تناولت صحف عربية "مؤشرات" على وجود اتصالات تركية-مصرية، وكتاب يشيرون إلى إمكانية التوصل إلى تفاهمات بين البلدين في المستقبل.
وكان إبراهيم قالن، المتحدث باسم الرئاسة التركية قال في لقاء مع محطة تلفزيونية تركية محلية إن "مصر دولة من الدول المهمة في المنطقة والعالم العربي"، مضيفا: "إذا أظهرت مصر إرادة التحرك بأجندة إيجابية في القضايا الإقليمية، فإن تركيا مستعدة للتجاوب مع ذلك".
"الغزل" التركي لمصر
وتقول صحيفة رأي اليوم اللندنية إن "تصاعُد منسوب الغزل التركي لمصر في الأيام القليلة الماضية وسط أنباء عن نجاح اللقاءات التي جرت بين وفدين استخباريين من البلدين في التوصل إلى هدنة إعلامية، ربما يشكّل خطوة مهمة على صعيد إجراءات كسب الثقة، والتمهيد للقاءات دبلوماسية وسياسية على مستوى أعلى".
وتضيف الصحيفة: "هذا الغزل التركي لمصر يعكس مراجعة سياسية مهمة للرئيس أردوغان ومساعديه، والعودة إلى الدبلوماسية النشطة، ومحاولة تحييد مصر، خاصة بعد تصعيد التحالف السعودي الإماراتي حربه الاقتصادية ضد أنقرة، وإصدار حظر كامل على استيراد البضائع التركية، والسياحة إلى إسطنبول، في وقت تواجه فيه الليرة التركية، والاقتصاد التركي بالتالي، ضغوطا صعبة للغاية، سواء من الغرب حيث أوروبا، أو الشرق أي سوريا وإيران، ودول خليجية".
وترى رأي اليوم أنه "من الصعب علينا التنبؤ بحجم فرص نجاح هذا الغزل التركي لمصر ومآلاته، لكن استمراره خاصة بعد أن أغلق الرئيس السيسي كل أبواب المصالحة مع حركة الإخوان المسلمين -خصمه اللدود- يعكس براغماتية تركية، واستعدادًا لتقديم تنازلات جوهرية ربما تقود إلى نوعٍ من المصالحة بين البلدين وعودة السفراء".
وتقول صحيفة القدس العربي اللندنية: "يومًا بعد يوم تتزايد المؤشرات على وجود اتصالات بين مصر وتركيا وإن كان ذلك على مستويات منخفضة يعتقد أنها لم تتجاوز مستوى أجهزة المخابرات والدبلوماسيين من المستويات الدنيا، لكنها تؤشر إلى إمكانية حصول تقارب سياسي خلال المرحلة المقبلة وذلك من خلال التوصل إلى بعض التفاهمات التي قد تنتج في المرحلة الأولى توافقات تتعلق بالأزمة الليبية وملف ترسيم الحدود البحرية شرق المتوسط".
وتورد الصحيفة "أن الاتصالات التركية-المصرية الجارية على المستوى الدبلوماسي المتدني ومستوى المخابرات انطلقت عقب تصاعد الأزمة في ليبيا، وذلك في إطار جهود دولية لمنع صدام كان محتملا بين القاهرة وأنقرة على خط سرت-الجفرة، إلى جانب الاتصالات حول إمكانية التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية بين البلدين".
وتضيف القدس العربي: "وما زالت تركيا تشترط بدرجة أساسية حصول تغيير سياسي حقيقي في مصر يمكن أن يكون على شكل مصالحة وطنية توقف تهميش المعارضة ووصفها بالإرهاب، إلى جانب وقف الاعتقالات السياسية والإعدامات للمعارضين من أجل التقارب مع النظام المصري الحالي، وهو ما لا يبدو واردًا في الأفق".
البحرية المصرية في البحر الأسود
صدر الصورة،GETTY IMAGES
يقول موقع ميدل ايست أونلاين إن "تركيا تسعى منذ مدة إلى التقرب من مصر بكل السبل ويظهر ذلك من خلال تخفيف حدة الخطاب تجاه القاهرة، بل والإعلان عن الاستعداد للتعاون في عدة ملفات إقليمية".
ويرى الموقع أن "مصر سعت إلى تقوية علاقاتها مع اليونان وقبرص والقيام بمناورات عسكرية، إضافة إلى توقيع اتفاق ترسيم حدود مع أثينا في رسالة واضحة لأنقرة. وفي بادرة هي الأولى من نوعها عبرت السفن الحربية المصرية الأسبوع الماضي مضيق البوسفور للقيام بمناورات عسكرية مشتركة مع البحرية الروسية في البحر الأسود قبالة الحدود البحرية التركية في رسالة استراتيجية قوية".
ويضيف الموقع: "ومع فشل أنقرة في إحراج مصر دوليًا وإقليميا والتدخل في شؤونها الداخلية بدعم جماعة الإخوان المسلمين، تسعى اليوم إلى احتوائها بحجة التعاون الإقليمي والمصالح المشتركة".
أما إسماعيل ياشا فيقول في صحيفة عربي 21 إن "المؤيدين لانقلاب الجيش المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي على الرئيس الشرعي المنتخب وإرادة الشعب المصري الديمقراطية، يعتبرون مشاركة البحرية المصرية في مناورات عسكرية في البحر الأسود "رسالة إلى أنقرة"، مفادها أن تركيا إن تدخلت في ليبيا فإن مصر ستجري مناورات عسكرية بالقرب من حدودها".
العلاقات الروسية - التركية: ثلاثة قرون من التنافس والحروب
ويضيف ياشا: "الرسالة التي يدّعي أنصار السيسي بأنها موجهة إلى تركيا لا معنى لها، كما أن مشاركة البحرية المصرية في مناورات عسكرية في البحر الأسود لا تتعدى كونها مجرد استعراض صبياني، كالذي قامت به الإمارات خلال مشاركتها في المناورات العسكرية المشتركة مع اليونان في البحر الأبيض؛ لأن المناورات، مهما كانت تحاكي أوضاع الحروب، فإنها في الحقيقة ليست حروبا".
ويتابع الكاتب: "وقد تشارك السفن الحربية المصرية الآن في مناورات عسكرية في البحر الأسود، إلا أنها في حالة حرب ضد تركيا لن يُسمح لها بالمرور من مضيقي الدردنيل والبوسفور، ولن تصل إلى البحر الأسود".
ويضيف الكاتب: "مناورات جسر الصداقة 2020 إنْ كانت رسالة موجهة إلى تركيا فإنها رسالة روسية قبل أن تكون مصرية. ومن المؤكد أن موسكو كلما أرادت الضغط على أنقرة استدعت أحد خصوم تركيا إلى الساحة كنوع من الابتزاز".