لقي شاب سوري حتفه في حي النشوة الواقع في الجزء الغربي من مدينة الحسكة، بعد أن أضرم النار في جسده، نتيجة الواقع الاقتصادي الصعب، وعدم توفر فرص العمل.
وأفاد سكان محليون لـ”القدس العربي” أن الشاب باسل أحمد العباوي (26 عاماً) فارق الحياة صباح الثلاثاء، بعد ساعات من إحراق نفسه بسبب تعرضه لحروق من الدرجة الخامسة، رغم إسعافه إلى المشفى.
وأوضحوا أن العباوي من أبناء عشيرة “البو عاصي”، ويعاني من فقر الحال كما هو حال غالبية السوريين، وخصوصاً في المحافظات الشرقية السورية التي يتقاسم النظام وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) السيطرة عليها.
ويصف رئيس الهيئة السياسية في محافظة الحسكة، محمود الماضي، الوضع المعيشي في الحسكة بالكارثي، مؤكداً أنه يشمل غالبية أبناء المحافظة والمحافظات المجاورة (الرقة، دير الزور).
ويضيف في حديثه لـ”القدس العربي”، أن الموسم الزراعي في العام الماضي كان شحيحاً للغاية بسبب ندرة الأمطار، وعدم توفر المحروقات اللازمة لري المزروعات، بعد ارتفاع أسعارها.
وأدى كل ذلك، حسب رئيس الهيئة السياسية، إلى زيادة مستويات الفقر، وفاقمت سياسات “قسد” المشكلة، مضيفاً: “أن المناطق الخاضعة لسيطرة “قسد” تعيش حالة غير مسبوقة من الفقر، نتيجة تحكم الميليشيا بمقومات الحياة، واحتكارها لعائدات النفط، والتضييق على التجار”.
وقال الماضي إن “أهالي الحسكة في غالبيتهم يجدون صعوبة بالغة في تأمين الخبز، وكميات قليلة من وقود التدفئة، رغم أن المحافظة تعتبر من أهم المناطق إنتاجاً للنفط”.
ووفق تأكيد الماضي، فإن المحافظات الشرقية باتت تفتقر لعنصر الشباب بشكل كبير، بفعل زيادة حركة الهجرة نحو تركيا، وإقليم شمال العراق (كردستان).
ووفق شهادات حصلت عليها “القدس العربي” من شهود عيان، بدأت المرأة تقتحم سوق العمل في الحسكة، حيث بات مشهد النساء وهن يعملن في مجال تحميل الخضار والفواكه مشهداً معتاداً.
وفي الوقت ذاته، يتجمع عشرات الأطفال حول حاويات القمامة، وهم يحملون أكياساً يجمعون بداخلها ما يجدونه من علب البلاستيك الفارغة والكرتون وغيرها من المخلفات التي تُباع لإعادة تدويرها.
وفي سياق مواز، تشهد مناطق سيطرة “قسد” انتشاراً واسعاً لظاهرة السرقة، حتى وصل الحال إلى سرقة المساجد، كما توضح تقارير إخبارية. ووفق موقع “أورينت نت” تعرض مسجد العمران في مدينة الحسكة لثلاث حوادث سرقة في غضون أقل من شهر واحد، حيث تمت سرقة مولد الكهرباء لتوفير الإنارة للمسجد بالإضافة إلى كابل كهرباء يربط المولد بالمسجد.
وتابع الموقع أنه “تم كذلك سرقة سجاد ومكبرات الصوت من مسجد صلاح الدين في حي النشوة الواقع في الجزء الغربي من مدينة الحسكة”.
وأكد كذلك سرقة بطاريات جامع الفرقان الواقع في الحي العسكري في الحسكة بالإضافة إلى خلع صناديق التبرعات ونهب ما في داخلها من أموال، مبيناً “أن توابيت الموتى لم تسلم من اللصوص حيث تمت سرقة توابيت من مسجد حي غويران بمدينة الحسكة”.
وسابقاً، كانت الحسكة تعتبر السلة الغذائية لسوريا، حيث يتركز فيها إنتاج القمح والمنتجات الحيوانية، إلى جانب النفط والغاز.