د/ الداه بلاهي يقدم توضيحات: من أجل الحقيقة.. من أجل العدالة"

أحد, 04/04/2021 - 15:19

قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ". وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا....
 لم أكن أريد أن أتكلم في قضية تأخذ مسارها الإجرائي في القضاء؛ لكن نظرا لما قرأت في هذا العالم الافتراضي من الكذب وتحريف لوقائع القضية التي أعتبر نفسي طرفها المدني، فقد صار من واجبي أن اوضح كل الأحداث التي حدثت في هذه  القضية، على أن نترك الحكم للقضاء الذي آمنا به كملجإ لتسوية خلافاتنا.. ولنا الثقة المطلقة في قراراته واحكامه..
ففي يوم الثلثاء مساء الموافق 30 مارس 2021 في القاعة رقم C001 التي كلفت بالرقابة فيها من لدن جامعة انواكشوط العصرية صحبة د/ محمدن النگرش أستاذ من أقدم أساتذة القانون في الكلية.. ويوجد بالقاعة طلبة ماستر المالية الدولية، وماستر أخرى تخصص القانون.. كنت امارس وظيفتي وبعد مرور مايقارب 20 دقيقة على تقسيم مواضيع الامتحان لاحظت وجود هاتف عند أحد الطلبة من الاشقاء العرب، وهو ممتحن في مادة الفرنسية وأدعى بأنه كان ينظر للوقت، ونظرت في ورقته فوجدت بأنه لم يكتب إلا ترجمة لكلمات معدودة، وحفاظا على مبدأ استمرارية المرفق العام صادرت منه الهاتف ووضعته على الطاولة الأمامية وتركته يشتغل على الامتحان بكل لباقة، 
بعد ذلك لاحظت الطالب المعتدي ينظر في جيب فضفاضته وظننته سيخرج ورقة فلما اقتربت منه فإذا به لديه هاتف ذكي وفي وضعية تشغيل _ وكان ذلك بعد مايقارب 20 دقيقة من توزيع المواضيع وليس قبلها كما يدعي المختلس وانصاره_  أخذت منه الهاتف و وضعته على الطاولة دون ان يحصل بيننا كلام بعد أن نظرت في ورقته فوجدت أنه كتب سطرين في اقتصاديات البنوك، ومع ذلك تركته يعمل بهدوء إعمالا لمبدأ استمرار المرفق العام، وحتى لا اشوش على بقية الطلبة الممتحنين.
تواصل الامتحان بهدوء تام لعله الذي يسبق العاصفة، حيث قبل نهاية الوقت بنصف ساعة لاحظت تحركات مشبوهة من طالبة تجلس في الخلف، فأمرتها بالجلوس في الأمام، ونبهني الأستاذ د/ النگرش أن هناك صوت ورقة يظن بأنه صدر من الطالبة وهي تخفي أوراق غش،
بعدها إستأذنت الأستاذ بأن آتي بإحدى المراقبات لكي تفتشها وجئت بمراقبة في إحدى القاعات وقبل تفتيشها قامت الطالبة بالكلام المرتفع  وبأننا لن نجد عندها أي شيء فأومأت للمراقبة أن تخرج دون أن تفتشها حفاظا على سير الامتحان، و منعا للتشويش، فنحن في جو امتحان يستدعي الهدوء، وأنا اعتقد أن الطالبة استفادت من الوقت الذي تطلبه حضور المراقبة من أجل التخلص من الورقة، وأثناء هذه الواقعة قالت الطالبة المشتبه باختلاسها أن علينا أن نتسامح مع الطلاب فقلت لها نحن متسامحين معكم، ودليل ذلك ضبطنا لهاتفين وعدم اتخاذ أي اجراء ضد اصحابهما، مع أن اللوائح التنظيمية تنص على أن مجرد ادخال الهواتف لقاعات الامتحان  يعاقب عليه، أحرى إن كان تم أخذها بعد توزيع المواضيع، وأومأت بهاتف المعتدي لأنه هو الذي بقي عندي،  _فالطالب الأجنبي قد خرج بهدوء منذ بعض الوقت ، بعد وضع ورقته-  فقال لي:  (هيه لاتشهر بي آن ماكردتني نختلس) فقلت له أنني تغاضيت عن وضعيته تسامحا ، وأن قانون الكلية ينص على أن ضبط أي هاتف في قاعة أو ساحة مركز الامتحان مُوجِبٌ لكتابة تقرير، وأنني ضبطته عنده بعد مرور مايقارب 20 دقيقه من استلامه لموضوع الامتحان، وأن  عليه أن يسكت ويواصل امتحانه وإلا فسأتراجع عن قراري بالسماح له،  فقال لي وبصوت مرتفع منكرا من القول (عدل تقرير فظمه فيك أنت وفظمه في التقرير) وقام بعد ذلك بالتدخل في قضية الطالبة، فقلت له لاعلاقة لك بهذا، و سأتخذ ضدك الإجراءات القانونية،  