بيروت- “القدس العربي”: على وقع أنين المواطنين وازدياد فقرهم ومعاناتهم الحياتية والمعيشية من دون أي معالجات، ومع وصول الدولار إلى عتبة الـ33 ألف ليرة من دون أي ضوابط، والتهديد بتحركات جديدة في الشارع، يستكمل الرئيس اللبناني ميشال عون، غداً الأربعاء، لقاءاته التحضيرية للحوار الوطني الذي دعا إليه تحت ثلاثة عناوين، فيستقبل وفداً من “اللقاء التشاوري”، ووفداً من الحزب القومي الاجتماعي، و”كتلة نواب الأرمن”، ووفداً من “تكتل لبنان القوي”، بعدما أفضت لقاءات اليوم الأول إلى موافقة حزب الله والنائب طلال أرسلان على المشاركة في الحوار، وإلى إعلان رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية عدم مشاركته في حال لم يكن الحوار بين فريقين برأيين مختلفين. ولم تغب عن اللقاءات التركيز على أهمية العودة إلى جلسات مجلس الوزراء، لكن ممثل حزب الله ربط بين استئناف عمل مجلس الوزراء وبين معالجة العقبات والملاحظات.
البداية كانت مع رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد الذي أيّد الدعوة ووافق على المشاركة في الحوار، معتبراً “أن البلد في زمن الشدة والضيق، هو أحوج إلى عدم الانقطاع عن الحوار. وقال “أكدنا تلبيتنا للدعوة ومشاركتنا فيها، وندعو شركاءنا في الوطن إلى التحلي بالعقل والحكمة والتخلي عن المزايدات، لأن هذا البلد هو بلدنا ونحن معنيون بالحفاظ عليه وعدم أخذه الى الهاوية، ومن يعمره بعد الهاوية هو نحن ولا أحد غيرنا، وكل أحد غيرنا سيبقى خارج البلد ونبقى نحن، المواطنون اللبنانيون فقط أسياد هذا البلد”.
اللقاء الثاني، كان مع رئيس “كتلة ضمانة الجبل” النائب طلال أرسلان الذي رأى “أن الوضع في البلد لا نحسد عليه وهو مأزوم والناس تعيش في أوضاع صعبة جداً، وما يحصل هو جريمة موصوفة بحق اللبنانيين جميعاً”. وأكد “أن الترهل الاقتصادي والمالي وفقدان السيطرة على الدولار بهذا الشكل، يحتم على الجميع تحمل مسؤولياتهم بشكل أدق وأوسع ومسؤول”. وأشار إلى “أن الحوار يجب أن يكون قائماً بشكل دائم ومن غير المبرر لأحد رفض مبدأ الحوار، ويمكننا الجلوس مرات عدة وكل يوم لنتحاور ويمكن حتى الاختلاف على بعض النقاط، إنما يجب السير وفق قاعدة الديموقراطية وما تقرره الأكثرية”.
وعن كيفية مشاركته في حوار لا تشارك فيه الأكثرية الدرزية. وما إذا كان ممكنا أن يتحالف انتخابياً مع النائب السابق وليد جنبلاط. قال أرسلان: “إن مسألة الأكثرية أو الأقلية غير مطروحة، و”حضوري الحوار هو من موقعي التمثيلي وليس من أي موقع آخر. أما عن الانتخابات فمن المبكر الحديث عنها، ولم ترسم بعد كل التحالفات. البلد حالياً ينهار وهناك أولويات”.
اما اللقاء الثالث، فكان مع رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الذي قال “يجب أن يكون الحوار بين فريقين برأيين مختلفين، أما أن يكون ضمن فريق واحد، فلا فائدة من الحوار للشكل فقط. لذلك، تمنينا لهم التوفيق، وأي قرار يتخذه هذا الفريق الذي ندعمه، سنؤيده من دون تردد لعلمنا أنهم لن يتفقوا على أمر نعارضه، لكن أن نحضر من أجل الحضور فقط والصورة فلا فائدة من ذلك. وبالتالي لن نشارك في الحوار”.
وعن صحة وجود مسعى من حزب الله للمصالحة بينه وبين التيار الوطني الحر تمهيداً لتحالف انتخابي؟ قال: “حزب الله لا يعمل إلا للخير بيننا وبين التيار الوطني الحر، لكن لكل رأيه. ويجب معرفة ما إذا كان الوزير جبران باسيل يرضى بأن يتحالف مع الفاسدين”.
وإذا كان حضوره إلى بعبدا هو تمهيد لتعبيد طريقه إلى رئاسة الجمهورية؟ أجاب: “لو كان الأمر صحيحاً لكنت عملت على إرضاء فخامة الرئيس. ولكن أنا قلت قناعتي”.
تزامناً، ردّت مصادر قصر بعبدا على القائلين إن الحوار هو لتعويم العهد، فأوضحت أن رئيس الجمهورية “يرفض هذه المقولة ويريد من الحوار إنقاذ البلد”.