ما بين عالمين !
حين نشرت الفنانة صورة من جواز السفر «الأحمر»، كان ذلك عبر تطبيق سنابشات، ولذلك دلالته.
الفنانة المحترمة كانت تمارس عادة متجذرة في «سناب»، إنها تتباهى بأشياء لا تملكها، ولكن لا أحد سيسأل أو سيتوقف عند ذلك.
الجميع سيقولون «وااااو»، ويتجاوزون نحو مشهد آخر من مشاهد التباهي.
إن تطبيق «سناب» مبني على فكرة «الفلتر»، أي أن كل ما يعرض «زائف» و«منمق»؛ الجميع يعرفون ذلك ومتورطون فيه، وبالتالي لا مشكلة.
إنه مساحة لعرض الملابس الراقية والساعات الثمينة، وعرض الوجبات في المطاعم الراقية، وآخر موديلات الهواتف والسيارات.
إنها حياة موازية، تعوض البؤس الذي يملأ الواقع، في «تواطؤ ضمني» بين صناع المحتوى ومستهلكيه.
والقاعدة الوحيدة هي: «استمتع ولا تسأل» !
ولكن حين وصلت الصورة إلى الفيسبوك، تغيرت قواعد اللعبة.
نحنُ في الفيسبوك، على العكس من سناب، نحرص على المبالغة في «الجدية»، وطرح الكثير من «الأسئلة الغبية».
بل إننا نبالغ في «التباهي بالبؤس» ورفض الواقع.. إنها طريقتنا للنضال.
ولكننا مع ذلك متسرعون جدا، ونعتقد أننا أكثر حكمة وأرجح عقلا، ونتوهم في أنفسنا القدرة على تغيير العالم، بل إن الواحد منا -رغم هامشيته- يرى نفسه مركز الكون.
لذلك دومًا تكون مواقفنا متسرعة وغبية، ولكنها صادقة وعاطفية جدا.
أعتقدُ أن الفرق بين نفسية الموريتاني على «سناب» ونفسيته على «الفيس»، يعطينا فكرة عامة عن «مزاجية» هذا الإنسان، وكيف يخضع للقوالب التي ترسم له مسبقًا.
لو بقي «الجواز الأحمر» في عوالم سناب، لما ثار كل هذا الجدل.
الصحفي الشيخ ولد محمد حرمه