منذ 1660 !
كانت تجكجه.. قبل موريتانيا بثلاثة قرون كاملة.
ثلاثة قرون ما قتلها العطش، ولا غمرها السيل، ولا طمرها الرمل، بقيت صامدة على ظهر «تكانت»، وعاصمة لأجمل هضبة في البلد.
ثلاثة قرون و«تجكجه» تبث العلم النافع، وتسقي قوافل التجار، وتحفظ الإرث الممتد من «شنقيط» إلى «ولاته».
وحين جاء ذلك الفرنسي الحالم، مطلع القرن الماضي، اختار أن يقيم فيها، فاتخذها عاصمة لإدارة مستعمرته، لقد سحرته «تكانت» بسيولها الجارفة وماء عيونها العذب، وأوديتها التي تعج بالسحر..
ولكن «تجكجه» فتحت ذراعيها للمقاومين، فغرسوا خنجر النصر في قلب المستعمر، لتتحول إلى عاصمة المقاومة، يشهد على ذلك قبر «كبلاني».
«تجكجه» تاريخ يستحق أن يُحكى..
فهي قصة خمسة آلاف مخطوط، في فنون وعلوم شتى..
وهي قصة «الدويرة» تلك الجامعة التي خرجت لقرون مئات العلماء..
وهي قصة «القديمة» بطابعها العمراني المختلف، وصرفها الصحي المتقدم..
«تجكجه» هي سيدي عبد الله ولد الحاج إبراهيم، وأحمد ولد الزين !!