تعرف الساحة الوطنية منذ بعض الوقت نقاشا وتفاعلا، ودعوات تطالب بحكم ذاتي في الشمال حينا، وفي حين آخر تطالب بانفصال هذا الشمال، مؤسسة في ذلك على تكدس العديد من الثروات الوطنية في هذه الجهة من البلاد وضرورة أن تكون الأولوية في الاستفادة منها لصالح هذه الجهة دون باقي الوطن.
وهو موضوع يتطلب منا تدخلا وتحديد موقف هو موقف، ووجهة نظر، تيار عريض من أبناء هذا الوطن.
إن دعوات الانفصال والحكم الذاتي دعوات غير مؤسسة، والتفاعل حولها لاينبغي من وجهة نظرنا ان يستمر ولا أن يجد صدى لا على المستوى الشعبي، ولا على مستوى النخب السياسية، وهو موضوع غير وارد وسياقه السياسي مخالف للتفكير الوطني، والذي ينبغي أن يسعى ليوحد لا ليفكك، يسعى ليبني لا ليهدم، وموريتانيا بكل جهاتها ومنذ الإستقلال لازالت تعاني من مشاكل بنيوية عديدة تمنع وجود الدولة الحقيقية التي نطمح ونعمل لتتكرس وتسود، و يتساوى أمامها جميع المواطنين، دولة القانون والمؤسسات.
والعجز الذي لازم الدولة الوطنية الجامعة لكل الموريتانيين، دون شك سيلازم أي تجربة للحكم الذاتي أو الانفصال، وأي دعوة في هذا الصدد - من الشمال كانت أو من الجنوب أو الشرق - يجب رفضها ومجابهتها قبل أن تتكرس كنقاش سياسي أو موضوع للتداول، فتجارب الدولة القطرية في مختلف وطننا العربي غير مشجعة على مزيد من التفكك والتقسيم، و الراجح أنها في طريقها للتجاوز والمراجعة، حيث لافائدة تذكر لأكثر من قرن وزيادة من وجود الدولة الوطنية في الوطن العربي،بشكلها الراهن، وتقسيمها الحدودي المفكك للبنية الاجتماعية الواحدة، وهو الدرس الراسخ، والذي يجب الإنتباه له حتى لايزداد الشرخ إتساعا ولاتتكاثر الظباء على خداش.
وأملنا كبير في فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بالنهوض بموريتانيا ووضعها على السكة الصحيحة في مختلف المجالات، حيث بذلك تستحي دعوات الانفصال وتتلاشى، وهو الأمل الذي نعول على القوى السياسية في الوقوف معه وتعزيزه ودعمه بكل جهد في سبيل حماية موريتانيا وضمان إستمرارها وتماسكها.
احمد فال الملقب دفالي ولد الشين
انواذيبو 28_06_2021