتلال عن كل أراضينا”، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني في كل معركة يخوضها مع الاحتلال “يسجل انتصاراً ومعادلة جديدة، كما يفعل الأسرى بدورهم”.
وفي هذا السياق، أشادت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، بـ”صمود جماهير شعبنا في النقب المحتل”، مؤكدة في بيان لها أن هذه الهبة التي وصفتها بـ”البطولية” لأبناء النقب المحتل، وحالة الرفض العارمة للاحتلال هناك تمثل “ثقب في قلب ما يُسمى استقلال دولة الكيان الصهيوني بعد فشلها في أسرلة شعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل عام 1948”.
وقالت “إن أراضينا في النقب والجليل، والمثلث وحيفا ويافا واللد، وكل المدن والقرى والتجمعات الفلسطينية في الداخل المحتل كما القدس وغزة والضفة، هي جميعها أراضي شعب فلسطين الموحد على قلب رجل واحد، وموقف موحد، وجزء أصيل لا يتجزأ من مواجهة سياسات الاحتلال بكل الوسائل وشريك في معركة الحرية وتقرير المصير”.
وشددت على أن استمرار المعركة التي يخوضها أهالي النقب المحتل ضد الاستيطان، والتهويد، ومصادرة الأراضي تزامناً مع مواجهات بطولية الفلسطينيين في أكثر من مكان في الضفة، “تستوجب من شعبنا في كل أماكن تواجده والكل الوطني، إلى تعزيز كل أشكال الدعم والإسناد وتعزيز صمود شعبنا هناك”.
وطالبت لجنة المتابعة للقوى الفلسطيني من وسائل الإعلام الفلسطينية، والدولية بـ”تسليط الضوء على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد شعبنا في النقب المحتل، وخاصة استمرار تجريف الأراضي، وهدم البيوت في ظل الأحوال الجوية القاسية”.
يشار إلى أن منطقة النقب تشهد منذ عدة أيام تظاهرات كبيرة، خرج خلالها الأهالي رفضا لخطط جديدة للاحتلال، تشمل تجريف أراضيهم، من أجل زراعتها بالأشجار بدعم من “الصندوق القومي اليهودي”، ضمن المساعي الرامي لمصادرة هذه الأرض لاحقا.
وهذا الصندوق اشتهر بدعهم المشاريع التي تستولي على أراضي الفلسطينيين، وتحويلها لصالح اليهود والمشاريع الاستيطانية.
ورفضا لأعمال التجريف، اندلعت مواجهات خلال الأيام الماضية في النقب، بين الأهالي وقوات الاحتلال، تخللها اعتداء الأخيرة على الأهالي بشكل وحشي واعتقال العشرات منهم.
وفي غزة نظمت العديد من الوقفات التضامنية مع أهالي النقب، كان من بينها تنظيم “قبيلة الترابين” البدوية وقفة قرب حدود مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وهذه القبيلة لها امتداد وأقارب يقطنون النقب.
الفعاليات التضامنية تتواصل في غزة نصرة لهم وقيادة الفصائل تشيد بصمودهم
كما شارك عشرات الفلسطينيين في قطاع غزة، في وقفة، أخرى دعما لسكان النقب، في ساحة المجلس التشريعي في مدينة غزة، شارك فيها وجهاء القبائل، وتم خلالها رفع لافتات تنديد بخطط الاحتلال.
وكان المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق عز الدين، قال في وقفة أخرى تضامنا مع سكان النقب “إن الاحتلال الإسرائيلي يسعى بكل الطرق والوسائل لنهب الأرض وقتل الإنسان في القدس والنقب والضفة والأغوار”.
وقال “الصندوق القومي اليهودي، أنشئ لوضع المخططات والسيطرة على الأرض والوجود الفلسطيني، وإنشاء كيان الاحتلال”، لافتا في ذات الوقت إلى أن كل المحاولات الاحتلالية “ستبوء بالفشل طالما الفلسطيني موحد ومنتفض في وجه الاحتلال، كما انتفض إبان معركة سيف القدس”، وتابع منذرا هو الآخر “لن نكون في موقف الحياد، وسنبقى الداعمين والمساندين لأهلنا في النقب المنتفضين ضد الاحتلال”.
وأضاف: “المجتمع الدولي بصمته هو متواطئ في هذه الجريمة، وأنظمة التطبيع شريكة في محاولات اقتلاع شعبنا في النقب”.