اطلالة على سد مقطع لحجار / المهندس لمهابه ولد بلال

سبت, 10/07/2021 - 23:32

إطلالة على أهم السدود الزراعية في البلاد
الليلة نتطرق إلى سد مقطع لحجار
في ثلاثينيات القرن الماضي وطبعا قبل عقود من تشييد مدينة مقطع لحجار استغل الأهالي تلك البقعة للزراعة وقد كان اختيارا موفقا حيث تعتبر حاضنا طبيعيا لتجمع المياه ، وقد كانت تستخدم حواجز ترابية إلى حدود  أربعينيات  القرن الماضي حيث  شيد سد اسمنتي كما يظهر في الصورة للمحافظة على مياه الأمطار والمياه القادمة من الروافد من التسرب ، وذلك لاستخدامها في الزراعة حيث تستفيد بذور المحاصيل من الرطوبة التي تتشبع بها التربة خلال شهرين أو ثلاثة قبل تفريغ المياه خارج السد ،  ومنذ ذلك الوقت وسد مقطع الحجار أحد أهم المعالم الاقتصادية  البارزة في المقاطعة التي أخذت اسمها منه بالمناسبة،  يقع  جنوب المدنية و يلاصق أبنيتها بل يتداخل معها و يعتبر الشريان الإقتصادي لمقطع الحجار  مدة عقود من الزمن قبل أن يتراجع دوره بسبب إجهاد التربة وتفشي الأعشاب الضارة  ولاحقا الشجيرات والأشجار ونقص البذور الجيدة ، ونقص الخدمة من العمليات الزراعية المختلفة كالتسميد ومكافحة الأفات، وغياب كامل لاستخدام الآلات الزراعية الحديثة، الأمر  الذي  يعتبره المزارعون والمهمتمون به سببا في انخفاض مردوديته، وظل المزارعون يطالبون الجهات المسؤولة والسلطات والمنظمات ذات الصلة المساعدة والدعم للرفع من إنتاجه ومردوديته..
 يزود المدينة بالمحاصيل الضرورية  والتي تدخل في غذاء أهل المنطقة كحبوب الذرة البيضاء والمسماة محليا  " ازرع"  بنوعيه " بشنه وتقليت"  والفاصلويا  (آدلكان) و بعض أصناف القرعيات (الشمبان)  و غيرها من المحاصيل  بالإضافة الى توفير علف الحيوانات المتمثل في بقايا محاصيل الذرة والفاصلويا والمستخدمة على نطاق واسع في غذاء الحيوانات بعد نفاد كمية العشب الأخضر من المراعي .
الزراعة  مطرية موسمية حيث ينتظر السكان كما اشرنا سابقا إلى هطول الأمطار الموسمية في فصل الخريف لتتجمع  المياه  القادمة من روافد السد  في المساحة المزروعة المترامية الأطراف والتي تتجاوز 1500 هكتار ، و الروافد  هي وديان تقع جنوب المدينة على امتداد كلومترات عدة  تزود السد بالمياه تلقائيا بوصفه الحاضن والوجهة  الطبيعية لتلك المياه،  ومن أهم روافد سد مقطع الحجار وديان وشلخ  "كندفه" و "النوادات" و "أشايف" و "أودي الزمت" و "غاوات" و "آميره"  غيرها ،   وعند موعد الزراعة تفرغ المياه المتجمعة عبر منفذ السد الواقع من جهة الغرب حيث تتسرب المياه الى فضاءات شاسعة  يستفاد منها في الزراعة بأنواعها عبر واد " الكراع" وصولا إلي تامورت كيمي التي تبعد 15 كلم غرب  مقطع لحجار .
ويعتبر  السد عامل استقرار اقتصداي واجتماعي و عامل وحدة لمختلف مكونات  سكان مقطع لحجار القبيلة والشرائحية .
وقد تحول أيضا الى رافد سياحي فمياهه الغزيرة التي تجتاح جنوب المدينة بشكل كامل تبدو كبحيرة موسمية تلاصق المنازل و تعطي للمدينة حلة جديدة ؛  يتوافد سكانها مساء إلى شاطئه للنزهة والاستمتاع
 و  لا يزال  السد  يزرع ويقدم انتاجه وان بدا ضعيفا بالمقارنة مع اوج ازدهاره ،ويأمل المزارعون المساعدة للنهوض بهذا الرافد الاقتصادي والتنموي لسكان المنطقة، والذي اصبح يشكل ايضا تراثا جميلا نشطا في الأحاديث والحنين بوصفه نشاطا مارسته أجيال متعددة تركت بصمتها من الجد والإرادة والتصميم، وترجمت بشكا فعال المثل القائل من جد وجد ومن زرع حصد .

تابعنا على فيسبوك