تبدأ في العاصمة الكونغولية كينشاسا اليوم جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة، بحضور وزراء الخارجية والري لكل من إثيوبيا ومصر والسودان، بعد توقف دام أكثر من ثلاثة أشهر إثر الفشل في التوصل إلى اتفاق مرضٍ. وتستمر المحادثات لمدة ثلاثة أيام.
ودعت الكونغو إلى عقد هذه الجولة بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي بعدما تعثرت المفاوضات التي كانت تقودها جنوب أفريقيا طيلة العام الماضي، وشهدت تنفيذ إثيوبيا للمرحلة الأولى لملء السد بقرار أحادي دون اتفاق مع مصر والسودان أو إبلاغهما بالأمر.
وأعلنت مصر الشهر الماضي تأييد مقترح سوداني باستئناف المفاوضات بين الدول الثلاث بمشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى جانب الاتحاد الأفريقي كوسطاء لإنجاز اتفاق السد. غير أن إثيوبيا رفضت هذا المقترح واعتبرت أن الاتحاد الأفريقي كاف لرعاية المفاوضات، وأعلنت إصرارها على الملء الثاني لخزان السد في موسم الفيضان المقبل الذي يبدأ في يوليو/ تموز سواء اتفقت مع دولتي المصب أم لا.
وأعلن الجيش المصري منذ يومين عن تنفيذ تدريب مشترك بين القوات الجوية المصرية والسودانية في قاعدة مروى الجوية تحت اسم "نسور النيل 2" . ويأتي ذلك بعد تحذير الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأسبوع الماضي من المساس بحصة مصر من نهر النيل. وكان السيسي قد حذر أيضاً من أن القيام بملء السد بدون اتفاق ملزم قانونياً سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي على نحو لا يمكن تخيله.
وأضاف السيسي في تصريحات له على هامش زيارته لقناة السويس: "لا أحد يستطيع أن يأخذ قطرة ماء من مياه مصر، ومن يريد أن يحاول فليحاول وستكون هناك حالة من عدم الاستقرار في المنطقة بكاملها ولا أحد بعيد عن قوتنا".