كشف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، أن ما جرى اليوم، الأحد، في منشأة نطنز النووية "عمل إرهابي نووي"، بعد أن أعلنت طهران عن وقوع خلل في شبكة توزيع الكهرباء بالمنشأة، في حين ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية عدة أن الحادث ناجم عن هجوم إلكتروني إسرائيلي.
وأوضح صالحي أن على الوكالة الدولية للطاقة الذرية مواجهة هذه الإجراءات، وأضاف أن بلاده تحتفظ بحق الرد على هذه العملية ومنفذيها ومن يقف خلفها.
اقرأ أيضا
ما وراء الخبر- إسرائيل تهدد بضرب أهداف نووية إيرانية.. هل تفعلها هذه المرة؟
أميركا أم إيران أولا.. من يفك شفرة الاتفاق النووي؟
محادثات فيينا.. هل تستطيع حل أزمة الاتفاق النووي الإيراني؟
معركة الاتفاق النووي الإيراني وأجندات مراكز الأبحاث الأميركية
وكان موقع وكالة أنباء فارس الإيرانية قد نقل -عن المتحدث باسم لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني مالك شريعتي- قوله عبر تويتر "يُشتبه جدا أن يكون هذا الحادث -الذي تزامن مع اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية ومع مساعي إيران لإرغام الغربيين على إلغاء العقوبات- عملا تخريبيا واختراقا".
وأضاف شريعتي أنهم يتابعون أبعاد القضية وتفاصيلها وسيعلنون نتائج ذلك بعد التوصل إلى حصيلة نهائية.
وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي -لوكالة أنباء فارس- إن شبكة توزيع الكهرباء في موقع "نطنز" تعرضت لحادث اليوم الأحد.
وأضاف كمالوندي أن مجمع "الشهيد أحمدي روشن" لتخصيب اليورانيوم في "نطنز" تعرض لحادث، مؤكدا على عدم وقوع إصابات بشرية أو تلوث إشعاعي نتيجة للحادث.
وأكد أن التحقيقات جارية لمعرفة الأسباب المؤدية إلى الحادث، وسيتم الإعلان عنها في وقت لاحق.
وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية قد أفادت بوجود تقارير ترجح أن يكون هجوم إلكتروني هو ما تسبب في الخلل الفني وانقطاع التيار الكهربائي في منشأة "نطنز" النووية (400 كيلومتر جنوب طهران)، التي تقع تحت الأرض في أصفهان.
اعلان
وقالت الصحيفة إن إسرائيل هي من كانت وراء الهجوم على الأرجح، مشيرة إلى أن الهجوم كان أخطر مما أعلنت السلطات الإيرانية، وأن محللين إسرائيليين قدّروا أنه أدى إلى إغلاق أقسام كاملة في المنشأة.
كما رجحت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الخلل الذي أصاب المنشأة ناجم عن هجوم إلكتروني إسرائيلي أدى إلى تعطيل نشاطها.
وقالت الصحيفة إن هذا الحادث يأتي بعد أسبوع من الهجوم على سفينة إيرانية في البحر الأحمر، اتُّهمت إسرائيل بتنفيذه، مشيرة إلى أن المعركة الخفية الدائرة بين إسرائيل وإيران لم تعد سرية، وأن التصعيد بين الجانبين قفز إلى مرحلة جديدة.
كما ذكرت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية أنه يمكن أن يكون الخلل في المنشأة النووية "نطنز" نتج عن نشاط إلكتروني إسرائيلي.
وقالت القناة -في تقرير لها- إن إسرائيل تمكنت في الماضي -وفق تقارير أجنبية- من إلحاق الضرر بأجهزة الطرد المركزي في "نطنز" باستخدام الهجمات السيبرانية، في إشارة إلى حريق اندلع بالموقع في مطلع يوليو/تموز 2020، حمّلت إيران لاحقا إسرائيل مسؤوليته.
من جهته، أفاد مراسل الجزيرة في طهران نور الدين الدغير بأن ما جرى ربما لا يخرج عن احتمالين؛ فإما أن يكون الخلل في الشبكة الكهربائية نتيجة عطل فني في مولد التيار الكهربائي، وإما نتيجة عامل خارجي يتمثل بهجوم سيبراني، مشيرا إلى أن إيران في مواجهة سيبرانية مع إسرائيل والولايات المتحدة.
وتقع منشأة "نطنز" -الأكبر من نوعها في البلاد- على بعد 260 كيلومترا من مدينة كاشان بمحافظة أصفهان الإيرانية، وقد تعرضت المنشأة لعدد من الهجمات والحوادث في السنوات الماضية.
اعلان
وتضم المنشأة -المختصة في تخصيب اليورانيوم باستخدام أجهزة الطرد المركزي- نحو 50 ألفا من أنابيب نقل الغاز المتطورة، مما يسمح بإنتاج كميات من اليورانيوم.
وفي عام 2010، تعرضت منشأة "نطنز" ومنشآت نووية إيرانية أخرى لهجمات "ستوكسنت" (Stuxnet) الإلكترونية التي تسببت في تعطيل أجهزة الحاسوب في "نطنز".
كما تعرضت المنشأة لحريق في يوليو/تموز 2020 بالجزء الذي يقع فوق الأرض، والذي تعرض لأضرار جسيمة.
وبعد ذلك بأسابيع، أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن الحادث نتج عن عمل تخريبي.
المصدر : الجزيرة + وكالات