خطاب وزير الزراعة خلال إطلاق الحملة الزراعية من اترارزة

بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على نبيه الكريم
- صاحب الفخامة السيد رئيس الجمهورية؛
- أصحاب المعالي الوزراء؛
- السيد والي اترارزه؛
- السيد رئيس المجلس الجهوي لترارزه ؛
- السيد العمدة؛
- السادة المنتخبون؛
- السيد المفوض السامي لمنظمة استثمار نهر السنغال؛
- السيد رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين؛
- السيد رئيس الاتحادية الوطنية للمزارعين؛
- أيها السادة و السيدات؛

صاحب الفخامة،

إن اشرافكم اليوم، يا صاحب الفخامة، على فعاليات حفل انطلاق الحملة الزراعية للموسم 2021ــ2022، يشكل أقوى دليل على المكانة التي يحتلها قطاع الزراعة ضمن اهتماماتكم السامية، وهو ما تؤكده الأولوية التي يكتسيها هذا القطاع في برنامجكم الانتخابي "تعهداتي".

وتجسيدا لهذه المكانة ولتمكين القطاع الزراعي من لعب الدور الاقتصادي والاجتماعي المنوط به في هذا البرنامج، يعتزم القطاع اعتماد مقاربة تنموية ترتكز على محورين اساسين:

يتعلق أولهما بالعمل على تحسين ظروف الإنتاج وتخفيض تكاليفه من خلال:

- كهربة مناطق الإنتاج الرئيسية التي ستعطون إشارة انطلاقتها اليوم ؛
- الحرص على انسيابية وتوفر المياه و تطوير منظومات الري و الصرف الزراعي؛
- الاستمرار في بناء وتطوير وصيانة منشآت فك العزلة عن مناطق الإنتاج؛ 
- العمل على خلق مناخ محفز للاستثمار الخصوصي من اجل إقامة مزارع نموذجية كبيرة ؛
- مواكبة ودعم صغار المنتجين والتعاونيات القروية. 

أما المحور الثاني فيتعلق بالعمل على زيادة الإنتاج و الإنتاجية عن طريق :
- احترام المعايير الفنية لاستصلاح واعادة تأهيل المزارع و المنشآت الزراعية الأخرى مع الحرص على صيانتها و ديمومتها؛
- التركيز على التكثيف الزراعي ؛
- العمل على توفير البذور المحسنة والحث على استخدامها ؛
- العمل على توفير الآليات و المدخلات الزراعية الأخرى المناسبة لكل محصول على حدة ؛
- بناء شبكة للإرشاد الزراعي قادرة على تأطير المزارعين حول التقيد المسطرة الزراعية واستخدام التقنيات الزراعية الحديثة؛
- دعم مكافحة الآفات الزراعية ومراقبةالعابرة للحدود منها؛
- توفير البذور للزراعة المطرية في الوقت المناسب مع تشجيع الري التكميليفي مناطق السدود ودعم استخدام المكننة الزراعية والتسميد وتوفير الحماية المناسبة للحقول. 

و تهدف هذه المقاربة إلى الرفع من تنافسية إنتاجنا الزراعي سبيلا إلى مكافحة الفقر ودمج الفئات الهشة وتحقيق الأمن الغذائي و خلق المزيد من فرص العمل وصولا الي إدماج الزراعة بشكل فعلي في الدورة الاقتصادية لبلادنا. 

و تتناغم هذه المقاربة مع استراتيجية القطاع و خطط عمله الهادفة إلى تثمين وتطوير الشُعَبْ الزراعية الاساسية بشكل متوازٍ. 

صاحب الفخامة ؛

في هذا المقام لا يسعني إلا ان أذكر بأبرز ما تم تحقيقه من إنجازات وفق المنهج الذي رسمتموه و الهادف إلى خلق الظروف المواتية لتحسين إنتاجنا الزراعي و زيادة مساهمته في تغطية الاحتياجات الوطنية في ظل التحديات المحلية و الإقليمية و الدولية خاصة في ما بعد جائحة كوفيد 19.

ففي مجال الاستصلاحات الزراعية،اشرفتم يا فخامة الرئيس، يوم 27 يناير 2020 على انطلاق هذه المكونة طبقا لبرنامج "تعهداتي"و التي شملت 5726 هكتارا في سنتها الأولى، اكتمل استصلاح منها 2039 هكتارا سيتم استغلالها في هذه الحملة، و تتواصل الاشغال فيما تبقى بمتابعة حثيثة من القطاع. 

وفي نفس الإطار واكب القطاع بعض المبادرات الخصوصية، حيث تم استصلاح واستغلال 1450 هكتارا على قناة آفطوط الساحلي. 

وقد مكنت الجهود التي قام بها القطاع في مجال صيانة و تنظيف و شق المحاور المائية، من توفير مياه الري في روافد النهر و قنواته الفرعية، حيث اكتملت الأشغال في 77 كلومترا على مستوى محوري لعويجه و كوندي، بالإضافة إلى مناطق إنتاج أخرى. 

وبخصوص فك العزلة عن مناطق الإنتاج، يعتزم القطاع انجاز 132 كلومترا من الطرق و المعابر الريفية.

