غزة- “القدس العربي”: يتجه الأسرى الإداريون إلى تصعيد خطواتهم الاحتجاجية التي شرعوا بتنفيذها قبل 11 يوما، والتي بدأت بمقاطعة المحاكم الإسرائيلية، في الوقت الذي يشهد فيه وضع الأسير المريض ناصر أبو حميد تراجعا أكثر خطورة، حيث تعرضت والدته لـ”وعكة صحية” ألما على نجلها، بعد أن قالت إن وضعه الصحي “يقطع القلب”.
وأكد الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه، أن مقاطعة المحاكم تعد “خطوة استراتيجية جمعاء” تتم بتنسيق مع الحركة الأسيرة، وأوضح في تصريحات إذاعية أن الخطوة تتمثل بمقاطعة كل المحاكم ذات العلاقة، وأضاف “المقاطعة تشمل المحاكم التي هي إحدى أدوات الاحتلال”.
وأشار في ذات الوقت إلى أن خطوة الأسرى بمقاطعة المحاكم يجب أن تترافق مع فعاليات وضغط شعبي ورسمي.
وقال إنه يوجد في سجون الاحتلال 200 حالة مرضية صعبة ولديها مشاكل صحية وأمراض خطرة ومزمنة تتطلب حراك شعبي وسياسي ومؤسساتي وقانوني، لافتا إلى أن الأسرى الإداريون مقبلون على خطوات عديدة تحتاج إلى صبر على المدى الطويل.
وأشار مستشار هيئة شؤون الأسرى إلى أن المرحلة الحالية والقادمة هي “مرحلة لنصرة الأسرى والمطلوب تكتيك الحراك والحملات المناصرة للأسرى في السجون”.
هذا ولا يزال الأسرى الإداريون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وعددهم قرابة الـ500 أسير، يواصلون مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال لليوم الـ11 على التوالي، في إطار مواجهتهم لسياسة الاعتقال الإداريّ الممنهجة، تحت شعار (قرارنا حرية).
وبين نادي الأسير في بيان صحافي، أن قرار الإداريين جاء على ضوء سياسة التصعيد التي انتهجتها سلطات الاحتلال خلال العام الماضي، حيث وصل عدد أوامر الاعتقال الإداري التي صدرت بحق أسرى سابقين ومعتقلين جدد 1595.
يُشار إلى أنّه ومن ضمن الأسرى الإداريين أربعة قاصرين وأسيرة وهي شروق البدن، وكانت أعلى نسبة إصدار أوامر اعتقال إداريّ خلال شهر أيار/ مايو 2021، ووصلت إلى 200 أمر، فيما خاض نحو 60 أسيرًا ومعتقلًا إداريّا إضرابات عن الطعام جُلّها ضد الاعتقال الإداري.
وفي السياق، لا يزال الأسير ناصر أبو حميد، الذي يعاني من مضاعفات إصابته بمرض السرطان، يعاني من وضع صحي خطير جدا، ويهدد باستشهاده في أي لحظة، إذ لا يزال يتلقى العلاج في غرفة العناية المكثفة في مشفى “برزلاي” الإسرائيلي.
وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن وضع هذا الأسير يزداد خطورة يوماً بعد يوم، حيث لا يزال في غيبوبة ووضعه وفق الأطباء المعالجين “غير مطمئن”، بعد أن جرى وصله على أجهزة التنفس الصناعي.
يشار إلى أن والدته تعرضت لوكعة صحية بسبب حصرتها على حالة نجلها، الذي يعاني من وضع صحي صعب، حيث نقلت إلى أحد مشافي مدينة رام الله لتلقي العلاج.
وقد قالت خلال تواجدها في خيمة الاعتصام الدائمة التي أقيمت دعما لنجلها، بعد زيارته “شفته (رأيته) وياريتني ما شفته”، في دلالة على خطورة وضعه، حيث لا يزال فاقدا للوعي، وقالت إنه كان “مكلبش”، (في يديه أغلال)، ورأته عن بعد مترين، وإنها لم تمسك بده كما أرادت، ما دفعها للنداء عليه من بعيد.
