تناولت افتتاحية صحيفة تايمز (The Times) البريطانية اليوم السبت قضية قديمة تجددت مؤخرا، ألا وهي أن حياة المترجمين الفوريين الذين عملوا مع القوات البريطانية في العراق عادت مرة أخرى إلى دائرة الخطر.
وقالت إنه بعد ما يقارب 20 عاما على "الحرب المستمرة" لا يزال السكان المحليون الذين ساعدوا الجنود البريطانيين الذين يقاتلون في أفغانستان والعراق يدفعون الثمن بأرواحهم، وتقدم الدولة -التي اعتمدت عليهم- الحماية لهم على مضض.
وأشارت الصحيفة إلى ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز (The New York Times) اليوم عن محنة 8 مترجمين عراقيين هددت حياتهم المليشيات المدعومة من إيران بسبب عملهم مع القوات البريطانية.
ويقول هؤلاء إن تفاصيلهم معروفة لدى المليشيات، لأن التحالف شاركها مع قوات الأمن التابعة للحكومة العراقية التي عملت جنبا إلى جنب مع تلك المليشيات، وجميعهم تلقوا تهديدات، بعضها على شكل رصاصات ملفوفة بملاحظات مكتوبة بخط اليد تعدهم بالانتقام منهم بسبب عملهم مع العدو.
الخطر الذي يواجهه المترجمون الفوريون في العراق لا يمكن الشك فيه، فقد خاطروا بحياتهم من أجل بريطانيا وما زالوا يفعلون بعد شهور من مغادرة القوات البريطانية
وقالت الصحيفة إن هذه التهديدات ليست جوفاء، وهناك سجل حافل بعمليات القتل هذه، وقد هاجمت المليشيات نفسها بشكل متكرر قواعد التحالف، بما في ذلك معسكر التاجي حيث عمل المترجمون مع القوات البريطانية حتى بدأت الانسحاب في مارس/آذار الماضي، وهناك 7 من هؤلاء المترجمين مختبئون بعد أن تركوا عائلاتهم خوفا من تعريضهم للخطر، وكلهم يستجدون بريطانيا طلبا للحماية.
وقالت إن رد وزارة الدفاع البريطانية -الذي يشير إلى أن الرجال لم يوظفوا مباشرة من قبل الجيش ولكن الذي جلبهم مقاول طرف ثالث- يبدو بشكل خطير وكأنه إنكار آخر للمسؤولية.
وأشارت الصحيفة إلى الضغط الذي تعرضت له الحكومة البريطانية في عام 2007 بسبب الخطف والتعذيب والقتل الذي تعرض له زملاء أحد المترجمين الذي أراد معرفة سبب عدم تحرك بريطانيا كما فعلت الدانمارك والولايات المتحدة عندما منحت إعادة توطين للموظفين السابقين المهددين، حتى أذعنت في النهاية بسبب هذا الضغط الذي كان معظمه من الجنود البريطانيين الذين خدموا في العراق وسمحت بدخول 1300 مترجم ومعاليهم بشروط صارمة، وتُرك الكثيرون وراءهم وأجبروا على الاختباء، وقُتل العشرات.
واختتمت تايمز افتتاحيتها بأن الخطر الذي يواجهه المترجمون الفوريون في العراق لا يمكن الشك فيه، فقد خاطروا بحياتهم من أجل بريطانيا، وما زالوا يفعلون بعد شهور من مغادرة القوات البريطانية، ويجب على بريطانيا أن تظهر لهم وفاءها هذه المرة بسرعة وبلا تردد، فقد لا يكون هناك متطوعون في المرة القادمة.
المصدر : تايمز