نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا لمراسلها للشؤون الدفاعية والأمنية دان صباغ، قال فيه إن منظمة حقوقية تريد الحصول على أجوبة من وزارة الدفاع البريطانية بشأن مقتل أبو حمزة الشحيل في سوريا، في تشرين الأول/أكتوبر 2021.
وجاء في التقرير أن بريطانيا متهمة بممارسة القتل المستهدف بعد ضربة بطائرة مسيرة على تاجر سلاح يتعامل مع تنظيم “الدولة”. وقالت الصحيفة إن بريطانيا باتت متهمة بإعادة إحياء سياسة “القتل المستهدف” بعد مقتل تاجر السلاح من خلال مسيّرة دقيقة، وهو ما دعا منظمة “ريبريف” الحقوقية للتساؤل عن المعيار الذي استُخدم لتبرير استهدافه في هجوم المسيّرة “لاحق واقتل” وطلبت من الوزراء إخبار البرلمان عن الهجوم ولماذا كان ضروريا.
وتأتي تعليقات المنظمة الحقوقية في أعقاب إعلان وزارة الدفاع، وبعد أكثر من شهر على الهجوم عبر موقعها، أن طائرة مسيرة “ريبر” مسلحة بصواريخ هيلفاير زنتها 100 رطل قد “تابعت إرهابيا معروفا في شمال سوريا”. وأضافت الوزارة في بيان مقتضب: “وفي لحظة آمنة وعندما كان الفرد وحيدا في حقل قمنا بهجوم ناجح”. ووقع الهجوم في 25 تشرين الأول/ أكتوبر وتم الكشف عنه في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وقامت جماعة “الحقيقة والعدالة السورية” بتحقيقات على الأرض وتوصلت إلى أن الضحية كان تاجر سلاح معروفا تعامل مع كل الأطراف أثناء الحرب الأهلية، وبالتحديد مع تنظيم “الدولة”.
وقالت جينفر غيبسون التي تقود برنامج القتل خارج القانون في ريبريف: “تم الإعلان عن العملية في صباح يوم أحد هادئ على موقع الوزارة، ويكشف عن سياسة بريطانية جديدة في القتل المستهدف”. وعليه “ما هو المعيار في الملاحقة والقتل؟ وكيف يمكننا تحديد أن هذا الشخص يستحق الاغتيال؟ ولماذا لم يتم التشاور مع البرلمان أو حتى إبلاغه؟”.
وعلقت وزارة الدفاع على لسان المتحدث باسمها، أنها لم تغير سياستها، وأن لديها سياسة دقيقة في عملية التحقق من الهدف وتعمل بناء على قواعد مشددة في الاشتباك وتلتزم بشكل كامل بالقانون الدولي”. وهي تنشر “إيجازات منتظمة” عن الغارات التي تقوم بها ضد أهداف لتنظيم “الدولة” وذلك “للشفافية الكاملة”.
ويبدو أن الغارة على الشحيل تمت بالتعاون مع تركيا، فبعد الهجوم، قامت القوات البرية التركية بمحاصرة مزرعة قريبة وقتل مسلح في المجمع له علاقة بالشحيل ومدنيان لا علاقة لهما بالحادث كانا موجودين بالصدفة في المكان، حسب تحقيق مجموعة الحقيقة والعدالة السورية.
وكان الشحيل قد انتقل إلى منطقة رأس العين التي تقع تحت سيطرة القوات التركية، بعد تهريبه من منطقة خاضعة لأكراد سوريا. وطلب هؤلاء من تاجر السلاح مساعدتهم في البحث عن أماكن وأسلحة تنظيم “الدولة” مما جعله يخشى على حياته حسب تقارير محلية.
وقامت طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني والمسيّرات بأكثر من 5 آلاف عملية جوية ضد تنظيم “الدولة” في سوريا، بعد تصويت النواب على التدخل العسكري في سوريا عام 2015، فيما تمت المصادقة على الهجمات في العراق عام 2014.
وتعتقد منظمة “ريبريف” أن عملية استهداف تاجر السلاح هي الأولى في سوريا منذ مقتل المواطن البريطاني رياض خان عبر هجوم بطائرة مسيرة في سوريا في شهر آب/أغسطس 2015 مع أن الظروف مختلفة. ففي ذلك الوقت، لم يصوت النواب على شن غارات جوية في سوريا، بل فقط في العراق.
وبعد أسبوعين من مقتله، جاء رئيس الوزراء في حينه، ديفيد كاميرون إلى البرلمان وبرر مقتل خان بأنه “ضروري ومناسب ودفاع فردي عن النفس لبريطانيا”. وقال إن المخابرات كشفت عن مؤامرة كبيرة يخطط لها خان. وكُشف لاحقا أن بريطانيا أعدت “قائمة قتل” لملاحقة أفراد في تنظيم “الدولة” بعد الانتخابات العامة عام 2015.
وتأمل منظمة “ريبريف” أن يتعرض وزير الدفاع بن والاس لمساءلة في البرلمان يوم الإثنين عن عملية القتل الأخيرة. ولا توجد أدلة تربط الشحيل ببريطانيا.