مجموعة قصصية قديمة للصغار اسمها "حكايات عبر الهاتف" لا تغفو البطلة الصغيرة ليلا إلا بعد أن يتصل بها والدها المسافر من هاتف عمومي، يضع فيه قطعة نقود معدنية، ويحكي لها قصة قصيرة تستمر حتى ينقطع الخط مع انتهاء مفعول قطعة النقود. ووفقا للراوي، كان موظفو السنترال يتوقفون كل ليلة عن عملهم ليستمعوا لحكايات الأب لصغيرته.
تخطر على البال هذه القصص عند قراءة إحدى توصيات تقرير للبنك الدولي التي تؤكد على ضرورة أن يقرأ الأهالي القصص لأطفالهم في سن مبكّرة، كإحدى طرق تطوير تعلّم اللغة العربية في الدول العربية - بعد ملاحظة غياب كتب الأطفال عن كثير من البيوت، وعدم انتشار عادة قراءة الأهل لأولادهم.
وبالنسبة لغالبية سكان الدول العربية، المرهقين جدا بسبب الأزمات الاقتصادية ومشاكل ساستهم وانعكاساتها عليهم وتبعات الصراعات المسلّحة والحروب على حياتهم اليومية، تبدو قراءة قصص للأطفال بعد دوام المدرسة أمرا غير وارد بالنسبة للآباء والأمهات.
لكن الأرقام الواردة في تقرير البنك الدوليّ مخيفة فعلا؛ أحدها يكشف أن نحو 60 في المئة من الأطفال بعمر العاشرة (في الصف الرابع الإبتدائي) في الدول العربية لا يستطيعون قراءة أو فهم نص بالعربية مكتوب بلغة مناسبة لأعمارهم.
هذه الظاهرة سُميت بـ "فقر التعلم".