ويسعدني هنا ان أشير الى ان الحكومة بادرت بمؤازرة المزارعين الذين تضررت مزارعهم من الامطار خلال حصاد الحملة الصيفية الماضية، حيث استفادوا من ما يزيد على 1,4 مليار أوقية قديمة منهاما قيمته 345 مليون أوقية قديمة من السماد.

كما استفاد المزارعون من مجانية السماد في الحملة الصيفية الحالية بكلفة 1,6 مليار أوقية قديمة.   

وتمشيا مع برنامج تعهداتي من المقرر في الموسم المقبل استصلاح 5575 هكتارا جديدة لصالح الفئات الأكثر هشاشة. 

صاحب الفخامة،

تحظى الزراعة المطرية بمكانة كبيرة في برنامجكم الذي يعطي الأولوية للاستغلال الأمثل للموارد، و قد تم في هذا المجال انجاز 49 سدا و 17 قيد الإنجاز.

و في مجال زراعة الخضروات، يعمل القطاع حاليا على وضع خطة جديدة للنهوض بهذه الشُعْبَة، تعتمد من جهة على دعم و تعزيز قدرات التجمعات التعاونية و صغار المنتجين من خلال تطوير أساليب زراعة الخضروات، و اعتماد استخدام بذور الأصنافالهجينة و إدخال تقنيات الري والتسميد الحديثة.  و من جهة أخرى على تشجيع و مواكبة استثمار القطاع الخاص في هذه الشعبة من خلال توفير ظروف مواتية للاستثمار، و بالدعم المناسب من اجل إقامة مزارع كبيرة مجهزة بأحدث وسائل الإنتاج. 

و تحضيرا لحملة زراعة الخضرواتيجري الآن العملبالتنسيق مع اتحاد ارباب العمل الموريتانيين و مستثمرين خصوصيين وطنيين و دوليين، على البدء في استصلاح و زراعة اكثر من 3000 هكتار جديدة بطرق فنية حديثة مع إنشاء بني تحتية مناسبة لحفظ وتخزين وتحويل الخضروات.

وستمكن هذه الخطة من الرفع من مستوى الإنتاج والإنتاجية في هذه الشُعْبَة، لتساهم في زيادة مستوى تغطية الحاجات الاستهلاكية الوطنية من الخضروات. 

صاحب الفخامة،

في إطار الهيكلة الجديدة للوزارة، سيتم تعزيز القدرات في مجال مراقبة الصحة النباتية و مكافحة الآفات الزراعية من خلال تقوية و دعم الجهاز المكلف بعمليات المراقبة و حماية النباتات، وقد باشر القطاع ادخال الطائرات المسيرة في عمليات مكافحة الطيور. كما ستُعْتَمدُ ايضا طرق المكافحة البديلةمراعاة للجوانب البيئية. إضافة الى تبنى مقاربة المكافحة الوقائية للتصدي لخطر الجراد المهاجر.

و فيما يتعلق بشُعْبَةالبذور و الشتلات، تم إطلاق مسطرة اصلاح و تطوير هذه الشُعْبَة، حيث  يجري العمل على مراجعة الإطار المؤسسي لمركز مراقبة جودة البذور و الشتلات، و ستُعزز قدراته بالوسائل البشرية والمادية لتمكينه من القيام بمهامه على الوجه الأكمل. كما ستتواصلإعادة تنظيم مؤسسات إنتاج البذور، وتكوين الفاعلين و توفير الوسائل الكفيلة بتلبية متطلبات المهنة وأهداف الشُعْبَة. 
صاحب الفخامة،

تهدف الحملة الزراعية 2021ـ2022 إلى زراعة مساحة اجمالية تقدر ب 250.000 هكتار منها 180.000 في القطاع المطري و 70.000 في القطاع المروي من محصول الأرز و بانتاج اجمالي متوقع يقدر ب 458.000 طن منها 108.000 طن من الحبوب التقليدية و 350.000 طن من الأرز الخام أي 203.000 طن من الأرز المقشر، و هو ما سيمكن ان شاء الله من تغطية نسبة 82%. من الحاجات الاستهلاكية من الأرز. 

فخامة الرئيس؛

في اطار الرؤية الجديدة للقطاع و التي تهدف إلى تحسين أدائه، سيتم اتخاذ جملة من الإجراءات المصاحبة من بينها إعادة هيكلة مؤسسات التأطير و الإرشاد والتكوين، و العمل على تحسين الخدمات الزراعية. 

إن كل هذه البرامج والإجراءات تتطلب في تنفيذها دعم المصادر البشرية في القطاع، و تعبئة الموارد اللازمة و ضمان صيانة المنشآت والحفاظ عليها، فضلا عن الحرص على مشاركة كافة الفاعلين في هذا المجال.

و اسمحوا لي يا فخامة الرئيس ان أتقدم بجزيل الشكر لمنظمتنا منظمة استثمار نهر السنغال على مواكبتها للقطاع و مساهمتها الهامة في انجاز هذه الاستصلاحات. والشكر موصول أيضا الى كل شركائنا في التنمية 

و في الأخير، يشرفني أن أدعوكم، يا فخامة الرئيس، لإعطاء إشارة البدء في استغلال مزرعة ششية إيذانا بالانطلاقة الرسمية للحملة الزراعية للموسم 2021ـ2022، متمنيا من العلي القدير أن تكلل جهود الجميع بالنجاح و التوفيق.

وأشكركم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته."