ثورة 25 يناير وصورتها في السينما المصرية: مقارنة بين نموذجين

اثنين, 25/01/2021 - 06:48

على الرغم من أن الفيلم الروائي لم يتأخر كثيرا في التعبير عن وقائع الانتفاضة الشعبية التي شهدتها مصر في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني، والتي عرفت في الأدبيات التي وصفتها بـ "ثورة 25 يناير"، إلا أن نتاجه ظل قليلا نسبيا، ومحكوما بذاك الانقسام الذي ساد المجتمع المصري في النظرة إلى القوى الفاعلة فيها ومسار البلاد بعدها.

وعند المقارنة مع الفيلم الوثائقي تميل الكفة كثيرا للأخير، كما ونوعا، فهو الشكل السينمائي الأقرب للتعبير عن مثل هذه الأحداث الشعبية الكبيرة والمحتدمة، بل وكان مشاركا في صنعها بفعل ما وفرته التكنولوجيا الحديثة من سهولة توثيق الأحداث عبر الكاميرات الصغيرة؛ سهلة الحمل والاستخدام، وكاميرات الهواتف النقّالة ونشرها بسرعة عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي.

لذا رافق الفيلم الوثائقي الحراك الشعبي في معظم أحداث ما عرف بالربيع العربي، وشكلت المادة الضخمة من الوقائع المسجلة عبر كاميرات المشاركين أو الهواتف النقالة أو القنوات التلفزيونية المختلفة التي انتشرت فرقها المختلفة لتسجيل هذه الوقائع لحظة بلحظة، فضلا عما وثقه المخرجون أنفسهم الذين سارعوا للنزول إلى ساحة الحدث؛ مادة خصبة وسجلا ثرا لعمل أفلام وثائقية عنها، وقد تناولنا ذلك وإسهام الصورة السينمائية والفيلم الوثائقي في الربيع العربي في مقال سابق هنا.

بيد أن الفيلم الروائي الذي يعتمد على إعادة بناء الحدث ضمن مسار سردي ويحتاج إلى إمكانيات إنتاجية أكبر، ظل متعثرا ومرتبكا في معالجة مثل هذا الحدث الكبير، وهذا ما تكشف عنه أي مقارنة بين بعض أول الإنتاجات الروائية التي حاولت التعبير عن "ثورة 25 يناير" وتلك التي انتجت في السنوات الأخيرة عنها، كما هي الحال، على سبيل المثال لا الحصر، بين فيلمي "18 يوما" الذي أنتج في عام 2011 خلال وبعد أيام الثورة بقليل وفيلم "عيار ناري" المنتج أواخر 2018.

 

 

بين زمنين

قدمت السينما المصرية عددا من الأفلام الروائية التي تناولت "ثورة 25 يناير"، من أمثال: "بعد الموقعة" ليسري نصر الله، الذي عرض عام 2012 و "فرش وغطا" لأحمد عبد الله، و"الشتا اللي فات" لإبراهيم بطوط، المُنتَجين عام 2013. و "حظ سعيد" لطارق عبد المعطي 2012 ونوارة لهالة خليل عام 2015 و"اشتباك" لمحمد دياب 2016 وغيرها، ونرى هنا أن مسار تقديمها الزمني، أي مدى قربها زمنيا من زمن وقوع الأحداث ومدى بعدها عنها، شكل عاملا حاسما في معالجة هذه الأفلام لوقائع الثورة مع الأخذ بنظر الاعتبار تطورات الأحداث اللاحقة لها.

إعلانات

 

 

 

تابعنا على فيسبوك