تغادر القوات المقاتلة الأمريكية والبريطانية والتابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" أفغانستان خلال الصيف المقبل، وتزداد قوة حركة طالبان يوما بعد يوم، بينما تشن تنظيمات القاعدة والدولة الإسلامية هجمات أكثر جرأة من أي وقت مضى، فكيف يمكن احتواء هؤلاء الآن مع غياب التواجد العسكري الغربي في البلاد؟
ويعتقد مسؤولو المخابرات الغربية أن تلك التنظيمات مازالت تتطلع إلى التخطيط لهجمات إرهابية دولية من مخابئها في أفغانستان، تماما كما فعل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن في 11 سبتمبر/أيلول من عام 2001.
ولقد باتت تلك المشكلة تشغل الساسة في بريطانيا مع اقتراب الموعد النهائي للانسحاب الذي قرره الرئيس الأمريكي جو بايدن في 11 سبتمبر/أيلول المقبل، وكما قال الجنرال السير نيك كارتر رئيس أركان الدفاع البريطاني مؤخرا: "لم تكن هذه النتيجة التي كنا نأملها"، هناك الآن خطر جسيم يتمثل في أن المكاسب التي تحققت في مكافحة الإرهاب على مدى السنوات العشرين الماضية، بتكلفة باهظة، يمكن أن تتراجع لأن مستقبل أفغانستان يأخذ منعطفا غير معروفة عواقبه.
ويقول جون راين، خبير الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (آي آي إس إس): "إن المشكلة تتمثل في إمكانية تحول الوضع بسرعة بشكل لا يمكن للحكومة الأفغانية، حتى بدعم من الولايات المتحدة عن بعد، أن تواكبه"