ديلي تلغراف” تقريرا عن مخاوف المعارضين السياسيين المنفيين في لندن من تكرار سيناريو مثل الذي تعرض له الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول عام 2018.
التقرير الذي أعده هنري بودكين قال فيه إن على الشرطة في بريطانيا أن تأخذ التهديدات ضد السياسيين السعوديين وغيرهم الذين يعيشون في المنفى بجدية وإلا حدثت جريمة أخرى.
وقالوا إن الشرطة البريطانية ليست لديها “فكرة” عن السياق الدولي عندما تتعامل مع تقارير فيها تهديدات بالقتل. ويأتي هذا بعدما رفضت الشرطة البريطانية التحقيق في حملة تخويف ضد معارض سعودي بارز يعيش في لندن.
فقد وجد الطيار السابق يحيى العسيري سكينا كبيرة موضوعة على شباك مطبخه في آب/أغسطس والتي جاءت بعد تهديدات على منصات التواصل الاجتماعي وعلامة سكين وكلمة “قريبا”.
ويشغل عسيري الآن منصب الأمين العام لحزب التجمع الوطني – وهو حزب معارض سعودي يعيش معظم أعضائه في المنفى. وأشار التقرير إلى أن أفرادا من الشرطة زاروا منزله لكنهم رفضوا فحص السكين بحثا عن بصمات أصابع أو كاميرا المراقبة القريبة على أساس “عدم وجود جريمة” وأن ذلك سيكون مضيعة للمال، على حد زعمه.
وعلى الرغم من مناشدته لهم للبحث عنه على الإنترنت ليروا أنه ناشط معروف، إلا أنهم رفضوا على أساس أن القيام بذلك سيكون “تحيزا”.
ويقود العسيري منظمة “القسط” لحقوق الإنسان حيث واجه تهديدات بالقتل وصورا تحمل عبارات “ستعود إلى السعودية لمواجهة محمد بن سلمان” ولي العهد. وقال عسيري “تعرف الحكومة البريطانية أننا عرضة للتهديد وتعرف مستوى الخطر الذي نواجهه من النظام ولكن عندما ترسل الشرطة أشخاصا للمعاينة ترسل من لا يعرفون شيئا” ودرجة التهديد تتصاعد كما قال.
وقال إن معرفة دول مثل السعودية والإمارات حول عدم اهتمام الشرطة تشجع الناس على القيام بالعنف. وقال “أعتقد أنهم لا يزالون خائفين من بريطانيا ولكن هل كانوا سيواصلون إن كانوا خائفين؟ لا أدري”. وتمثل السعودية حليفا استراتيجيا في مجال المبادرات الاقتصادية والعسكرية.
ونقل التقرير أنه “على مدى العامين الماضيين، جرى اقتحام سيارة عسيري وعائلته، وتعرضوا لتهديد في الشارع، وكانوا ضحايا عمليات التنصت ومراقبة إلكترونية أخرى”.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر كشفت الصحيفة عن تعرض ماثيو هيجيز، الأكاديمي البريطاني الذي اعتقل وعذب في الإمارات عام 2018، للملاحقة في لندن. كما كان مع محاميه رودني ديكشون عرضة لمحاولات اختراق من خلال فيروس بيغاسوس مثل عسيري.
وحصل هيجيز منذ ذلك الوقت على حماية من وحدة مكافحة الإرهاب في اسكتلنديارد. وفي العام الماضي حذر معارضون باكستانيون يعيشون في لندن من أن أسماءهم وضعت على قائمة اغتيال أعدها الجيش، وباكستان حليف آخر لبريطانيا. وقال هيدجز المتخصص بالشرق الأوسط إن “الناس خائفون”. وأضاف “السياق هو أن أمريكا التي باتت بعيدة عن السعودية والإمارات يعني أن لندن أصبحت الساحة للتأثير”. و”هناك مجتمعات معارضة أكبر مع أنها تشعر بالخوف”.
وقالت شرطة العاصمة لندن إنه “ليس لديها سجل بأي جريمة مسجلة في ما يتعلق بحادثة سكين آب/أغسطس”.
وأضاف متحدث باسم الشرطة للصحيفة: “نطلب من أي شخص تلقى تهديدات أو اتصالات خبيثة أخرى إبلاغ الشرطة التي ستقيم كل بلاغ”.