اتمنى أن تقوم بزيارة ميدانية لمركز الاورام( الاونكولوجى) بالعاصمة
سيدى الوزير
انت طبيب ولست بحاجة لشرح اوضاع مرضى الأورام السرطانية
ستجدهم امامك فى كل أقسام وردهات المركز
حالهم يغنى عن سؤالهم
تعرف يقينا لأنك طبيب حجم الألم الذى يمزق اجسادهم المتسرطنة
تعرف الجراح الغائرة التى تنزف مع ذلك الالم نفسيا واقتصاديا واجتماعيا
تعرف مرارة المعاناة من الاستشارة الأولى حتى مراحل ال( شيميو تيرابى) وال( راديوتيرابى)
الم قبل التشخيص
الم أثناءه
الم عند الحقن
الم عند اخذ العلاج الكيميائي
والم عند العلاج بالاشعة
والم عند القيام بالفحوص
سيدى الوزير
هي رحلة يلوح صاحبها مودعا لحظة تشخيص الورم
يختلف طول الرحلة باختلاف تموضع الورم وحجمه وعمر المريض ووزنه وسوابقه المرضية وظروفه المادية
يلوح مودعا ونادرة لحدود 1%.المرات التى لاتنتهى فيها تلك الرحلة بموت قد تمنحه العلاجات وقتا للتأخر وقد تضع تاشرة استعجال للمغادرة على( الجواز ) البرزخي غالبا
سيدى الوزير
مرضى المركز يعانون و قد لاتستطيع حبس دموعك وانت ترى مريضا يضطر للهضم بمخرج طوارى( كالستومي) مثبت خارج الجسم اومريضة طمس الورم ملامح وجهها وعبث بتضاريس جسمها اومريضا يتنفس طوال الوقت بالاحهزة وآخر يتغذى طوال الوقت بصعوبة بالغة ب( SNG)
اعرف ان لدينا كعمال صحة قدرة على معايشة تلك الحالات لكننا ندمع ونحزن ونتاثر داخليا ككل المخلوقات وإن طلب منا مهنيا التماسك حتى أمام مريض يحشرج
سيدى الوزير
ظروف المركز صعبة
طاقمه رائع ويعمل فوق طاقته ولكن التكاليف باهظة والفقراء أحيانا يكون الورم ارحم بهم من ندرة الدواء وارتفاع ثمنه وتعطل بعض الأجهزة وتذبذب مواعيد الاستشارات والفحوص وجلسات العلاج
والمرعب أن المركز يشهد منذ إنشائه ضغطا غبر مسبوق بسبب انتشار الأورام وعدوانيتها
هل تعلم سيدى الوزير أن المركز خلال الستة الأشهر الاخيرة استقبل عشرات الحالات وعلى مدار اليوم وودع عشرات المرضى حتى انه اضطر للاعتذار عن حجز بعض المرضى لاكتظاظ اسرته وجنباته
( يمكننى نشر ارقام ولكننى اتحفظ عليها حتى لاتكون مثارا للرعب)
سيدى الوزير
حالات السرطانات مخيفة مرعبة فى انتشارها فى تكاليف علاجها فى حجم المغادرين بسببها
إنها حالات اخطر من( كورونا) وتتطلب تدخلا حكوميا عاجلا
طبعا الاصابات غامضة المنشإ
هل لها علاقة بالمعلبات الغذائية والمشروبات والادوية
هل هي وراثية
هل لها علاقة بعادات غذائية وأنماط استهلاكية
هل تاتى من التلوث البيئي
يجب تاسيس مركز لبحوث الاورام
وتوسيع مركزها بالعاصمة ومده بالتجهيزات والأدوية والطواقم المتخصصة حتى لوتطلب الأمر استجلاب اطباء وفنيين من الخارج
كذلك ينبغى إن تتحمل الدولة 70% على الأقل من نفقات التكفل بالمرضى الفقراء
بمافى ذلك التغذية والادوية والفحوص
سيدى الوزير
الوضع السرطاني فى البلاد بالغ الصعوبة
والمركز لايغمض عيتى مريض مودع إلا ليستقبل مريضا( حجز) لتوه فى رحلة معاناة قدتطول اوتقصر لكنها محطة نهايتها معروفة ومحددة سلفا
شكرا سيادة الوزير
حبيب الله ولد أحمد