لا شكّ ولا ريبَ أنّ وزير المياه يُفكر اليوم قبل الغد في أسرع الطرق لحل مشكل عطش ساكنة بلدية النياغية، التي تستجلب الماء عبر الصهاريج من بوتيلميت، عبر طريق لا يتجاوز، نظريًا، خمسين كيلومتر، لكنها من أقسى وأكثر الطرق وعورة في الولاية..
ساكنة النباغية التي كفت جميع الحكومات، منذ الاستقلال، مؤونة توفير الماء، بل مؤونة التعليم والصحة، تقف اليوم عاجزة أمام قضية أكبر منها هذه المرة.
لا قبل لساكنة النباغية بالتنقيب، ولا أمل في ماء صالح للشرب في المناطق القريبة، والراجح أن أقربَ مورد مياه عذبة يبعد عشرين كيلومترا، وبعد التنقيب لابد من الحفر، ثم توفير أنابيب توصيل المياه من تلك المسافات البعيدة..
يعلم وزير المياه أن المئات من طلبة العلم لن يجدوا اليوم جرعة ماء للفطور، وإن وجدوها فبشق الأنفس.
ما لا يعلمه الوزير أن النباغية لم تستفد أبدًا من الدولة الموريتانية، وأن الحكومات لم تبعث لهذه البقعة من الوطن غير صناديق الاقتراع..
ما لا يعلمه الوزير هو أنّ ناسَ النباغية الطيبين، ومشايخها الاجلاء، العارفين بالله، وأطرها ودكاترتها ومهندسيها الذين خدموا موريتانيا طولًا وعرضا..ما لا يعلمه الوزير أن كلُ هؤلاء استبشروا خيرًا بانتخاب ولد الغزواني، بل هو أول رئيس يجمعون على التصويت له..
قبله كانت عملية التصويت عندهم "ريحتْ حَجْرَه".