علقت صحيفة “الغارديان” على الهجوم الذي تتعرض له النجمة السينمائية إيما واتسون التي أدت دور “هيرمايني غرينجر” في سلسلة أفلام “هاري بوتر” بأنها ناجمة عن مواقف مؤيدة للقضية الفلسطينية. وأدى منشور لها على إنستغرام مؤيد للفلسطينيين إلى الاتهامات المعتادة بمعاداة السامية.
وقالت الصحيفة إن الهجوم الأشد على واتسون جاء من السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة داني دانون، والذي شغل مناصب وزارية في حكومة بنيامين نتنياهو مثل وزير العلوم. وقالت مراسلة شؤون الفن والثقافة نادية كومامي إن “جريمة” واتسون هي نشرها صورة لاحتجاج فلسطيني على حسابها في إنستغرام بيافطة تحمل عبارة “التضامن هو فعل” مع اقتباس من الباحثة الأنثوية سميرة أحمد.
وفي الوقت الذي حظي منشور واتسون بتأييد واسع من الناشطين المؤيدين لفلسطين، إلا أنه كان محلا للنقد من المسؤولين الإسرائيليين وأبرزهم دانون الذي شارك المنشور في تغريدة بتعليق: “10 نقاط من غريفندور تؤكد عداء السامية” في إشارة لمنزل أو صف هيرمايني في مدرسة السحر “هوغوورتس”. وانتقد السفير الإسرائيلي الحالي في الأمم المتحدة جلعاد إردان المنشور، وكتب: “الرواية قد تكون ناجحة في هاري بوتر لكنها لن تنجح في الواقع”. وأضاف: “لو كانت ناجحة، فالسحر المستخدم في عالم الخيال يمكنه أن يمحو شرور حماس التي تضطهد المرأة وتريد تدمير إسرائيل والسلطة الوطنية التي تدعم الإرهاب”.
ولقيت تعليقات دانون ردودا عكسية منها ليا غرينبيرغ، مديرة برنامج “إنفيسبل بروجيكت” وهي منظمة غير ربحية أنشئت عام 2016 كرد على انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وكتبت أن تعليق دانون هي “مثال حقيقي لاستخدام معاداة السامية ولأغراض ذاتية وبنية سيئة كسلاح وإسكات التعبير الأساسي للتضامن مع الشعب الفلسطيني”.
وقالت القيادية البارزة في حزب المحافظين وعضو مجلس اللوردات البريطاني سيدة وراسي إن تعليقات دانون “رهيبة” و”يجب وقف كل محاولات تكميم الدعم للفلسطينيين”. وتعتبر واتسون (31 عاما) من الناشطات المعروفات في الدفاع عن قضايا المرأة ولديها منبرها الداعم لمجموعة مهمة من الحقوق، بشكل وضعها على قائمة مجلة “تايم” لأهم 100 شخص مؤثر في العالم عام 2015.
وعينت في 2014 كسفيرة نوايا حسنة في الأمم المتحدة وألقت خطابا في المقرالرئيسي في نيويورك للإعلان عن حملة “هو من أجل هي”. وبعد عام أخبرت الناشطة ملالا يوسفزاي واتسون أنها قررت اعتبار نفسها ناشطة نسوية بعد خطابها في الأمم المتحدة. وفي 2019 عينت واتسون عضوا في المجموعة الاستشارية لمجموعة الدول السبع من أجل حقوق المرأة وتقديم الاستشارة للقادة حول السياسة الخارجية.
ومنحت واتسون الناشطين أثناء قمة المناخ في غلاسكو العام الماضي “كوب26” منفذا على حسابها في إنستغرام، ولا تزال المعلومات الشخصية على حسابها تشير إلى أنه “تحت إدارة مجموعة فيمنست كوليكتف”. والصورة التي نشرتها واتسون هي تلك التي أعدتها مجموعة “باد أكتيفست كوليكتف” أثناء المواجهات التي قامت فيها إسرائيل بقصف غزة، وفي هذه الفترة عبرت عدد من النجمات المعروفات عن دعمهن للفلسطينيين بمن فيهن بيلا حديد وسوزان سارندون ودوا ليبا.
والاقتباس من الباحثة أحمد هو: “التضامن لا يعني أن كفاحنا متشابه أو أن ألمنا هو نفس الألم أو أن أملنا هو من أجل مستقبل واحد. فالتضامن يتطلب التزاما وعملا وكذلك اعترافا حتى لو لم نكن نحمل نفس المشاعر أو نعيش نفس الحياة أو الأجساد ولكننا نعيش على أرض مشتركة”.
وحاز منشور واتسون على “إعجاب” مليون مستخدم، و100 ألف تعليق بعضها حمل العلم الفلسطيني أو الإسرائيلي.