وقالت “دخلنا (المشفى) وكأنه ثكنة عسكرية، تفتيش مذل في الداخل، وكانت قوات خاصة وجيش، ورأيناه من بعيد”، وأضافت بحسرة “منظر ناصر بيقطع القلب”، وتابعت بالقول “بدي (أريد) ابني يتعالج برة (في الخارج)”.
ويسمح الاحتلال لعائلة أبو حميد بزيارة ناصر عن بعد، ولا يسمح لوالدته من الاقتراب من سرير العلاج الذي يرقد عليه.
وقال ناجي أحد أفراد عائلة الأسير، إن الأطباء أكدوا لهم أن وضعه الصحي حرج وخطير وغير مستقر، لافتا إلى أنه تمكن بعد تدخل الصليب الأحمر من الاتصال بأحد الأطباء في المستشفى التي يمكث فيها ناصر وأكدوا أن وضعه “ما زال خطيرا”، وأضاف “لا توجد أي استجابة للأدوية ولم ينجح الأطباء في السيطرة على الالتهاب الرئوي الحاد لدى ناصر حيث يمكث على أجهزة التنفس الاصطناعي”.
وفي هذا السياق، كان مسؤولون يتابعون ملف الأسرى، أشاروا إلى وجود جهودا وتحركات للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي، من أجل نقل الأسير المريض ناصر أبو حميد، للعلاج في الأردن أو مصر.
الاحتلال لا يزال يرفض طلب السلطة بنقل الأسير ناصر للعلاج في الخارج
وأكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، على أن القيادة جاهزة لنقل الأسير أبو حميد لأي مستشفى في العالم لإنقاذ حياته، محملا الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية كاملة عما حدث ويحدث له، وطالب بتشكيل لجنة طبية دولية وفلسطينية لمتابعة حالة الأسير أبو حميد، والذي يرقد في غرفة العناية المركزة في مستشفى “برزلاي” تحت أجهزة التنفس الاصطناعي، لافتا إلى أن الاحتلال لا يستجيب للمطالبات بإطلاق سراحه، رغم أن الأطباء في المشفى الإسرائيلي، يؤكدون أنه من الممكن أن يفارق الحياة في أي لحظة.
وكانت هيئة الأسرى تقدمت يوم الخميس الماضي بطلب للإفراج عن الأسير ناصر للجنة الإفراجات المبكرة التابعة لإدارة سجون الاحتلال، إلا أنها لم تتلق بعد رداً على الطلب.
ونصرة للأسير أبو حميد، أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومنسق الفصائل الفلسطينية واصل أبو يوسف، عن برنامج فعاليات وطنية للتضامن معه، يشمل على مسيرات شعبية ووقفات احتجاجية، كما دعا مؤسسات المجتمع الدولي، خاصة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى العمل الفوري لتشكيل اللجنة الطبية، وألا يترك الاحتلال متفرداً بالمعلومات الحقيقية عنه.
وكان رئيس نادي الأسير قدورة فارس، اتهم الاحتلال بالتعمد في ممارسة الإهمال الطبي بحق الأسرى، خاصة الذين يصلون إلى مراحل خطيرة، لافتا إلى وجود ثمانية أسرى محتجزة جثامينهم، ويرفض الاحتلال تسليمهم، وشدد على ضرورة تصعيد الفعاليات التضامنية مع الأسرى، خاصة الأسير أبو حميد، من خلال العصيان الوطني الشامل في وجه الاحتلال.
إلى ذلك فقد تواصلت الفعاليات الشعبية المناصرة للأسير أبو حميد في العديد من المدن الفلسطينية، وخرج السكان في مسيرات شعبية، في الطرق الرئيسة، كما نظمت وقفات احتجاجية أمام مقار اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
يذكر أن الأسير أبو حميد محكوم بالسّجن 7 مؤبدات و50 عامًا، وهو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في سجون الاحتلال، كان الاحتلال اعتقل أربعة منهم عام 2002 وهم: نصر، وناصر، وشريف، ومحمد، إضافة إلى شقيقهم إسلام الذي اعتقل عام 2018، ولهم شقيق سادس شهيد وهو عبد المنعم أبو حميد، كما أن بقية العائلة تعرضت للاعتقال، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم. كما تعرض منزل العائلة للهدم خمس مرات، كان آخرها عام 2019