أصبحت مصطلحات مثل الأمن القومي أو الأمن السيبراني مألوفة اليوم، لكن ماذا عن الأمن المعرفي؟ إنه الأمن الذي إن فقدته المجتمعات ستجد نفسها تعاني من أجل معالجة بعض أزمات القرن الحادي والعشرين الأكثر إثارة للقلق، من الأوبئة إلى تغير المناخ.
مع انتشار وباء كورونا، هناك أمر أصبح واضحا لدرجة لا يستحيل معها التغاضي عنه، وهو أنه من الصعب للغاية التوصل إلى حالة تضافر وتنسيق تامين في سلوك مجتمع بكامله، حتى في الأمور التي تعتبر قضية حياة أو موت.
إن نظرة متفحصة للاستجابة العامة ومواقف الناس المختلفة بخصوص اللقاحات ضد الفيروس المسبب لوباء كورونا، تشرح ما سبق. فلكي يتغلب العالم على هذا الفيروس، يجب أن يوافق معظم الناس على الحصول على اللقاح، مع الأخذ في الاعتبار أن قلة فقط من الحكومات الديمقراطية قد تلجأ إلى جعله إلزاميا.
ومع ذلك، لا يزال هناك تردد كبير بشأن اللقاحات حول العالم. فإذا كانت أعداد الرافضين للحصول على اللقاح كبيرة بما يكفي، فهذا يعني المخاطرة بفشل إحدى أهم الطرق الواعدة للتخلص من الوباء، إذ أن رفض هؤلاء سيؤثر على الجميع، حتى على الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح.
وقد كان هذا الأمر واضحا منذ بداية انتشار الوباء، فقد حاول مسؤولو الصحة العامة والسياسيون خلال الفترات المختلفة من انتشار الجائحة إقناع الناس بالقيام بأشياء معينة لحماية أنفسهم ومجتمعاتهم، بدءا من التباعد الاجتماعي وصولا إلى ارتداء الأقنعة.