قال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين -في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفلسطيني، رياض المالكي- إن هناك إجماعا عراقيا على دعم القضية الفلسطينية؛ لأنها قضية وجدانية، فيما أكد المالكي أن القيادة الفلسطينية تعمل على إعادة إعمار قطاع غزة، وتشكيل حكومة وفاق وطني.
وأضاف حسين أنه يجب استثمار الانتصار الأخير، الذي حققه الشعب الفلسطيني، بطريقة صحيحة، كما أكد على ضرورة تحقيق وحدة الصف الفلسطيني، ودعا إلى حوار صحيح وصريح بين الفلسطينيين للوصول إلى حكومة وحدة وطنية.
اقرأ أيضا
قبل 73 عاما.. كيف ساهم متطوعون عراقيون في منع تهجير فلسطينيين؟
شاهد- رفضا للتطبيع.. شخصيات عراقية تتجه للسفارة الفلسطينية وتؤكد دعمها للقضية
وأشار إلى أن الاجتماع الأول القادم للجنة العراقية الفلسطينية المشتركة سيعقد خلال وقت قريب في رام الله.
من جهته، أكد المالكي أن فلسطين ستبقى وفية للعراق، وتحافظ على خصوصية العلاقة معه وتعزيزها، وتستذكر دوما الشهداء، الذين قدمهم الجيش العراقي على أرض فلسطين.
وقال المالكي -في المؤتمر الصحفي ذاته- إن "زيارته للعراق تأتي بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة"، وتابع أننا "جئنا إلى بغداد لننسق المواقف المقبلة"، لافتا إلى أن "المسجد الأقصى يستباح يوميا، والمعركة القادمة هي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي". وأكد أن "فلسطين تستمد رباطة الجأش والقوة والعنفوان من الشعب العراقي"، مبينا أن "العراق وفيٌّ لفلسطين وداعم لها".
المالكي: القيادة الفلسطينية تعمل على إعادة الإعمار في غزة والتوجه لعقد مؤتمر دولي للسلام (الأناضول)
وفي تصريحات أخرى بعد لقائه الرئيس العراقي برهم صالح في بغداد، أكد المالكي أن القيادة الفلسطينية تعمل على إعادة الإعمار في غزة، من خلال حشد المجتمع الدولي لذلك، وتشكيل حكومة وفاق وطني، والتوجه للرباعية الدولية لعقد مؤتمر دولي للسلام.
وأشاد الوزير الفلسطيني بالدعم التاريخي، الذي يقدمه العراق لفلسطين، مردفا "واثقون بأن العراق كما عهدناه سيواصل وقوفه إلى جانب فلسطين ودعمها في هذه الأوقات الصعبة".
بدوره، جدد الرئيس العراقي التأكيد على "أهمية القضية الفلسطينية ووجدانيتها وقداستها للعراق حكومة وشعبا، والتزامه بموقفه الثابت تجاه القضية الفلسطينية".
وأطلع المالكي الرئيس العراقي "بصورة المجريات الحالية على الساحة الفلسطينية، وجرائم الاحتلال المتواصلة ضد الفلسطينيين في كافة الأراضي الفلسطينية".
وكان الوزير الفلسطيني وصل بغداد ظهر الأحد، ومن المقرر أن يلتقي أيضا رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وقادة الكتل والأحزاب السياسية، حيث سيجدد المسؤولون العراقيون التأكيد على موقف العراق الثابت الداعم للشعب الفلسطيني والمساند لمقاومته للاحتلال الإسرائيلي.
بغداد شهدت مظاهرات حاشدة دعما للشعب الفلسطيني (رويترز)
مؤتمر تضامني
وكان القادة العراقيون أكدوا -أمس السبت- مساندة بلادهم المطلقة لصمود ونضال الشعب الفلسطيني من أجل حريته وكرامته.
وقال الرئيس العراقي برهم صالح -في كلمته بمؤتمر "دعم وإسناد مقاومة الشعب الفلسطيني" الذي عقد أمس في بغداد- "نؤكد موقف العراق الثابت بالمساندة القاطعة لنضال الشعب الفلسطيني في صموده".
وأضاف أنه "طيلة هذه الأيام العصيبة ظل العراقيون يراقبون المقاومة البطولية والتحدي النادر للشعب الفلسطيني"، منوها إلى أن "ما جرى يؤكد ألا تقدم ولا استقرار في المنطقة بدون تحقيق العدالة وتحرير الشعب الفلسطيني".
من جانبه، قال الكاظمي "نقف اليوم لنجدد التأكيد على موقف العراق المبدئي والثابت والحاسم والمتفق عليه بين كل فئات المجتمع وبين كل الأطراف السياسية والاجتماعية والدينية في دعم القضية الفلسطينية العادلة، وإدانة الجرائم المرعبة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل واعتبارها جرائم حرب".
بدوره، قال الحلبوسي "نلتقي بعد أن تحقق النصر لإخواننا الفلسطينيين بانتهاء حرب الـ11 يوما، والتي انتهت معها أسطورة القبة الحديدية وكذبة الجيش، الذي يصنَّف من أقوى جيوش العالم، أمام إرادة وصمود وصلابة إخواننا الفلسطينيين الشجعان".
وكان العراق قد أدان العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وأعلن دعمه الكامل لكل الخطوات الدولية لتثبيت الحقوق الفلسطينية.
وعبّر العراقيون عن دعمهم للشعب الفلسطيني بمظاهرات حاشدة نظمت في بغداد للتنديد بالعدوان الإسرائيلي، كما اتجهت قافلة من المتظاهرين العراقيين، صباح الخميس الماضي، إلى الحدود العراقية الأردنية، للمطالبة بالسماح لهم بدخول الأردن ومنها إلى فلسطين لمساندة شعبها هناك، فيما أعلنت وزارة الصحة العراقية عزمها إرسال فرق طبية إلى الأراضي الفلسطينية، لدعم المتضررين من العدوان الإسرائيلي.
وبدأ فجر أول أمس الجمعة سريان وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل، بعد 11 يوما من عدوان إسرائيلي على القطاع.
وأسفر العدوان الإسرائيلي عن 279 شهيدا، بينهم 69 طفلا، و40 سيدة، و17 مسنا، فيما أدى إلى أكثر من 8 آلاف و900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها شديدة الخطورة.
المصدر : وكالات