تسعتد مدينة كنكوصه على غرار بقية عواصم مقاطعات ولاية لعصابه. لاستقبال بعثة الحزب الحاكم وملحقاتها من منحدرين ومحسوبين على المقاطعة. وذلك في إطار حلقة جديدة من مسلسل استنزاف الذاكرة الذي يتابعه البسطاء منذ عقود كشاهد لم ير الدليل رغم وفرته وقربه.
حلقة جديدة يخوض غمارها أبطال جدد و إن استعملوا ذات الوسائل في الحشر و الحشد ونفس الأدوات المستعملة منذ عقود في التنويم و التغييب وتزيين الأماني و تزييف الأمور.
ستبطش رباعيات دفع (الوفد وملحقاته) بما تبقى من طرق رميلة سالكة يستغلها الأحياء داخل المدينة, بعدما استأثر الأموات بالطريق المعبد (المعلق) والذي عجزت قريحة (محاربة الفساد) عن تصحيح مساره الهزلي الموغل في الاستخفاف و الاعوجاج وتكفير الخطيئة بإنجاز بضعة كليومترات توفر تمويلها و أضاعت البيروقراطية فرصة تنفيذها (بحسب مصادر),
سينتظم المريدون في زمر يؤطرها هذا السياسي أو يوجهها ذاك الزعيم ويستمعون بإنصات حد الخشوع _ كما يبدو للناظر من بعيد _ إلى شرح المضامين و تفكيك شفرة تعهداتي و سبر غور معاني الإصلاح و محاربة الغلاء ومفهوم انتشال المشردين من قارعة الطريق كما تم النص ذات يوم في برنامج انتخابي حاز أو حيزت له ـ على خلاف ـ تزكية الأغلبية الساحقة من أغالبية الشعب المطحون.
ثم ينفض الجمع بعد وقت يقصر أو يطول ليطعم الوفد الثريد وتعود جموع المتطوعين بالتصفيق إلى جحور الألم والفقر والمعاناة على أمل لقاء يقرره الحاكمون بالوراثة و الحظوة و التقرب.
إنها ذات الجعجعة التي نسعمها منذ أمد بعيد دون أن نرى أي طحين....فهل يخيب الظن هذه المرة وتحمل البعثة بلسما ل"معاناة البسطاء" غير الضجيج والوعود.
محمد بن زروق