لاشك أن جذوة الأمل التي انطلقت غداة الثالث من مارس 2019 آخِذة في الذبول والإضمحلال، إن لم تكن تلاشت نتيجة التعاطي السياسي الخاطئ مع الأغلبية الحاكمة، وسيطرة "الحرس القديم" من جماعات الهياكل ورموز الحزب الواحد وأنصار الأحكام الإستثنائية وبقايا المؤدلجين على مفاصل الدولة والحزب الحاكم والمناصب الحيوية ومصائر البلاد والعباد..أولئك الذين يسعون بكل ماأوتوا من قوة، ومامنحهم النظام من ثقة ومكانة إلى تشتيت أغلبية الرئيس وفتح أكثر من جبهة وصراع في وقت واحد للتحكم في المشهد والانفراد بالحكم والكيد للأطر النظيفة الفنية ذات المصداقية الوطنية والدولية، التي وقفت ضد المأمورية الثالثة وانخرطت مبكرا في دعم المشروع السياسي للرئيس الحالي، وكذلك الإقصاء الممنهج الذي يمارسه نفس" الحرس القديم" لكل القوى الشبابية الحية في البلد والتي تشكل السواد الأعظم من ساكنته، وهي مستقبل استقراره وازدهاره إن النظام الحاكم اليوم مطالب بأن يلتفت على نفسه ويتدارك شيئا من قوته وبريقِه علّ ذلك أن يُخفف نصيبا مِما يتشكّل في الأجواء من تحديات وأزمات، ولابد أن يعي خطورة التآكل من الداخل لأغلبيته، والتصفية الممنهجة لها، و غياب القواعد السياسية الصلبة لممارسة الحكم وعدم وجود أغلبية قوية متماسكة. لقد دفع الموالون الحقيقيون الذين أوصلوا الرئيس للحكم، الثمن باهظا، ويوشك أن يُخرجوا من حزبهم وهيآت الحكم الذي اختاروه وتتم التضحية بهم قربانا لمن التحقوا مؤخرا بركب النظام، في مشهد لم يسبق له مثيل في التاريخ السياسي للأنظمة الحاكمة التي تتوق لتعزيز قبضتها والتمكين لسلطانها،، وهم اليوم مابين مُتّهم في عِرضه ينهشه إعلام " الموالين الجدد" أو مُستبعد من هيئات الحكم والممارسة السياسية بسبب حالة الشد والجذب التي تعيشها موالاة النظام، وانعدام التجانس بينها وخلط الأوراق والإرباك الحاصل منذ أن دخل " الحرس القديم" والمؤدلجين باحة القصر الجمهوري، وبدأت محاولات الترضية المستمرة لهم وللمعارضين حتي أصبحوا هم حواريّي النظام ومقربيه، وهذا ينافي منطق الحكم وممارسة السلطة، و يتطلب إصلاحا عاجلا قبل أن يتّسع الفتق على الراتِق وتستفحل الأزمة،، يتواصل.. سليم عبد الرحمن.