فتكلم طالب آخر فأمرته بالسكوت فاستجاب مشكورا.. لكن المعتدي واصل في إساءاته اللفظية، فخرجت لأجلب ورقة محضر غش فلم أجد رئيس مراقبة قاعات الامتحان فرجعت، وعند وضع الطالب المعتدي لورقته طلبت منه إفادة تسجيله، وكتبت أمامه في اللائحة pv (محضر)، فقال سلمني هاتفي ، واعدك بان كتابتك للتقرير ستُقتص من جلدك، أو كماقال: (اعطيني تلفون والين تكتب في محضر أندور نگبظها من جلك) فقلت له احترم نفسك  وذهبت للرئيس وعند دخولنا للممر أمسك يدي بقوة فحررتها من قبضته، و ناديت الحرس الجامعي ، وكان هذا هو الاعتداء الأول، و في تلك اللحظة جاءت الطالبة التي تدخل  الطالب  من أجلها تطلب السماح له، وأنه إذا كان هناك تقرير فليكتب فيها  فرفضت ذلك، ودخلت  على رئيس قسم القانون العام بالكلية، فطلب مني  أن أسامح الطالب  فقلت له يجب أن تتبين من الحادثة وحينها لن تطلب مني مسامحته، فقد سامحت هذا الطالب  على الاختلاس من  الهاتف، لكن إساءاته بحقي لن اتجاوزها.. وقمت بتحرير المحضر ووقعه معي الدكتور والفقيه القانوني محمذن  النگرش وهو شاهد على كل الأحداث،  وبعدها ذهبت للعميد ودخلت عليه صحبة الطالب الذي  يتبعني ويتمادى في الاساءة بحقي، فطلب منه العميد عدم الدخول، وسألني عن التفاصيل وقال لي بأن أعيد إلى الطالب هاتفه، وإفادة تسجيله فرددتهم له عند باب مكتب العميد.
انصرفت عن باب مكتب العميد ، وبعد خروجي بدقائق معدودة التقيت برئيس قسم الرياضيات فاخبرني أنه بعد خروجي عن العميد دخل الطالب وسألهم هل القضية إنتهت على هذا فقال له العميد نعم فقال لهم (ذ الأستاذ أندور نلوي رقبته و اندگدگها) وخرج من عندهم..
نزلت لرئيس قسم التسيير  بكلية القانون والاقتصاد أرتب معه بعض الأوراق، وعند إتمام المهام خرجت من باب الإدارة فأحسست بحركات وضوضاء خلفي،  وصوتُ طالبةٍ تنادي (سوله) ذلك لا ينبغي ، فإذا به يُمسك جناحي بقوة فقلت له أن يبتعد عني فقال لي (لاهي نگبظ حقي الراصي) وضربني على الوجه بكامل قوته وفي كامل قواه، _وكان هذا هو الاعتداء المادي الثاني-،  فلم أرد على الاعتداء، وناديت الحرس ورفعت يدي حتى يدرك بأنني لست بباسط يدي نحوه.. وهم بالاعتداء مرة ثالثة ولولا تدخل الحرس لكانت الأمور أكثر بشاعة من هذا ..
و هذه باختصار هي تفاصيل القضية، و الشهود الحاضرين لها موجودين من أساتذة محترمين وعمال في الكلية وطلاب، وموثقة بكاميرات المراقبة الموجودة بالكلية، كما ان الملف الطبي الذي يثبت الإعتداء موجود. وماسوى هذا مجرد كذب وزور ..
ورغم حجم هذه الاساءات والاعتداء المادي والمعنوي بحقي وأنا أمارس وظيفتي، فلم أتخذ أي فعل سوى انني قررت إتخاذ  المسار القانوني من أجل انصافي.. ومع ذلك هناك ناطق باسم نقابة تابعة للتعليم العالي يتبرأ من مافعلته ويقول بانه تصرف فردي!، وكأنني بهذا ارتكبت جرما أو رفعت قضية باسمها.. فحقا يؤلمني هذا جدا، كما يؤلمني تَقَوُلَ بعض العامة والطلبة بحقي، واتهامهم لي بالانحراف في السلطة بدون أي بينة على ذلك.. فمالكم كيف تحكمون، سامحكم الله.. 
ولايمكنني في نهاية سرد هذه الأحداث إلا أن اشكر كل من تضامنوا معي كل باسمه وصفته، كما اشكر زميلي المحامي  الدكتور الشيخ ولد ابوه Cheikh Bouh   الذي تطوع بالتعهد في القضية منذ لحظاتها الاولى.. والشكر موصول  لكل من اتصلوا ، أو دونوا، فانا ممتن لكم جميعا.. حفظكم الله ووفقكم.. وجعلنا واياكم من الذين يسعون للعدالة، ولا يستنكرون المطالبة بتجسيدها على ارض الواقع.. 
"فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم" 
اخوكم: د/ الداه بلاهي أستاذ التسيير بكلية العلوم القانونية والاقتصادية جامعة انواكشوط العصرية.

تابعنا على فيسبوك